شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 44)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 44)
- المحتوى
-
حب راكح بين المشروع الصهيوني والمشروع الوطني الفلسطيني
الخارطة السياسية الاسرائيلية؛ اذ يستطيع عدد الاصوات العريية ايصال ما لا يقل عن ١7 عضواً
الى الكنيست الاسرائيلي. وقد ظلت قوة الحزب الشيوعي الاسرائيليء في ذروتها (انتخايات 15454): في
حدوب ؟” بالمئّة في الوسط العربي
؟ -لم يتمكن الحزب الشيوعي الاسرائيلي من اختراق المجتمع اليهودي في العمق, على الرغم من
انه بدأ حزياً يهودياً منذ بداية الهجرة اليهودية الى فلسطين. ويعوب سيب ذلك الى انه حزب يغرّد خارج
السرب الصهيوني الذي شكلت ايديولوجيا الصهيونية دافعه الاساسي الى الهجرة الى فلسطين واقامة
اسرائيل على أراضيها. ولذاء فهو يندرجء في الاوساط اليهودية: تحت ما يمكن تصنيفه؛ أى تصنيف
اليهود النشطين فيه ب «الخونة», مع تحفظنا من التعبير. والمثال الواضح على ذلك هى نسبة
الاصوات التي يحصل عليها الحزب في الوسط اليهودي. قفي الانتخابات الاخيرة كما أسلفنا -
حصل على خمسة آلاف صوت فقط. كما لم تثمر محاولاته ركوب موجة الصراع الاجتماعي - الطائفي
تسبياً - الذي عبّرت عنه حركة الفهود السود في العام 1417١ التي برزت في الاحياء الفقيرة؛ والتي
عبرت عن احتجاج اليهوب الشرقيين على وضعهم الدوني في المجتمع الاسرائيلي . وفي حين استقطب
الحزب الشيوعي احد زعمائها (شارلي بيطون): استقطب أقصى اليمين (حيروت) قاعدتهاء ويعكل
بيطون ذلك بقوله: «للحقيقة, عدم تأييد الشارع اليهودي بشكل أكثر وبأعداد غفيرة (للحزب
الشيوعي الاسرائياي) كما هو الأمر بالنسبة الى الاحزاب الصهيونية؛ هو بسبب وسائل الاعلام
العبرية التي تعمل على علمس أي نشاطء اوفعالية: للجبهة. سواء أكانت في الكنيست أو خارجهاء(” *
وقد حاول الحزبء جدياً, الخروج من قوقعة الحزب الى ساحة النشاط السياسي المفتوح» سواء
في الهسط العربي أى اليهودي. ومنذ العام 191/7., بدأ يخوض الانتخابات تحت قائمة الجبهة
الديمقراطية للسلام والمساواة (حد اش)» لكن ذلك أيضاًء لم يعرّز من أنصارهء سواء في هذا الجانب
اوذاك.
وتعوب الاسبابء في رأيناء الى ان الحزب الشيوعي الاسرائيلي يمكّل حالة خارج دائرة الصراع
الذي تفجّر على أرض فلسطين بين المشروعين, الصهيوني والفلسطيني. فهو لم يستطعء بحكم
الايديولوجيا الشيوعية؛ ان يتواءم مع المشروع الصهيوني الاستعماري, أى حسب تعبيرات الحزي
نفسه؛ الشوفيني المرتبط بالاستعمار, ولم يستطعء في الوقت عينه, ان يكونء كلياًء في اطار المشروع
الوطني الفلسطيني الذي ظل ينظر الى الحزب الشيوعي كاحدى الادوات اليهودية» حيث بدأ الحزب
يهودياً. لكن الجانب الايجابي في تجربة الحزب الشيوعي الاسرائيلي» والذي كان من قبل حزباً شيوعياً
فلسطينياًء أنه يضمر في داخله مكوّنات وأسس التعايش اليهودي - الفلسطيني في دولة ديمقراطية
فلسطينية. قعلى الرغم من الصراع بين المشروعين: الصهيوني والفلسطيني: تمكن الشيوعيون: اليهود
والعرب» من التعايش في اطار واحد, وان كان ذلك بصعوية.
والملاحظة الاساسية التي يمكن تسجيلها على الحزب الشيوعي الفلسطيني, ثم الاسرائيلي» انه
بدأ حزباً يهودياً وتصارع مع ظاهرة التعريب قبل قيام أسرائيل. ويعد قيامها ظل حزباً شيوعياً. من
حيث الايديولوجيا والعلاقة مع الاتحاد السوفياتي, الآ انه يمثّلء عملياًء حالة عربية: سواء من حيث
عدد أعضائه. اومن حيث نظرة المؤّسسة الحاكمة الاسرائيلية اليه.
ويبدى انه مطلوبء الآنء تهويد الحزبء كما كان مطلوياً في الثلاثينات تعريبه. قكما كان في
الثلاثينات مطلوياً منه ان «يتعرّب» ليمارس دوراً فعَالًاً في وسط الاكثرية العربية» صار مطلوباً
العدد 157, آذار ( مارس ) 1145 لشزون فلعطزية و - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22747 (3 views)