شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 15)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 15)
- المحتوى
-
ريعي المدهون ححح
الدولية. النتيجة المباشرة لهذا التويجّه انعكست, على الصعيد المحليء في تراجع موضوع الانتخابات
البلدية في المناطق المحتلة عن مكانته السايقة بين الاهداف الوطنية الفلسطينية. وأكثر من ذلك؛ فقد
تحول هذا المطلب الى خطوة غير مرغوب فيهاء ومطلوب مقاومتها. ولسنا ذلك في جانب من الملايسات
التي رافقت تصريحات أدلى بها رئيس بلدية بيت لحمء الياس فريج؛: لصحيفة «جيروزاليم يوست»
الاسرائيلية: دعا فيها الى هدنة موؤّقتة في المناطق المحتلة لمدة عام, يوقع عليها الطرفان» الاسرائيلي
ممثلا بالحكومة والفلسطيني ممقلا ب م.ت .ف. وتم تحت اشراف دوليء يتبعها أجراء انتخابات عامة,
تمهيداً لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط. ويعيداً من الملايسات التي رافقت هذه
التصريحاتء وردّات الفعل عليهاء ومحاولة الولايات المتحدة الاميركية استغلالها لتوجيه اتهامات الى
م.ت.ف. فقد كان لدى المنظمة الكثير من الدوافع التي أملت عليها ضرورة اتخاذ مواقف حذرة؛ الى
أبعد الحدودء من قضايا مثل الانتخابات ومستقبل الانتفاضة. فخلال معالجتها موضوع فريج
وذيوله» أظهرت م.ت.ف. حرصاً شديداً على توحيد مصدر التوجهات السياسية الفلسطينية داخل
المناطق المحتلة, وخارجهاء وضمان مرورها عبر القنوات الفلسطينية الرسمية م.ت.ف. والقيادة
الموحدة من دون مصادرة حق الاجتهاد لدى الآخرين. وهو ما أكدته تصريحات أدلى بها رئيس
اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف . ياسر عرفات: الذي اعتبر موقف فريج اجتهاداً تم التراجع عنه . وأبيرزت
تلك الواقعة حدود اختلاف الموقف الفلسطيني من مسألة الانتخابات في مرحلتين: مرحلة ما قبل اعلان
الاستقلال الفلسطيني؛ ومرحلة ما بعد اعلانه. ويعود هذا الى التمييز بين الانتخابات كموقف كانت له
مبرراته في مرحلة معينة؛ وبين الانتفاضة الشعبية التي تعتبر آلة تفريخ السياسات الفلسطينية التي
لا يجوز المساس يهأ. ويمعنى آخرء لقد يلغ حرص م.ت.ف . على الانتفاضة:» ورعايتها لها, أن عكست
مخاوف وخشية عليها طالت حتى نوايا بعض الفلسطينيين أيَاَ كانت طبيعة هذه النوايا.
اذا قرأنا الموقف من الانتخابات في سياقاته الزمنية والتاريخية؛ يظهر لناء من خلال تجربة العمل
الفلسطيني» ان ح.ت.ف. لم تشنٌ معركة سد الانتخابات: كمفهوم اومطلب أوهدف أو خطوة تكتيكية
مؤقتة, ولا انطلاقاً من الحاجة اليهاء أو عدمهاء ولكن» وغالباً؛ من طبيعة الظروف التي تطلق فيها
الدعوة الى اجرائهاء والهدف المؤقت والنهائي لهذه العملية. فهي عارضت الانتخابات البلدية في العام
ووافقت عليها العام 151/1» وطالبت بها في بداية الانتفاضة, وهي ترفضها الآن. ففي الظروف
الراهنة. أصبحت الانتخابات حجر الزاوية في الطروحات الاميركية الاسرائيلية التي تقدمها ثمناً
للانتفاضة؛ بغض النظر عن كثير من التفاصيل والتصريحات التي تحاول تغطية جوهر الموضوع.
ويحقق هذا الامرلتل - أبيب فرصة كبيرة لالتقاط انقاسها وتنظيم هجوم دبلوماسي كامل مضاد لهجوم
السلام الفلسطينيء يهدف الى كسر حلقة الضغط الدولية» من جهة. واعاقة تقد م.ت.ف. من جهة
أخرى.
لقد كان من الممكن, فعلاًء الموافقة على انتخابات بلدية في المناطق المحتلة» في مرحلة سابقة: كخطة
مستقلة لا ترتبط بالنظرة الاسرائيلية: أو الاميركية؛ الى حل المسالة الفلسطينية. لكن الشكوك تزايدت»
في ظال تصعيد حملات القمع الدموي ضد المواطنين في الضفة والقطاع؛ ورفض سلطات الاحتلال
التعاطي مع أبسط مطالب الانتفاضة على امتداد عام كامل من عمرهاء كرّرت قيادتهاء خلالهاء مطالبة
سلطات الاحتلال باطلاق سراح المعتقلين الاد اريين: وسحب الجيش الاسرائيلي من على شوارع المدن
والقرى والمخيمات» وايقاف حملات القمع والتنكيل. كذلك, نماء وتطوّر, الموقف من الانتخابات: بعد
ان طرحت مسيرة عام من الانتفاضة جملة اسئلة مشروعة حول ما اذا كانت هذه المسالة تمثّل
غ1 سرون فلسطيزية العدد 151, آذأن ( ماريس ) 19244 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22427 (3 views)