شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 73)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 73)
- المحتوى
-
عمر سعادة
ففي أيار ( مايى) ١191؛ وفي سياق حملة التحريض ضد موسكوء بحجة ان الطيّارين السوفيات
يقودون الطائرات فوق الاراضي المصرية؛ أعرب وزير الدفاع الاسرائيلي الأسيقء دايان: «عن أمله في
ان تساهم الولايات المتحدة, مساهمة أكثر فعالية؛ في افشال التدخّل السوفياتي في النقاط الحيوية من
الكرة الآرضية»»؛ وفي دان لا تصبح الولايات المتحدة نمراً من ورق في الشؤون الدولية»(؟0.
وفي الشهر عينه. وفي اثناء زيارة وزير الخارجية الاسرائيلية أبا ايبن» لواشنطنء أبلغ الى
الحكومة الاميركية «ان لديه تقارير من المخابرات الاسرائيلية تؤكد ان الاتحاد السوفياتي يسعى الى
بسط سيطرته على جو قناة السويسء وريما محاولة فتح القناة تحت اشرافه»(),
وتدخلت المنظمات اليهودية الاميركية, بقوة, لدعم الموقف الاسرائيليء والتحريض ضد الاتحاد
السوفياتي. فنشرت «اللجنة الاميركية اليهودية» بياناًء في حزيران ( يونيى ) ,141١ حول الوجود
السوفياتي في مصر, جاء فيه: «ان توازن القوى في هذه المنطقة قد اختل بالقعل, وان تحدّياً خطيراً
ويه الى الارادة القومية للولايات المتحدة: ويتعين على الولايات المتحدة ان تعلن: بكل وضوحء للاتحاد
السوفياتي انها تنوي الدفاع عن مصالحها الحيوية في الشرق الاوسط(").
وقد نجحت حملة التحريض الاسرائيلية في جرّ الولايات المتحدة الى مجابهة دبلوماسية مع
الاتحاد السوفياتي في مجلس الامن الدولي. ففي أيار ( مايى) »197٠١ وفي اثناء اجتماع مجلس
الأمن الدوليء اتهم المندوب الاميركي؛ تشارلز يوست, الاتحاد السوفياتي «بالتسيّب في مجازفات
ومغامرات خطرة, وذلك بارساله قوات تعرز دفاع الجمهورية العربية المتحدة07).
وف نهاية أيار ( مايى) :١117١ أعلن وزير الخارجية الاميركية: وليم روجرنء في اجتماع وزراء
خارجية دول حلف شمال الاطلسيء في روماء ان الولايات المتحدة «تعيد تقويم سياستها في الشرق
الاوسطء في ضوء ازدياد المساعدة السوفياتية لمصر». وعلى الرغم من جوّ الاجتماع الذي نسادته روح
«الانفتاح» على حلف وارسيء فقد شدّد روجرز على خطورة ازدياد المساعدة السوفياتية لمصر(33),
وسرعان ما بلور الرئيس الاميركيء نيكسون,ء فهم ادارته لأبعاد الصراع في الشرق الاوسط؛ عندما
قالء في مطلع تمون ( يوليى ) :1937٠١ «انك حين تنظر الى الشرق الاوسطء ترى ان القضية ليست مجرد
اسرائيل ضصد الدول العربية بل قضية تغلغل الاتحاد السوفياتي في شرق المتوسط»(19)
ان تزايد الانتقادات والاستفزازات الاميركية للاتحاد السوفياتي كان لا بد ان يترك آثاره في
علاقة الدولتين الكبريين» خاصة وان الولايات المتحدة درجت على توجيه الاتهام بخرق وقف اطلاق
النار في قناة السويس الى السوفيات مباشرة» وليس الى المصريين, انطلاقاً من الزعم بأن السوفيات
يحكمون مصر ويقودون جيشها. ولذلك؛ وردّاً على حملة الاستفزاز الاميركية, اصدرت الخارجية
السوفياتية, في 4/ .197١/٠١ بياناً ذكرت فيه «ان الولايات المتحدة شنّت حملة من الأكاذيب
تستهدف الطعن بالاتحاد السوفياتي... وخلق حجة مفتعلة لكي تنسف تل أبيب اتصالات [ غونار ]
يارينغ التي كادت تبدأ مع الأطراف المعنية»(:5).
وجاء الرد الاميركي سريعاً على بيان الخارجية السوفياتية» عندما أعلن وزير الخارجية الاميركية,
روجرن في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن, في اليوم عينه. عن مسؤولية السوفيات عن الخروقات
المزعومة لاتفاقية وقف اطلاق النار بين مصر واسرائيل؛ واتهم روجرز موسكى بأنها تستعمل تعابير
«تعيد الى الأذهان ذكرى الحرب الباردة»('"). وفي واقع الأمرء ان الحرب الباردة لم تكن قد
75 شيُون فلسطيئية العدد ؟15., آذاى ( مارس ) 1986 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)