شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 19)
- المحتوى
-
عدنان حسين
قطاعات واسعة من المثقفين المصريين أن قيام دولة على أسس محض دينية هى انتكاسة للحضارة
الانسانية وعودة بها الى وراء.
وقد أجمل ذلك د. محمد حسين هيكل في مذكراته بقوله: «... بدأت صيحة فلسطين ضد الهجرة
اليهودية ترتفع شيئاً فشيئاً. وبدأ رجال من ذوي المكانة في مصر يؤيدون هذه الصيحة تأييداً حاراً.
أيدها بعضهم متأثراً بعاطفة دينية» وأيدها آخرون تأييداً سياسياًء أساسه ان وجود وطن يهودي الى
جانب مصر يسيء الى حياة مصر الاقتصادية والسياسية على السواء؛ وان هجرة قوم الى بلد؛ رغما عن
أهله؛ يؤدي؛ بطبيعته؛ الى تضييق أرزاق اصحاب هذا البلد من غير مسئغ؛ ويدفعهم الى الثورة على
هؤلاء المهاجرين: ثورة بعيدة الأثر محفوفة نتائجها بأشد الاخطان!").
ولعل في ذلك كله تكمن أسباب اشتداد الاهتمام المصري بالقضية الفلسطينية في عقد
الاربعينات. وتجلى ذلك في المبادرة المصرية باشراك ممثلي فلسطين في المشاورات لانشاء جامعة الدول
العربية: على الرغم من ان البروتوكول الخاص بتأسيس الجامعة لم يتضمّن ادخال فلسطين كدولة
عربية:؛ وانمًا تضمّن ملحقا بأن تعمل الدول العربية للحفاظ على عروبة فلسطين فقط؛ فقد حالت
الضغوط البريطانية ومواقف الملوك العرب الخاضعة للارادة البريطانية دون تمتع فلسطين بعضوية
الجامعة. وكانت حكومة الوفد المصريةء آنذاكء تعتبر ان القضية الفلسطينية قضية كل العرب» وان
على الجامعة العربية ان تعمل لمذع مؤامرة تهويد فلسطين؛ وتمكين الشعب القلسطيني من الحصول
على استقلاله. بيد ان الملك فاروق عمد الى اقالة حكومة النحاس الوفدية في اليوم التالي للتوقيع على
«بروتوكول الاسكندرية» (4 تشرين الاول - اكتوير 4 :)١195 منعاً لتحويل الجامعة العربية إلى
مؤسسة للوحدة العربية» ونصرة الشعب الفلسطيني, ومجابهة المخطط البريطاني - الصهيوني().
ومع ذلكء لم تتوقف. او تضعف, عملية الارتباط المصري بالمسآلة: الفلسطينية التي أضحت, في
الوقت عينهء قضية وطنية مصرية لجهة الخطر المحدق بمصر من البوابة التاريخية: لاجتياحها
والسيطرة عليها؛ فلم تتردد مصر في استضافة اول قمة لملوك ورؤساء دول الجامعة العربية (انشاص»
7 وفي الموافقة بعد اصدار قرار تقسيم فلسطين واقتراب قيام الدولة الاسرائيلية على قرار
الجامعة باعلان الحرب.
وقد زادت هزيمة العام ١9544 من احساس المصريين بالخطر الاسرائيلي الداهم. فقد عبر
الاسرائيليون حدود مصر في معارك تلك الحرب» ووطكت أقدامهم أرض سيناء. وبعد الهدنة, انحصرت
سيناء المصرية بين القوات البريطانية على ضفة القناة في الغرب» وبين القوات الاسرائيلية في الشرق.
ويسبب وجود دولة اسرائيل على حافة سيناء وعلى امتداد صحراء التقب, اقتحم السياسة المصرية
والحركة الوطنية المصرية عنصر جديد؛ هو فلسطين!/).
لقد ترتب على حرب العام 1144 والهزيمة التي انتهت اليها أنْ تقدمت مصر خطوة أخرى نحو
النظام الاقليمي العربيء الذي بدأ بالتشكل منذ انشاء الجامعة العربية. وتجلّت الخطوة المصرية في
توقيعهاء مع دول الجامعة؛ على ميثاق الامن الجماعي العربي في العام .155٠ واذ وجدت مصر ان
امير شرق الاردن» عبد الله بن الحسين؛ يجري اتصالات مع الاسرائيليين» القت بكل ثقلها لكي تحول
دون عقد صلح منفرد بين اسرائيل والاردن: معتبرة ان العلاقات العربية باسرائيل: ومصير القضية
الفلسطينية برمّتهاء هي من قبيل المسائل القومية التي لا يجوز التصرف بها على أساس منفرد. وجاء
قرار مجلس الجامعة العريية؛ العام ١145١ ليعكسء بالضبط؛ وجهة النظر هذه:
18 تهون اللسطيزية العدد 151 آذان ( مارس ) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22428 (3 views)