شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 85)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 85)
- المحتوى
-
مهابسطامي ست
محلية بقيمة سبعة مليارات شيكل, وما قيمته ثلاثة مليارات شيكل بالعملات الاجنبية (من قيمة المساعدة
الامبيكية) مخصّصة لشراء معدات عسكرية من الخارج» وما قيمته 5٠١ مليون شيكل من النقد الاجنبي من
أصل ديون سابقة تحولت إلى هبة؛ واعتمدت الموازنة, أيضاًء » على تحديد أيام خدمة الاحتياط للجنود ب 56 يوماً
في السنة, وللضباط ٠٠ يوماً؛ والاستمرار في مشروع تعزيز قوة سلاح البحرية (معاريف. .)19549/5/١
الملاحظء اذ أء ان الموازنة الامنية التي كان بيرس يعتزم اقتطاع "٠١ - ٠٠١ مليون شيكل منها توفيراً في
الانفاق العام. سجلت, في الواقع؛ زيادة على ميزانية السنة الماضية؛ حتى بعد الاخذ في الاعتبار التخفيض في
قيمة الشيكل؛ الذي طبّق في بداية العام 1944 بنسبة 1١,5 بالمئة. وريما يبدو هذا مستغرياً: للوهلة الاولى:
ازاء التصريحات العديدة التي أطلقها بيرس في بداية عهده في وزارة المألية عن ضرورة تنفيذ اقتطاعات هامة في
الانفاق العام, كضمان أساسي لانجاح خطته الاقتصادية وانعاش الوضع الاقتصادي المتأزم. الا أن محاولاته
جويهتء منذ البداية: بهجوم مضاد من مصادر وزارة الدقاع, التي رفضتء بصورة قأطعة, أي تخفيض في
الميزانية الامنية . واعتيرت هذه المصادر أن تخفيضاً بهذا الحجم سيؤدي الى الاستغناء عن ثلاثة آلاف الى أربعة
آلاف عامل من الصناعات العسكرية؛ وسيلحق ضرراً كبيراً في مؤسسات البحوث والتطوير الامني» وسيودي الى
تقادم معدات الجيش الاسرائيلي وأسلحته (يديعوت احرونوت. .)1945/١/١ وجاء تصريح وزير الدفاع,
اسحق رابين؛ حاسماً في هذا المجال» حين قال: «أذا نشبت حرب خلال سنتين: أوثلاثة» دون ان نتمكن من تنفين
أي من مشاريع التطوير الخاصة بالجيش الاسرائيليء بسبب التقليص المقترح في الميزانية, فسيكون الجيش
مضطراًء من اجل تحقيق اهدافه؛ الى ان يدقع الثمن بالارواح البشرية. يجب ألا نخفض المخصصات للبنود
التي من شأنها أن تقل الثمن بالدماء» (المصدر نفسه. .)1143/1١/1 وعزز رابين موقفه بالارقام» حين قال
أن الاصرار على تخفيض الموازنة الامنية سيؤدي الى مواجهة عجز بقيمة مليار شيكل؛: موزعة على النحى التالي:
٠٠ مليون شيكل (من أصل 5٠٠ مليون شيكل هي اجمالي النفقات العسكرية لقمع الانتفاضة) ترفض وزارة
المألية تغطيتها؛ 5٠ مليون شيكل تعتزم المالية اقتطاعها من الميزانية العسكرية المقبلة؛ 4٠١ 50٠ مليون
شيكل اضافية يطالب بها الجيش الاسرائيلي من اجل تنفيذ خطة التطوير التي يفترض ان تتم خلال السنوات
المقبلة لتحديث أسلحة الجيش المختلفة . وأضاف رابين؛ ان تخفيضات في حجم القوات المقاتلة وفي عدد الطائرات
والدبابات قد نفّذت بالفعل (على الارجح ضمن اطار خطة التحديث)؛ كما تم الاستغناء عن حوالى سبعة آلاف
من أفراد الخدمة النظامية. وأوضح ان أكثر من ٠٠ بالمئة من أقراد الخدمة النظامية الآن هم من فئّة صغار
الضباط؛ ومعظمهم من المهنيين القنيين الذين لا يمكن الاستغناء عنهم في مجال استخدام المعدات المتطوّرة
الدقيقة (المصدر نقسه) .
كلمات رابين هذه تلفت الانتباه الى أمور هامة عدّة في المؤسسة العسكرية الاسرائيلية: وعلاقتها بالجهان
المدني» بالاضافة الى الخطط المستقبلية للجيش الاسرائيلي وتوقعات الحرب المقبلة خلال سنوات معدودة.
مسألة هامّة تتبادر الى الذهن وتتعلق بمدى جدية بييس؛ اصلاًء في محاولته تخفيض الموازنة الامنية. فالى
جانئب ان رابين ينتمى الى حزب العمل الذى يرأسه وزير المالية, فان الاثنين قد تخرجا من صفوف المؤسسة
العسكرية ذاتها التي يحاول بيرسء الآن» تخفيض ميزانيتها . والواقع ان هذا هو حال العديد من كبار المسؤولين
الاسرائيليين في مختلف المواقع» والذين خدمواء جميعاً؛ في وقت من الاوقات؛ في مراكز عسكرية حسّاسة . ويالتالي»
فان التقاطع الكثيف بين الجهازين» العسكري والمدنيء والذي يتجاوز الفوارق الحزبية» يجعل وزارة الدفاع
والجيش الاسرائيلي من «البقرات المقدسة» التي لا يستطيع احد مسّها.
أن نظرة سريعة الى الحكومات الاسرائيلية والمؤوسسات الصناعية المرتيطة بها تظهرء بوضوح. أهمية الخلفية
العسكرية للاشخاص الذين تولّوا المراكز الحسّاسة فيها. فقد عمل بيرسء خلال الفترة 1616 مديراً
عاماً لوزارة الدفاع؛ فيما كان دافيد بن غوريون يتولّ رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع؛ وكان المسؤول الاول عن
القفزة الواسعة التي شهدتها صناهات الاسلحة والذخيرة في اسرائيل؛ وعن التشجيع والدعم الكبيرين
ْم شْيُون فلسطينية العدد ؟151: آذار ( مارس ) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)