شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 27)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 27)
- المحتوى
-
عدنان حسين
الانفصالء بدأ النظام الاقليمي العربي بالتفكك. وشهدت المنطقة العربية: منذ ذلك الوقت, خلافات
حادة بين الحكومات العريية» تصاعدت في العامين 5 1579 وأخذت شكل الحرب الباردة التي
ما لبثت ان تحوّلت الى حرب ساخنة على أرض اليمن قور سقوط حكم الامامة المدعوم من السعودية,
وقيام النظام الجمهوري المسنود من الجمهورية العربية المتحدة.
لقد كان الوضع في المنطقة؛ في تلك الفترة» وفي جانب من جوانبه, انعكاساً للأوضاع السياسية
على مستوى العالم . فقد اتّسمت تلك المرحلة باشتداد حدة المواجهة بين المعسكرين الركيسين, وهوما
عبّر عن نفسه في اوروبا الغربية بأزمة برلين» وفي أميركا الوسطى بأزمة الصواريخ الكوبية؛ وفي جنوي
شرق آسيا ببدء التورط الاميركي في الحرب الفيتنامية. ونشأت في المنطقة العربية حالة استقطاب
شديدء وقفت فيها مصر والجزائر واليمن في مواجهة محور آخر بدأ بالتشكل بقيادة السعودية . وداخل
هذه الحالة» تفجّر خلاف حدودي بين المفرب والجزائر. وتوجّه حكم الانفصال في سوريا الى المحور
السعودي الاردني للعمل ضد الناصرية. أما خارجهاء فقد انصرف العراق الرسميء الذي
استحكمت فيه العداوة للناصرية بعد ارسال مصر قوات عسكرية للمرابطة في الكويت» الذي تادى
عبد الكريم قاسم بضمه الى العراق» اتصرف الى حريه الداخلية ضد الاكراد, فيما انشغلت تونس
بهمّها الوطني لاجلاء القوات الفرنسية عن المناطق التي ظلت ترابط فيها على الأراضي التونسية,
واستغرقت السودان في عزلتها ونأيها عن العمل العربي المشترك. وكان الخاسر الأكبر في ذلك كله هى
الشعب الفلسطيني التي نسي الجميع قضيته؛ أو كادواء في ظل خلافاتهم وصراعاتهم.
ويرى بعض الباحثين ان من بين الأهداف التي سعى عبد الناصر اليهاء طيلة عقد من الزمن»
كان التوجه نحو ترتيب البيت العربي. من أجل حشد أكبر قدر ممكن من القوة العربية للصمود في
ووجه التحديات المعادية للعروية: ومن بينها اسرائيل؛ الا أنهء انجنٌّء بسبب تعقد أمور البيت العربي»
في كثير من الأحيان؛ الى معارك أدت, في النهاية» الى انشغاله بأكثرممًا يجبء ونسيان الهدف الاساسي
من وراء ترتيب ألبيت العربي. «لقد حاول عبد الناصر ان يقوب الاقطار العربية وسط تيارات جديدة
متعارضة وغير متفقة على أساليب مواجهة التحدي الصهيوني؛ اذ كانت هناك تيارات متشددة تكاد
تصلء في تضشددهاء الى حدّ مجرّد المزايدة الكلامية؛ وكانت هناك تيارات متخاذلة تحاول تصفية
القضية الفلسطينية ؛ وكان عبد الناصر يمثّل عنصراً معتد لا وسط هذه التيارات . ونلاحظ ان عبد الناصر
لم يكن يقصد.ء بالضرورة: من حشد التضامن العربي في مواجهة اسرائيل» الدخول في مواجهة
عسكرية معهاء وانما تقوية الموقف العربي الى الدرجة التي تسمح بحل القضية حلا مشروعاً من وجهة
النظر العربية» إِمّا سلماً أى حريلٌ(48).
وان وجد عبد الناصر ان ثمة قوى عربية لا تتضامن معه في مواجهة التحديات الصهيونية
والاميريالية. فقد تخلى عن شعار التضامن العربي ورقع شعاراً جديداً هو «وحدة الهدف» الذي تبثاه
بعد وقوع الانفصال. وكان الشعار يعني وحدة قوى الثورة العربية وتعاونها في الكفاح, ليس فقط ضد
الصهيونية والامبريالية» وانماء أيضاًء وقبل ذلك, ضصد أنظمة حكم عربية. وكانت الترجمة العملية لهذا
الشعار الدعم غير المحدود للثورة الجزائرية وتورة اليمن. وفي الحالة الاخيرة وصل الامر الى حدّ
التدخل العسكري المباشرء والتحريض ضد أنظمة الحكم في السعوبية والاردن والمغرب وبسوريا
والعراق. وقد تطلبت ظروف ما بعد الانفصال الضغط بقوة أكبر. في هذا الاتجاه. فحكم الانفصال,
في سورياء اندفع الى مواقع أكثر بعدأ في معاداة مصر والناصرية؛ واقتحم هذا العداء أروقة الجامعة
العربية: الاطار الوحيد للعمل العربي المشترك؛ عندما تقدّمت الحكومة السورية, في آب
33> نؤون فلسطيزية العدد :١57 آذار ( مارس ) 1525 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)