شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 94)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 94)
المحتوى
ب السياسة الصهيونية لاقتلاع الفلسطينيين
بدأ اللاجئون الفلسطينيون بالضغط للعودة الى منازلهم خلال ربيع العام 1544: على الرغم من استمرار
العمليات العسكرية: ممًا وضع القيادة الصهيونية في مأزق, فقررت: رسمياًء منع العودة في حزيران ( يونيو )»
بمشاركة ممثلي الهيئات المحلية ومستعمرات الكيبوتس ودائرتي الاراضي والاستيطان وقادة الهاغاناه وقادة
اليشوف. وتجسّد ذلك في تشكيل «لجنة نقل» (ترحيل) رسمية» التي رأت استحالة تعايش مكات ألوف العرب مع
اليهودء واقترحت «اقتلاع المرب كمل للمشكلة العربية في اسرائيل» (ص ‎.)١7‏ وتابعت اللجنة تقديم
الاقتراحات, التي تضمنت «تدمير القرى قدر الامكان في اثناء العمليات العسكرية... ومنع زراعة الارض في اثناء
الهدنات... وتوجلين اليهود في عدد من القرى والبلدات لمنع نشوب ' فراغ ' ... واصدار القوانين [المواجهة لمنع
العودة]». وعلى أساس ذلك؛ باشر الصهيونيون تدمير القرى, في اليوم التاليء في أقضية يافا وعكا وحيفا ومناطق
الجليل وبيسان والخضيرة. وقد اعترض البعض داخل المؤوسسة الصهيونية على هذه القرارات: أى على شدّتهاء
مقترحاً الاتاحة لعدد محدّد من المواطنين ان يعوبوا الى قراهم, أو على الاقل, الامتناع عن توطين اليهود مكانهم.
إلا ان الغلبة كانت للاكثرية الساحقة والنافذة التى قرّرت المزيد من التدمير والاستيطان. وتعزّر موقف الاكثرية
هذه كلما ازداد عدد المستوطنين المحتاجين الى الارض والمنازل الخالية: فنشأت السياسة الرسمية الدائمة بمنع
عودة الفلسطينيين أبدا.
جاء التعبير المادي لهذه السياسة سريعاً. فقد وصف الفصل الخامس؛ خطوة خطوة, الهجوم المنظّم على
تركة اللاجئين الفلسطينيين؛ ان تعرّضت ‎55١‏ قرية للتخريب الكامل, ا الجزئي» وغالباً بفعل النهب والتدمير
المتعمّد وليس في اثناء القتال. وقد اشتركت القوات الصهيونية النظامية وسكان المستوطنات المجاورة في هذه
العملية واسعة النطاق» والتي مكّلت, أيضاً تتويجاً لسياسة الانتقام الجارية منذ سنة؛ حيث كان الصهيونيون
يهاجمون القرى والمدن وينسفون المنازل المدنية كلّما قتل يهودي خلال المعارك الدائرة, مما خلق جوأ من الارهاب
مهّد للنزوح الواسع في المراحل اللاحقة. وحمل الاتجاه الخطير لسياسة النسف والتهجير جناح مبام الى التحذير
من وشوك حدوث عملية ترحيل جماعي للفلسطينيين في أيار ( مايى) 1954 . وكان بن - غوريون يمثّل ويرأس
ذلك الاتجاه, عاماً بأنه تجنّب تسجيل أي شيء كتابياً. وفي هذاء رأى موريس ان الزعيم الصهيوني ريما «سعى
عمداً الى تضليل المؤرخين» في تسجيله لمذكراته واعداد مفكرته ( ص ‎.)١15‏ واذا كانت ثمّة حاجة الى اثيات
وجود سياسة مقصودة بعيدة المدى لتهجير المجتمع الفلسطيني ومنع عودته؛ فقد أشار المؤلف الى استمرار نسف
المنازل طيلة العامين ‎١1554‏ و1555 بل وحتى اوائل عقد الخمسينات.
بلغت عملية استبدال المجتمع الفلسطيني بكيان المستوطنين حدوداً تثير السخرية. لقد روى موريس ان
نزاعات نشيت بين المستعمرات المجاورة حول اغتنام المحاصيل العربية واقتسام الحقول. وكان الصهيونيون
(الذين اكتسبوا تسمية «الاسرائيليين» بعد قيام اسرائيل) يقومون بحرق الحقول لمنع المزارعين من غرسهاء أى
جمع حصادهاء بهدف حملهم على النزوح» الى ان ادركوا انهم هم بحاجة الى المنازل الجاهزة والمساحات
والاراضي الزراعية الصالحة؛ قتحولوا سريعاً الى تهجير السكان دون المساس با ممتلكات» في صيف العام 151/8.
وفي حادثة معيّنة. اشتكت احدى المستوطنات من جارتها التي استولت علي أراض عربية مخصصة لها من قبل
دائرة الاراضي الصهيونية» فتأسفت «لهذ! الطَمّع المحزن... وللاستيلاء على الارض بفعل القوة»! (ص /ا9١).‏
وهكذاء فان جميع المستوطنات التي اقيمت بين تشرين الثاني ( نوفمبر ) 19417 وآب (اغسطس) ‎١145‏ وقعت
على المواقع السابقة للقرى العربية المدمّرة, بما فيها عشرات القرى داخل المناطق المخصصة للدولة العربية,
حسب قرار التقسيم. واستقبلت تلك المستوبلنات ‎٠١١‏ آلاف من اصل ‎١1١‏ ألف مهاجر جديد وصلوا حتى
نيسان (ابريل) 1545. ممًا يدل على مدى أهمية التهجير والاستيلاء على المنازل العربية للمشروع الصهيوني.
وعبّر الصهيونيون عن حركتهم بطريقة لافتة حين افتتحواء رسميأًء مستوطنة جديدة فوق مسرح مجزرة دير
ياأسين؛ بعد سنة واحدة» في حضور وزراء عدّة من حزب العمل وحاخامين ورؤساء بلديات.
يعود السرد الى مجريات الحرب وموجة التهجير الثالثة» التي امتدت بين جولة القتال القصيرة مع
العددى ؟151, آذار ( مارس ) 1145 نشْيُون فلسطزية 5
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22435 (3 views)