شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 23)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 23)
- المحتوى
-
عدئان حسين
فعقد اتفاقية للدفاع المشترك مع سوريا في العام 21155 انضم اليها الاردن في العام التالي؛ كما وقع
ميثاقاً ثلاثياً مع السعودية وسورياء انضمّت اليه اليمن. وتضمّن هذا الميثاق رفض الدخول في آي
حلف, وتحقيق تعاون أفضل بين البلدان الموقعة عليه!*"). وبحث عبد الناصرء في الوقت عينه؛ عن عمق
دولي لنهجه المناهض للاحلاف والتكتلات الاستعمارية» فأنشأ مع جوزيب بروس تيتو وشو ان لاي
وأحمد سوكارنء وغيرهم من زعماء الدول المستقلة لتوهاء كتلة الدول غير المنحازة.
ما على صعيد تقوية الجيش المصريء فقد توجه عبد الناصر الى الولايات المتحدة وطلب متهاء غير
مرةء أسلحة لمصر مبرّراً ذلك بالتهديدات الاسرائيلية لمصى, والوضع غير المستقر في الشرق الاوسطء
وهو ما تجِلَّى في الغارة الاسرائيلية على المواقع المصرية في غزة؛ الا ان الولايات المتحدة رفضت
الاستجابة لطلبات عبد الناصرء بسبب معارضة بريطانيا لذلك» ورغبة واشنطن في احتواء مصر ضمن
منطقة النفون الغربي. ولم يجد عبد الناصر, في مواجهة الموقف الاميركي الا اللجوء الى تشيكوسلوفاكيا
لتسليح الجيش المصريء وكان ان تمّت, في ذلك العام »)١1554( أول صفقة أسلحة في الشرق الاوسط
مع المعسكر الاشتراكي("”)
أن رفض عبد الناصر الانخراط في أحلاف تحقق مصالح وأهداف الدول الاجنبية: واتخاذه موققاً
متشدداً حيال اسرائيل؛ ودعوته الى تأمين حقوق الشعب الفلسطيني وعودته الى بلاده, ومطالبته
بانهاء السيطرة الاستعمارية على الوطن العربي, وتقديم الدعم السياسي والمادي الى الحركات
الاستقلالية والتحررية فيهء وخصوصاً ثورة الجزائر, وتبثيه شعار الوحدة العربية؛ أن كل ذلك جعل
الجماهير العربية وعدداً من الحكومات العربية تنظر الى مصر باعتبارها المدافع عن الموقف القومي
العربي؛ وان ترى في عبدالناصر قائداً قومياً. وبطلاً للاستقلال الوطني والتحرر من الهيمنة
الاستعمارية؛ تنعقد عليه الآمال في استعادة الوطن السليب فلسطين(). وهذا الامر ساعد
عبد الناصر في الحصول على تأييد أكثر من حكومة عربية لسياسته الخارجية؛ وبالذات تجاه اسرائيل.
واضافة الى اتفاقيات الدفاع المشترك: تج ذلكء أيضاًء في تطور العلاقات المصرية العربية. ففي
آذان (مارس) ,١1551 عقدء في القاهرة, مؤتمر قمة بين عبدالناصر وملك السعودية. سعود بن
عبد العزين. والرئيس السوري». شكري القوتي» ' وأقرّت, في المؤتمر. الاجراءات الضرورية لاقامة جبهة
عربية موحّدة ضد اسرائيل؛ ثم تبعه مؤتمر آخر بين الثلاثة أنفسهم في الرياض والدمامء في أيلول
( سبتمير ) من العام ذاته؛ في اثناء نشوب أزمة السويس9("'). وكانت تلك الأزمة؛ في حد ذاتهاء أول
اختبار لمبدأ التضامن العربيء الذي عمل عبدالناصر, لسنوات عدة, من أجل تكريسه. فاضافة الى
التظاهرات والاضرايات وأعمال العنف ضد المصالح البريطانية والفرفسية في البلدان العربية؛ وغير
ذلك من مظاهر الاحتجاج على العدوان الثلاثي الذي تعرّضت له مصر, في أواخر تشرين الاول
( اكتوبر) 1557., واعلان التأييد للخطوة المصرية بتأميم قناة السويس من جانب الاحزاب الوطنية
والقومية والنقابات والمنظمات الشعبية والجماهير الواسعة في 5 شتّى البلدان العربية؛ اضافة الى كل
ذلك, عرضت حكومتان عربيتان» في الأقل: هما حكومتا سوريا والاردن» على مصر معاونتها عسكريا في
حربها ضد اسرائيل وبريطانيا وفرنساء وذلك بالهجوم على اسرائيل لتخفيف الضغط عن مصر. «الا ان
الرئيس عبد الناصر طلب عدم اشتراكهما في المعركة حتى لا تتعرضا للعدوان البريطاني الفرنسي»(")
وقد ظهر تضامن الحكومات العربية مع مصر في الاجتماع الذي عقد في بيروت»: بين ؟١ و١١ تشرين
الثاني ( نوفمير) ,١1557 بحضور عدد من ملوك ورؤساء الدول العربية الاعضاء في جامعة الدول
العريية وممثلي هذه الدولء وأجري البحث في العدوان الثلاثي؛ وفي ما ينبغي اتخاذه من تدابير
55 نشؤون فلسطية العدد 157: آذار ( مارس ) 1545 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)