شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 24)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 24)
المحتوى
ب الطريق الى «القمة العربية» الأولى
لحل المشاكل القائمة في منطقة الشرق الاوسط. وبعا المجتمعون الى تنفيذ قرارات الامم المتحدة بشأن
وقف العدوان297).
وبخروج مصر وزعامتها منتصرة في معركة القناة, تحققت لها شعبية جارفة على امتداد الوطن
العربي, وتكرّست زعامتها للنظام الاقليمي العربي. وكان العدوان الثلاثيء في الواقع؛ نقطة انطلاق
نحو ذرى أعلى للصراع العربي - الاسرائيلي والصراع بين النظامين المتنافسين في المنطقة: النظام
الشرق أوسطي والنظام الاقليمي العربي. فقد ترتب على العدوان» على الرغم من فشله: ان مصر
والدول العربية اصبحت تواجه مخاطر العدوان الاسرائيني في أي وقت؛ اذ زالت الضمانات الدولية
لحفظ السلام في المنطقة, بعد ان انتهكت اتفاقيات الهدنة. كما ان التصريح الثلاثي الاميركي -
البريطاني - الفرنسي لضمان السلام في الشرق الاوسط فَقَد مصد اقيته وتأثيره؛ بعد اشتراك بريطانيا
وفرنسا في العدوان الثلاثي على مصر.
وأذا كان حلف بغداد والغارة الاسرائيلية على القوات المصرية في غزة في العام ‎١556‏ أوضحا
لعبد الناصر أهمية تقوية القدرة الدفاعية لمصر وانشاء نظام للتضامن القومي بين الأقطار العربية» فان
العدوان الثلاثي دقعه الى البحث عن وسائل أكثر فعالية للعلاقات المصرية ‏ العربية والمصرية -
الدولية. فعلى صعيد الأولء راح عبد الناصر يمنح الحركات التحررية والاستقلالية في الوطن العربي
تأبيداً ودعماً أوبسع نطاقاً؛ ففي ذلك الوقتء بدأت تترسخ في يقين عبد الناصر عقيدة ‎١‏ ن القوة في
الوحدة؛ بيد ان الوحدة العربية لن تتحقق ما دامت غالبية البلدان العربية خاضعة لسيطرة الدول
الاستعمارية: أى أسيرة نفوذها وإرادتها. ولم يمنع ذلك عبدالناصر من العمل على صعيد العلاقات
الرسمية مع الدول العربية على توحيد العمل العربي. وأثار اهتمامه, في هذا المجالء وضع سوريا
والدور الذي يمكن ان تلعبه في السياسة العربية, كدولة تنهج سياسة معادية للاستعمار والصهيونية.
فعمل عبد الناصر على توطيد العلاقات المصرية ‏ السورية, وساعد على تحقيق ذلك تجاوب القيادة
السورية لهذه المساعي وتقديرها لنشاط عبد الناصر في العمل على استقلال البلدان والشعوب العربية
من السيطرة الاجنبيةء واصراره على سياسة عدم الانحياز(*'). وتكلّلت عملية التقارب بين مصر
وبسوريا بتوحدهما في دولة واحدة: في مطلع العام 1504.
وعلى صعيد العلاقات الدولية. شهدت علاقة مصر بالكتلة الاشتراكية تطوراً نوعياً منذ صفقة
العام ‎١45‏ للأسلحة. وترسّخت هذه العلاقة نتيجة للموقف السوفياتي المؤيد للسياسة المصرية حيال
أزمة القناة. كما حاول عبد الناصر استغلال موقف الولايات المتحدة بعدم مشاركتهاء او تأييدهاء
للعدوان الثلاثي: لتحسين العلاقات المصرية ‏ الاميركية» الا ان الولايات المتحدة لم تتجاوب مع هذه
المحاولة؛ بل ما لبقت ان عادت العلاقات المصرية ‏ الاميركية الى المستوى السابق من التوتر والعداء.
قفي الخامس من كانون الثاني ( يناير ) 11517: طرح الرئيس الاميركيء ايزتهاور, مبدآه؛ الذي
اعتبر فيه ان الفراغ الذي خلّفته بريطانيا وفرنسا في الشرق الاوسط يجب ان تملأه الولايات المتحدة
قبل أن يماذه الاتحاد السوفياتي» وان هذه المنطقة هي ساحة للصراع : بين الشرق والغرب» وان على
الولايات المتحدة ان تتحمّل المسؤولية في محاصرة التقدم الشيوعي فيها(” "). وقد رفضت مصروسوريا
«مبدأ ايزنهاور» والسياسة المترتبة عليه. وكانت سورياء خلال هذه الفترة. أصبحت اكثر قرياً 24
مصرء كما نشطت في تقوية, وتوسيعء علاقاتها مع الاتحاد السوفياتي. ويبدى ان الولايات المتحدة
أدركت الآفاق الوحدوية لتطوّر العلاقات المصرية ‏ السورية؛ كما انها وجدت في انتهاج سوريا سياسة
متوافقة مع سياسة عبد الناصر ما من شأنه عرقلة المساعي الاميركية الى تقوية حلف بغدادء
العدد 157 آذار ( مارس ) 1945 ون فلسطزية 0
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17771 (3 views)