شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 35)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 35)
المحتوى
أحمد شاهين
الصهيونية» باعتبارها «حركة تتجسّد فيها تطلعات البورجوازية اليهودية» وهي تقفء من الناحية
السياسية:؛ في جبهة واحدة مع الاستعمار البريطاني» حيث ربطت مصيرها مع مصير المحتلين
الامبرياليين»!”"). ويذلك تماهى الحزب الشيوعي الفلسطيني مع طروحات الاممية الشيوعية.
وظلت الترجمة العملية لتهجهات الحزب الشيومي الفلسطيني تتعش, حتى حدثت انتفاضة العام
5 في فلسطين؛ وكان موقف الحزب معارضاً لهاء مما اضطر اللجنة التنفيذية للاممية الشيوعية
الى توجيه نقد حاندّ له وطالبته بضرورة تنفيذ سياسة «تعريب الحزب» من القمة الى القاعدة؛ بل ان
الاممية الشيوعية اضطرت الى استدعاء العضوين البارزين في الحزب آنذاكء: ابى زيام وجوزف بيرغر,
الى موسكوء وأوفدت» بدلا منهماء الطلاب الفلسطينيين الذين كانوا يدرسون في موسكو؛ وكان أبرزهم
محمود الاطرشء ليتولوا تنقيذ سياسة تعريب الحزب. وهكذا عقد المؤتمر السابع للحزب في العام
تحت شعار سياسة التعريب: ودخل قيادته: لأول مرةء شيوعيون فلسطينيون عربء» شكلوا
أغلبية في اللجنة المركزية للحزبء وفي مكتب سكرتارية الحزب» التي ضمت ثلاثة أشخاصء وهم جوزف
بيرغر ونجاتي صدقي ومحمود الاطرش(")
ويبقى الواقع أقوى من النوايا والافكار. فالصدام الحادّ بين المشروع الصهيوني في فلسطين,
وبين مشروع التحرر الوطني العربي في فلسطين, انعكس على الحزب الشيوعي الفلسطيني بكل
تعقيدات هذا الواقع؛ وكان لثورة 1975-1577 أثرها الحاسم في شق الحزب الشيوعي الفلسطيني
الى حزبينء أحدهما يهودي والآخر عربي . . ولم يكن ذلك مقطوعاً عن جملة التطوّرات الاقتصادية
والاجتماعية والسياسية التي شهدتها فلسطين بين الثلاثينات والاربعينات حتى اقامة اسرائيل. ولم
تكن عصية التحرر الوطني» التي مثلت الاتجاه العربي في الحركة الشيوعية: نتيجة ذلك الانشقاق
فقطء بل نتيجة لاندماج مجموعات نشطة عدّة نمت في الاوساط العربية بمعزل عن الحزب الشيوعي
الفلسطيتي, ومن أبرزها رابطة المثقفين العرب؛ التي كان من أبرز شخصياتها اميل توما وتوفيق طوبي
وعبد الله البندك؛ واتحاد نقابات وجمعيات العمال العرب, التي كان من أبرز وجوهها بولس فرح»
والحلقات الماركسية التي كان من وجوهها البارزة فؤاد نصّار. فمن مجموع هؤلاء» ومن التقائهم,
تشكّلتء في العام ‎:١555‏ عصبة التحرر الوطني في فلسطين. وكانت العصبة ترى «ان الحل الوحيد
ة الفلسطينية يكمن في أعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير اللصير, ؛ ودعت الى اقامة حكم
وطني ديمقراطي مستقل يضمن حقوق سكان فلسطين جميعا().
كذلك, ظلت التمئيات شيئاً والواقع شيئاً آخر. فقد أقرّت هيئة الامم تقسيم فلسطين في العام
17 وانشاء دولتين؛ احداهما يهودية والأخرى عربية؛ وفي حين قرّرت الحركة الصهيونية أقامة
اسرائيل» حالت الظروف العربية التي شهدتها حرب العام ‎١944‏ دون اقامة دولة فلسطينية على
القسم العربي من فلسطين حسب قرار التقسيم. وقد وقف القسم اليهوبي من الشيوعيين
الفلسطينيين الى جانب قرار التقسيم؛ وحمل الحزب اسم «الحزب الشيوعي في أرض - اسرائيل» ؛ كما
شارك أمينه العامء شموئيل ميكونيسء في مجلس الدولة المؤقت الذي صار فيما بعد كنيست اسرائيل.
ويعد قيام دولة اسرائيل حمل الحزب اسم «الحزب الشيوعي الاسرائيلي ‏ ماكي»(١01.‏
وبعد أن اصبح قيام اسرائيل امراً واقعاًء اقترحت عناصر عصية التحرر الوطني » التي بقيت في
القسم العربي الذي خضع لاسرائيل» الاتحاد امع الشيوعيين أليهوب: وتحقّقت الوحدة في مؤتمر عُقد
في تشرين الاول ( اكتوبر) ‎.١1948‏ وقد قوم ذلك الموؤتمر الممارسات الصهيوزية ضد المناطق
3 اشْيُون فلسطنية العدد ؟15, آذار ( مابس ) 1525
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17771 (3 views)