شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 71)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 71)
- المحتوى
-
عمر سعادة
ادخال أبعاد ثابتة في الاستراتيجية الاميركية في الشرق الاوسطء بدت خطوطها العريضة على التحى
التالي: ١ اقناع مقرري السياسة الاميركية بأن اسرائيل لم تعد عبئاً؛ بل أصبحت سنداً للسياسة
الاميركية في الشرق الاوسط . ” نقل الدعم الاميركي للوجود الاسرائيلي من مبدأ «توازن القوى» الى
مبدأ المحافظة على «اسرائيل قوية» كشرط ضروري للاستقرار, وللتصدي للنفوذ السوفياتي المتزايد في
المنطقة. '٠ اضفاء طابع المجايهة الاميركية السوفياتية على الصراع العربي - الاسرائيلي»
كمحصلء ومبرّر. للاحتلال الاسرائيلي» والدعم الاميركي لهذا الاحتلال. ؛ - التصدي لأية محاولة
تقارب سوفياتية أميركية: تجِنْباً لتكرار ظروف العامين ١557 و/1551١, حين أدَّى التقاء أميركا
والاتحاد السوفياتي في معارضة العدوان الثلاثي الى انسحاب القوات الاسرائيلية من سيناء وغزة(").
لقد استغلت اسرائيل قطع الاتحاد السوفياتي لعلاقاته بهاء ودعمه للحق العربي» لتأكيد انتمائها
الى المعسكر الاستراتيجي الغربيء وتضخيم «الخطر الشيوعي على الشرق الاوسطه»؛ وتصوير
انتصارها في حرب العام 1177 باعتباره انتصاراً للمعسكر الرأسمالي على المعسكر الاشتراكي.
وفي مطلع العام :١1574 ذهب رئيس الوزراء الاسرائيليء ليفي اشكولء الى الولايات المتحدة
لقبض استحقاقات اسرائيل عن عدوان حزيران ( يونيى )؛ حيث أعلن في «لقاء تكساس» مع الرئيس
الاميركي» ليندون جونسونء «ان القوة السوفياتية المتزايدة في الشرق الاوسط تشكّل 1 يأ للولايات
المتحدة بقدر ما تشكّل تحدياً لاسرائيل»!")؛ وان مواجهة هذا التحدي تتطلب وجوب «اسرائيل قوية»,
مما يعني رفع عملية تسليح اسرائيل من مستوى التوازن العسكري مع الدول العربية» الى مستوى
المواجهة المفترضة مع النفوذ السوفياتي. وكان تزويد الاتحاد السوفياتي لكل من مصر وسوريا
بالسلاحٍ »لود العدوان الامرائيي» ذريعة اسرائيلية لتصوير مصر وكأنها أصبحت «قاعدة سوفياتية,
اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً (0)
بدأت اسرائيل عملية استثمار مكثفة لنتائج حرب حزيران ( يونيو) 15717: ولأزق الادارة
الاميركية في فيتنام. وقد أشار مراسل صحيفة «معاريف» الاسرائيلية للهفي الولايات المتحدة الى تقارب
المفهوم الاستراتيجي الاميركي الاسرائيي» عقب زيارة اشكولء فكتب: «ان تجربة الاميركيين في
فيتنام قد أقنعت أرباب السياسة الاميركية بأن من الممكن النجاح في مقاومة التغلغل السوفياتيء اذا
ما وجدت الولايات المتحدة شركاء يكونون أهلاً لمثل هذه السياسة. والآن» اتضح لواشنطن: متآخراً
بعض الشيء» ان ليس ثمّة شريك في منطقة الشرق الاوسط أكثر اخلاصاً من اسرائيل؛ لايقاف التفلغل
السوفياتي»()
واتطلاقاً من المعطيات السابقة؛ أصبح وجود «اسرائيل قوية» يعني تمسّكها بمكتسبات عدوان
حزيران ( يونيىو) 15717. وعلى سبيل المثال؛ فان وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق» موثي دايان» أعلن»
في آذار (مارس) 15778١ء أن اسرائيل ترفض العودبة الى حدود الخامس من حزيران ن ( يونيى ) /517قاء
لسبب وجيه هو: دان السياسة المطلوبة لنا هي العمل على تثبيت تثبيت مواقع الولايات المتحدة في الشرق
الاوسط... وعلينا ان نبذل كل ما في استطاعتنا لكى تبقى تبقى الولايات المتحدة صاحبة النفوذ في الشرق
الاوسطء(''). فانسحاب اسرائيل يعنى اضعافهاء والمصلحة الاميركية تتطلب وجوب اسرائيل قوية؛
وهكذاء يصبح الانسحاب الاسرائيلي من المناطق المحتلة العام ١971/ ضرية للمصالح الاميركية في
المنطقة.
كان الاسرائيليون يأملون في استمرار حالة التوتر بين المعسكرين» الاشتراكي والرأسمالي»
17 لثؤون فلسطيزية العدد 151: آذار ( مارس ) 1546 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)