شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 68)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 68)
المحتوى
سح أسرائيل وسياسة الانقراج الدولي...
الاتحاد السوفياتي للسلاح الذري لم يمنع الولايات المتحدة من تطوير ترسانتها الذرية؛ ومن دخول
المعسكرين في سباق رهيب لتطوير وتكديس السلاح الذري وابتكار الوسائط الحديثة لتقله وايصاله
الى مختلف بقاع الأرضء» ونشره خارج حدود الدولتين العظميين. ومع نهاية عقد الستينات: أصبحت
الترسانة الذرية لكلا المعسكرين تزيد على الكمية الكافية لابادة سكان الأرض (00©21111 ). وأصبح
كل من المعسكرين يدرك ان ليس ثمة منتصر في الحرب الذرية؛ حتى ل بدأ بالضربة الاستباقية؛
فالضرية الذرية الانتقامية من الخصم كافية لالحاق الدمار الشامل والابادة التامّة له.
وهكذا دخل العالم مرحلة «توازن الرعب»» حيث باتت أية محاولة «للعب» بالسلاح الذري تنطوي
على مخاطر تتهدّد الحياة فوق هذا الكوكب. وقد دفع الأمر هذا كلا من المعسكرين الى محاولة تجاوز
حالة الحرب الباردة: وتخفيف حدّة التوبّر التي ميّزتء بصورة عامة؛ علاقات المعسكرين ببعضهماء
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ خاصة وان سباق التسلّح أصبح يثقل كاهل الشعوب في كلا
المعسكرين؛ ويوش سلباً» في برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية لكل منها. ومن جانبهاء حاولت
دول العالم, خارج المعسكرين المتصارعين: ان تنأى بنفسها عن هذا الخطر الداهم. وكان من بين
الأهداف الرئيسة لتشكيل كتلة عدم الاتحياز الابتعاد من مجال الاستقطاب السياسي» والعسكري,
لكلا المعسكرين؛ وتجنّب نتائج صراعهما المدمّرة, والسعي الى تخفيف حدّة التوتر بينهما.
لقد آصبح الانفراج بين المعسكرين, الاشتراكي والرأسمالي» أحد الهموم الرئيسة لدول وشعوب
الارض كافة؛ خاصة بعد ان أصبحت المظلة النووية تغطي مختلف بقاع اليابسة والمحيطات: ويات
انفلات المارد الذري من قمقمه يعني فناء البشرية. ولعل بعض الاحزاب والقوى داخل المعسكر
الامبريالي لم يَرّقه سياسة الانفراج الدوليء لأنها تضرّ بمصالحه الضيّقة: المرتبطة بتأجيج النزاعات
الاقليمية: وتصدير الأسلحة: وتخويف الشعوب لتسهيل السيطرة عليها ونهب ثرواتها. غير ان هذه
القوى لم تجرؤء في يوم من الأيام؛ على اعلان انها تقف ضد مبدأ التعايش السلمي والانفراج في
علاقات المعسكرين.
ثمّة جهة وحيدة في العالم لم تكتف بالوقوف». علناً. ضد سياسة الانفراج الدولي؛ ومعارضتها من
حيث المبداء بل عملتء لسنوات طويلة ‏ ولا تزال تعمل , ضد مساعي الانفراج بين المعسكرين,
ومارست عمليات تخريب عديدة للمحاولات التي مذلت لتحقيق التقارب بين المعسكرين» وتخفيف حدّة
الحرب الباردة: ونجحت,» غير مرة, في عرقلة مساعي الانفراج الدولي. تلك هي اسرائيل.
اسرائيل و«خطر» الانفراج الدولي
كانت كلفة انشاء وصيانة المشروع الصهيوني في المنطقة العربية باهظة للغاية, من النواحي
المادية والسياسية والعسكرية. وكان لا بد من ان يصبح المشروع الصهيوني «مصلحة علياء للغرب
الاستعماري؛ لكي يتحمّل كلفة انشائه وصيانته. من هنا كانت التعهدات التى قطعها ثيودور هرتسل
على نفسه بأن الدولة اليهودية ستكون «حصن الحضارة في مواجهة الهمجية»: ووعود حاييم وايزمان
بأن تظل هذه الدولة «حامية لمصالح الغرب الحيوية» وخاصة قناة السويسء ونفط جزيرة العرب».
غير انه لم يكن يدور في خلد المؤسسين الأوائل للمشروع الصهيوني ان أهمية هذا المشروع,
بالنسبة الى الغرب الاستعماري, ستتضاعف بنهاية الحرب العالمية الثانية» وسترتبط: الى حد كبير,
باستمرار التوتر بين المعسكرين, الاشتراكي والرأسمالي. فقد أصبح للغرب عدو استراتيجي قوي
العدد 2157 آذار ( مارس ) ‎١545‏ شُوُون فلسطيزية 37
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)