شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 93)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 93)
المحتوى
د. يزيد صايغ سل
على اللجان الوطنية في المدن المولجة بتنظيم المقاومة ويرسم السياسة؛ فأدّى غيابهم, حكماًء الى ضعضعة الموقف.
والثاني» حقيقة الفوضى التي سادت في الجانب العربي الذي كانت ردات فعله «مرتبكة وغير منسّقة: ممّا عكس
الارتباك وفقد ان التعاون فيما بين الدول العربية» وفيما بين الدول والهيئة العربية العلياء وفيما بين الدول والهيئة
العربية العليا واللجان الوطنية, والهيئة العربية العليا ووحدات المتطوعين العربء وفيما بين اللجان الوطنية
والقادة المحليين وجماعات الغوار وا ئليشيا في كل جهة؛ خلال الشهور الاولى للحرب» (ص 017).
استعرض الفصل الثالث احداث موجة النزوح الرئيسة الثانية» التي وقعت بين نيسان (أبريل) وحزيران
( يوني ) ‎١544‏ وشهدت هجرة ‎5٠١‏ الى ‎٠٠١‏ ألف فلسطيني. وجدير بالتذكر ان هذه المرردلة الهامة شهدت,
أيضاً تفريغ حيفا ويافا ومحاصرة القدسء الى جانب حملات عسكرية صهيونية وفلسطينية كادت ان تحمل
الولايات المتحدة الى التراجع عن تأييد فكرة التقسيم واقامة اسراكيل. وما لا بد من تسجيله, مجدداً ويموهجب
دراسة موريس التفصيلية؛ هو ان حركة الطرب والنزوح الرئيسة للفلسطينيين حصلت قبل اشتراك الدول العربية
وجيوشها النظامية في القتال, على عكس الدعاية الصهيونية التي تبرّر المأساة القلسطينية بوقوع الحرب
الشاملة. وأضاف المؤلف الى ذلك؛ ان مختلف القيادات العربية قد عارض النزوح؛ وأصدر الاوامر لمنعه,
باستثناء اجلاء المسدّين والاطفال من بيسان, في أيار ( مايى )؛ من قبل الجيش الاردني.
لقد انطلقت القوات الصهيونية» خلال هذه المرحلة, الى تنفيذ الخطة «د» التي أوصت ب «تطهيي» المناطق
اليهودية (حسب قرار التقسيم) من القوى «المعادية» ممّا انعكس في طرد السكان الفلسطينيين وتدمير قراهم.
وابتدات الحملة بمجازر عدةء أبرزها مذبحة دير ياسين تحت اشراف مناحيم بيغنء وقتل ‎7١‏ أسيراً فلسطينياً
في قرية عين الزيتون بأوامر قائد كتيبة تابعة للهاغاناه. وقد أسهمت تلك الافعال بخلق اجواء الذعر في القرى
والمدن المجاورة, تمهيداً لاقتحامها من قبل الصهيونيين. هكذا سقطت طبرياء ثم حيفا. قدم موريس التفإصيل
الوافية عن ظروف سقوط حيفا. فبعد ضعضعة موقفها الداخليء بسبب هجرة قادة عديدين وتذافس بعض
الآخرين: تعرّضت المدينة لحملة عسكرية وارهابية محكمة. وقد أصدرت الاوامر الى الكتيبة 77 من لواء كرمئيلي
الصهيوني ل «قتل كل رجل بالغ عربي يتم العثور عليه» (ص 6")؛ وتِمٌ قصف الجموع العربية ورشقها
بالرشاشات في الشوارع, في ١؟‏ أيار ( مايى ). واشر احتشاد المدنيين على الميناء. فتحت القوات الصهيونية النار
عليهم مجدداً؛ ثم اتبعت ذلك بحملة نهب وضرب اشتركت فيها جماعة الهاغاناه اضافة الى الارغون.
تثير احداث هذه المرحلة مجموعة ملاحظات جوهرية حول موقف الاطراف المختلفة. اولء لقد نفدّت القوات
الصهيونية الخطة «ده في ظل وجود القوات البريطانية الانتدابية, مما قيّد وضع الثوار الفلسطينيين ومنع
الجيوش العربية من التدخل. ثانياًء ساد وضع الدفاع الفلسطيني وازداد تعقيداً. بسبب الخلافات لعي
الداخلية؛ مثلاً حين أمر الممثل الاردني وحدة المتطوعين الاردنيين باخلاء صفدء من اجل تفويت الفرصة على
مفتي فلسطين الذي اراد مهاجمة الحي اليهودي, فسقطت البلدة كلها. تالثاًء سجّل المؤلف حالات عدة قامت
فيها القوات الصهيونية باحتجاز سكان القرى كرهائن, من اجل ارغامهم على تسليم الاسلحة والمقاومين: وهى
اسلوب لا تزال اسرائيل تلجأ اليه. اخيراً. أكد موريس, بناء على دراسته التفصيلية ان السكان الفلسطينيين
لم يخلوا آية قرية؛ أو مدينة؛ الا بعد تعرضها للهجوم الصهيوني المباشي أو تعرض القرى المجاورة الى السقوط
والترحيل.
مهما كانت أهمية الحالة المأساوية التي عاشها القلسطينيون؛ عبر المجازر والترحيل؛ والتي وصفها المؤلف
في فصول عدة من كتابه فربما كان الفصل الرابع هى الأهم والاكثر اشارة الى الألم والقلق, بتناوله السياسة
الصهيونية ‏ الاسرائيلية التي قررت منع عودة اللاجئين. ولا ينبع القلق من أعمال القتل التي نقّذتها القوات
الصهيونية؛ بل من ارساء معالم المشروع الصهيوني بوضوح على أسس الطرد الجماعي ونفي العلاقة
الفلسطينية بالارضء والتي ما زالت تشكل قوة الدقع الجوهرية في الذهنية الاسرائيلية: مما يحمل دلالات خطيرة
على المستقبل العربي.
53 شؤون فلسطيزية العدد 157, آذار ( مارس ) 19244
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22436 (3 views)