شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 16)
- المحتوى
-
2ب الانتخابات ومرحلة الاختبارات المتبادلة
خطوة اجرائية تهدف الى التعرّف على القادة الوطنيين للانتفاضة: أم انها محاولة جدّية لاخراج
الجميع من المأزق الراهن؛ إسرائيلياً نحو تخليص اسرائيل من احتلالها الذي تزداد أزمتها تفاقماً
بسبب استمراره؛ وفلسطينياً تحو بدء مسيرة الحل الواقعي, الذي يلبّي طموح الشعب الفلسطيني؛
أم انها خارج هذين السياقين وترمي الى كسب الوقت فعلا ؟
الرهانات الثلاثة
يتضح من قراءتنا للموقف الاميركي ان واشنطن تراهن على اطالة أمد الحوار مع م.ت.ف.
مستبدلة سياسة «الخطوة خطوة» الكيسنجرية بسياسة تقديم المطالب «وجية وجبة»ء وحصر
المباحثات الثنائية مع م.ت.ف. في دائرة التعرّف عليها والتحقّق من تواياهاء أي ابقائها ضمن دائرة
الاستكشاف التي تحدثنا عنهاء قبل اتخاذ أية خطوة عملية. وتحت مظلة الحوار المتقطع بين الطرفين,
الاميركي والفلسطيني» تواصل الولايات المتحدة ممارسة تكتيكها الجديدء القائكم على التقرب ا مدروس
من م.ت.ف. وتقديم المطالب المدروسة أيضاً. ٠ وبصيغة دبلوماسية هادئة. وفي هذه المرحلة ؛ تفضّل
واشنطن ان ن تأخذ كثيراً قبل أن تعطي قليلاً ؛ في حين انها تتبع سياسة مغايرة تجاه اسرائيل؛ فتعطي
كشيراً لتأخذ قليلاً. فقد ضمنت لاسرائيل رفض الدولة القلسطينية المستقلةء ودعم موقفها من
الانتخابات في الضفة والقطاع» وهي تضع هذه الامورء جميعهاء في سياق سياستها العامة في الشرق
الاوسط.
أمّا الرهان الاسرائيليء فينعقد على التخلّص من الانتفاضة تحت وابل من المبادرات وصيخ
الحلول المخادعة التى لا تستهدف سوى ايقاف الانتفاضة؛ بعد ان عجزت كل وسائل الضغط,
السياسية والعسكرية, القمعية. بما فيها وسائل القتل المباشي, عن ايقافها.
أما مءت.ف. فتراهن, فعلاًء على استمرارية الانتفاضة, أي على نقطة العجز الاسرائيلية
الأساسية. وهي لا تستطيع ان تضع الانتفاضة موضع مساومة. فبعد ان نجحت م.ت.ف. في التقاط
زمام المبادرة وتشكيل قوة ضغط دولية على اسرائيل: تحوّلت الانتفاضة الى مصنع انتاج مقوّمات هذا
الضغط. وصارت استمراريتها هى الرهان الوديد الممكن لضمان ترجمة هذا الضغط الى قوة محلية
داخل اسرائيل ذاتهاء لتغيير تناسب القوى الحالي. والفعل في مستويات الرأي العام كافة؛ لتشكيل قوة
ضغط اسرائيلية تتغذّى من مقولة عدم جدوى الاحتلال, وتتلمس عواقبه. وتتأثر مباشرة؛ بسلبياته.
أما الانتخايات: فتبقى هدفاً ومطلباً يمكن استعادة مقوّماته ومبرراته في حالة واحدة فقط, هي عندما
تخرج المناطق المحتلة من يد الرقابة الاسرائيلية الى يد المراقبة والحماية الدوليتين, وتتأمّن مشاركة
م.ت.ف. في المؤتمر الدولي للسلام؛ يوصفها الممثل الشرعي والوحيد الشعب الفلسطيني. عندئذ, قد
تصبح الانتخابات مقدمة لتنظيم حياة السكانء الى حين تتسلّم م.ت.ف. سلطات الدولة في متاطق
الضفة والقطاع التي لا تعود محتلة.
العدد 155 آذار ( ماريس ) 1144 شْيُون فلسطزية 16 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)