شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 69)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 69)
المحتوى
عمر سعادة
هى المعسكر الاشتراكي. وأخد اهتمام الدول الغربية» وخاصة الولايات المتحدة, بمنطقة الشرق
الاوسط يتزايد بصورة متسارعة» ليس فقط بسيب موقعها الاستراتيجي وثرواتها الباطنية, بل
وبسبب قربها من التخوم الجنوبية للاتحاد السوفياتي.
وسرعان ما حاول قادة اسرائيل اقتناص ظاهرة التوتر بين المعسكرين العالميينء فبادرواء بعد أيام
قليلة من اعلان اقامة اسرائيلء بالاتصال بالخارجية الاميركية» وعرض خدمات الاسرائيليين
وتعهد اتهم بأنٍ الدولة العتيدة «ستكون سنداً للقيّم الغربية: وإنمط الحياة والنظام الاقتصادي في
الغرب: وحصناً ضد التغلغل الشيوعي في منطقة الشرق الاوسط("©.
غير ان الاميركيين» على الرغم من حماسهم لطروحات اسرائيل؛ لم يكونوا واثقين من قدرة هذه
الدولة الصغيرة على الوفاء بالوعود والتعهدات التى قطعتها على نفسها للولايات المتحدة. فكانت
استجابتهم للعروض الاسرائيلية تميل نحو الفتورء خاصة وان اعلان علاقة تحالفية مع اسرائيل؛ في
ذلك الوقتء كان سيضر بعلاقاتهم بالعديد من الأنظمة العربية الموالية للغرب. وكان لا بد من ان تمضي
سنوات عديدة, لتمرّ اسرائيل باختبارات قوة وتؤكد للاميركيين قدرتها على النهوض بدور أكبر من
حجمها البادي للعيان.
كان فشل عدوان العام 1107 درساً قاسياً للاسرائيليين: حيث انتصروا عسكرياً. ولكنهم هزموا
سياسياً. وكان جوهر تلك الهزيمة يتمدّل في تلاقي الموقفين, السوفياتي والاميركي, ضد العدوان
الثلاثي؛ ممّا أجبر اطراف العدوان على التخلي عن مكتسبات الحرب» والخروج من الاراضي المصرية
تحت تهديد القوتين العظميين. ووعت اسرائيل: حينهاء الخطر الذي يمثّله تفاهم المعسكرين على
مصالحهاء ومشاريعها التوسّعية. لقد وصل القادة الصهيونيون الى استنتاج مفاده انهم غير قادرين
على احراز أي نجاح لمخططاتهم في أجواء التقارب بين المعسكرين» ودون أن يكون الاسرائيليون جزءاً
من احدهماء وبالتحديد من المعسكر الغربي.
ان الأرضية الاستعمارية الجديدة, التي حملت اسم «مبدأ آيزنهاور»» والذي أعلنته الولايات
المتحدة في مطلع العام /1551, وضع الصراع ضد «الخطر الشيوعي» في الشرق الاوسط في مقدّم
اهتمامات الولايات المتحدة. وإندفع الاسرائيليون: بقوة, نحو الولايات المتحدة؛ لتضعهم ضمن سياق
مخططها العالمي في مواجهة الاتحاد السوفياتي. ذكر الكاتب الاسرائيلي بار - زوهر في «سيرة حياة ين
- غوريون»: «لقد اقنعته حملة سيناء بأنه لا يستطيع العمل؛ بحزم: بدون دعم الاميركيين: او على
الأقل بدون ارادتهم الخيرة. ولحسن الحظء توقّرت احدى الوسائل لجر الولايات المتحدة الى جانبه؛
هذه الوسيلة كانت استخدام الخطر الشيوعي. ولذلكء حاول بن - غوريون: ويذل كل جهده, لكي
يعتبره الاميركيون عدوا للشيوعية في الشرق الاوسط. وقد جاء في احدى الرسائل التي وجْهها بن -
غوريون الى الرئيس الاميركي آيزنهاور: ' أود ان ألفت نظركم الى النتائج المرعبة التي ستصبح حتمية,
اذا ما ثبدّت الشيوعية الدولية مواقعها في قلب الشرق الاوسط. انني اعتقد بأن على العالم الحرٌ ان لا
يتهاون مع هذا الوضع *92).
غير ان «مبدا آيزنهاور» لم يصمد طويلاً؛ اذ سرعان ما انهارت أحلاف الغرب في المنطقة, وشهد
العديد من أقطارها تحوّلات سريعة: تمدّلت في سقوط عدد من الأنظمة الموالية للغرب» واحتدم الصراع
في جنوب شرق آسيا ضد الولايات المتحدة, التي وجدت نفسها في وضع صعبء لا مخرج لها منه؛ الا
بالاستجابة لدعوات التعايش السلميء التي دأب الاتحاد السوفياتي على توجيهها الى الغرب
534 شْيُوِمُ فلسطرزية العدد 153.: آذار ( مارس ) 1545
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)