شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 92)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 92)
- المحتوى
-
ب السياسة الصهيونية لاقتلاع الفلسطينيين
تمّت تخوّفاً من التعرّض للهجوم الصهيونيء أى بعد مشاهدة سقوط ونزوح القرى المجاورة. أي إن الغالبية
الساحقة من التجمّعات السكانية القلسطينية 6١( بالمئة) تم اخلاؤها بفعل الهجوم والطرد والتهديد الصهيوني
المباشر. وتكمن أهمية هذه الحقائق ليس في حداثتها بالنسبة الى القارىء الفلسطينيء بل في تأكيدها من قبل
باحث اسرائيلي يستند الى الوثائق السرية للجيش والاستخبارات الصهيونية الاسرائيلية, فتنتفيء الى الابد»
الاكذوبة الدعائية الصهيونية القائلة أن الفلسطينيين نزحوا بسبب الاوامر العربية الاذاعية» وهى خرافة
دحضها موريس» تفصيلياً: في جزء لاحق.
ينقسم الكتاب الى تسعة فصول» تسير بالتسلسل الزمني: من موجة النزوح الاولى حتى نشوء المحاولات
الدولية لحل مشكلة اللاجئين في أعقاب الحربء مروراً بموجات النزوح» الثانية والثالثة والرابعة؛ وعمليات الطرد
الجماعي التي تلت الهدنة الاخيرة.
انطلق المؤلف بتقديم خلفية النزاع على فلسطين, في الفصل الاول. وبعد استعراض طبيعة المجتمع
الفلسطيني ونشأة الجالية الاستيطانية اليهودية (اليشوف)» انتقل الى الآراء المتباينة لدى كل طرف حول
أهد افء ونتائج» البرنامج الصهيوني في فلسطين. فلم يكن هناك أجماع عربي على طبيعة تلك الاهداف, ولا على
طرق مواجهتها. كما انه لم يكن ظاهراً تماماً هل ارادت الطائفة اليهودية ازاحة الفلسطينيين ام لاء ضمن عملية
اقامة دولة منفصلة. وهنا دخلت مناقشة موريس لعقيدة «النقل»» أي الترحيل او الطرد, التي عادت الى الظهور,
مجدداً » ف الفكر الاسرائيئي, في نهاية عقد الثمانينات. وعلى هذا الصعيد؛ أكد أو » تمسّك بن غوريون بهدف
مستقبني» هو بسط «السيادة اليهودية على انجاء افلسطين كافة, كفاية نهائية للصهيونية... على الرغم من
استعداده لقبول التقسيم» (ص ©). ثم لاحظه ثانياً. أن التخوّف العربي من الترحيل الجماعي ومن التوسّع
الجغرافي ثبتت صحته, بل والتقى» فعللاء بوجهة ألفكر الصهيوني؛ حيث اوضح بن غوريون» منذ العام 1552,
ضرورة «التمهيد لنقل العرب من الدولة اليهودية الى البلدان العربية» (ص 4؟). وصادف ذلك وجود مقترحات
اخرىء اهمها مشروع «لجنة بيل» البريطانية الذئ اقتضى نقل العرب بمساعدة بريطانية؛ ولى بالقوة؛ فأيّد رئيس
الصندوق القومي اليهودي تلك الفكرة, معتبراً اياها «الاكثر اخلاقية»: ولكنه فضّل الا تتدخّل الطائفة اليهودية
في التنفين.
انفجرت الحرب غير النظامية بين الفاسطينيين والمستوطنين في أعقاب اصدار قرار التقسيم؛ في 4؟ تشري
الثاني ( نوفمير ) 1551. وتصاعدت الى حين اطلاق الهجوم العام الصهيونيء في نيسان (ابريل) ا بعد
أن بلغت الهجرة من المدن العربية ٠6 آلف شخص خلال الشهور الفاصلة. وقد استند القادة الصهيونيون الى
خطة خنق المراكز المدنية اقتصادياًء حسبما أوضح المؤلف في الفصل الثاني. أن الكثير من التفاصيل معروفة
لدى الضحاياء لكن تجدر ملاحظة بضعة خطوط عريضة لهذه المرحلة . فمن جهة؛ ظهرت عناصر الاسلوب والتفكير
الصهيونيين بوضوح عير الممارسات والاقوال» حيث كشفت القيادة الصهيونية عن نواياها وطريقة مواجهتها
للامور بالقرار الاستراتيجي الذي اتخذته في آذار (مارس) 154/4 لطرد جميع سكان منطقة الخضيرة, على الرغم
من التزامهم بعلاقات حسن جوار مع اليهود . وقام افراد الهاغاناه بمهاجمة, وارهاب, المزارعين العرب في بيارات
يافاء لحملهم على النزوح. أما النفاق الاكبر فتمكّل حسبما أكدته الوثائق في الكتاب في لجوء منظمة الهاغاناه
الى زرع العبوات في المناطق السكانية العربية: فيما أنكر قادتها علاقتها بتلك الحوادث» وأعربوا عن جهلهم بهاء
واستنكارهم لها. ومن طرائف الامور المأساوية ان يكتشف القارىء العربي ان عصابة الارغون كانت تتنصّت
على المكالمات الهاتفية الفلسطينية» من أجل جمع المعلومات وقياس المعنويات.
اما من جهة الطرف الفلسطيني, فقدم المؤلف تعليقين أساسيين: الأول؛ ملاحظة الدور السلبي الذي لعبته
«الطبقات العلياء الفلسطينية في هذه المرحلة في المدن الرئيسة, خصوصاً حيفا ويافاء عبر النزوح الباكر. فقد
أحبطت بذلك معنويات بقية السكان, وافقدتهم العديد من القادة والمسؤولين المحليين الذين يفترض بهم ان
يساهموا بالصمودء عبر تقديم الخدمات والادارة والمهارات. بل أن أفراد تلك الطبقات هم الذين سيطروا
العدد 1517 آذار ( مارس ) 15485 شْيُون فلسحؤية 3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)