شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 70)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 70)
المحتوى
سس اسرائيل وسياسة الانقراج الدولي...
الرأسمالي. وبدا كأن المعسكرين وصلا الى مرحلة من التفاوضء والتفاهمء لتخفيف حدّة الحرب
الباردة فيما بينهما.
وبينما استقبلت دول وشعوب العالم بادرة التقارب بين المعسكرين بالارتياح والأمل؛ فان قادة
اسرائيلء وقادة الحركة الصهيونية؛ أسقط في ايديهم. وقبيل بدء المفاوضات بين الولايات المتحدة
والاتحاد السوفياتي؛ طار دافيد بن غوريون الى الولايات المتحدةء لاقناع الرئيس ايزتهاور «بابداء
التشدّد في المفاوضات مع الاتحاد السوفياتي». أمّا رئيس المنظمة الصهيونية العالمية آنذاك» ناحوم
غولدمان: فلم يخف مخاوفه من نتائج التقارب بين المعسكرين» قأعلن؛ في كانون الآول ( ديسمبر )
5« «ان روح التصالح المحلّقة فوق الكتلتين مقعمة بالخطر على الدولة الاسرائيلية...»(7).
لقد كان طموح اسرائيل الدائم هو ان تصبح جزءاً عضوياً من التشكيل الاستراتيجي الغربي
في العالم, ووكيلاً معتمداً له في منطقة الشرق الاوسط. لكن أهمية هذا الدور تكمن في ما يمكن ان تؤّديه
أسرائيل من خدمات استراتيجية للغرب. ومثل هذه الخدمات لا تكون مطلوية» الا في أجواء التصارع
بين المعسكرين. وكان على أسرائيل ان تضمن لنفسهاء أولاء موقعاً ضمن التحالف الاستراتيجي
الغربي. ولهذاء لم يتوقف زعماء اسرائيل عن دعوة الغرب الى ضمّهم الى حلف شمال الأطلسي. قال
بن - غوريون: «على الاوروبيين ان يقتنعواء شاءوا أم أبواء بأن اسرائيل: بسعبب وضعها في الشرق
الاوسط هي موقع متقدّم للغرب في المنطقة. انها الحدود الطبيعية للعالم الحرّ. من يضمن حدود
اسرائيل ؟ آليست فرنسا ؟ أليست بريطانيا ؟ أليست الولايات المتحدة ؟ يجب تجاوز الجغرافيا...
يجب أن تمتد المنظمات العسكرية الغريية الى الشرق الاوسط لتشمل اسرائيل. ان ما تريده اسرائيل
هو تحالف عام مع حلف الأطلسي»7؟).
ومع ان دول الغرب الرأسماليةء وخاصة الولايات المتحدةء قد زادت من دعمها المادي»
والسياسيء لاسرائيل طوال فترة الخمسينات ومطلع الستيناتء الا انها لم تستجب لدعوات اسرائيل
بالحاقهاء رسمياً ‎٠‏ ضمن التحالف الغربي الاستراتيجي» خشية المقامرة بمصالح الغرب الحيوية في
العالم العربي. وجاء اندلاع وتصاعد الحرب الفيتنامية ليشكّل نقطة تحوّل رئيسة في وظيفة, وعلاقة,
أسرائيل بالحلف الاستراتيجي الغربي.
لقد شهد العام ‎1١5315‏ تحوٌّ جذرياً في اسلوب الاستراتيجية الاميركية» فرضته «أمثولة فيتنام»
وعبّر عنه وزير الدفاع الاميركي آنذاك» رويرت مكنماراء في دعوته الى «تعاون عام ومثمره مع الدول
التي تستطيعء ويتوجب عليهاء ان تساهم في «المسؤولية الدولية» للمحافظة على السلام» ا عن
اعتماد الولايات المتحدة أسلوب التدخّل المباشرء على غرار حرب فيتنام»!*).
لقد استوعبت اسرائيل» بسرعة, هذا التحوّل الاستراتيجي الاميركي. وفي حزيران ( يونيو)
‎١15717‏ برهنت» عملياً عن استعد ادها؛ وقدرتها على الاسهام في «المسؤولية الدولية» للمحافظة على
«السلام» في الشرق الاوسط؛ وربما كان هذا الهدف هو احد الدوافع الأساسية للعدوان الاسرائيلي
العام 15517
وفي ضوء هذه الاعتبارات؛ نجحت اسرائيل في ادخال وجودها في الشيرق الاوسط ضمن اطار
التخطيط الشامل للاستراتيجية الاميركية؛ بعد ان كان الاميركيون يفضّلون الارتباط باسرائيل
بواسطة الضمانات غير المعلتة, اودعمها بواسطة الطرف الثالث.
وانطلاقاً من مركز القوة الذي أمّنه لها عدوان حزيران ( يونيىو) 15717, سعت اسرائيل الى
العدد 151: آذار ( مارس ) ‎١1545‏ يون فلسطيزية 35
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)