شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 95)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 95)
- المحتوى
-
د. يزيد صايغ سس
الجيوش العربية لمدة عشرة أيام بين 4 و1 تموز ( يوليو) 151/4 وحتى انهيار الهدنة الثانية (قبل الاخيرة) في
تشرين الاول ( اكتوير ). وقد انتقلت القوات الاسرائيلية النظامية الى الهجوم الاستراتيجي على ثلاث
جبهات: الجليل» والتقب» ومنطقة تل - أبيب القدس. وروى موريس تفاصيل العمليات على كل جبهة, موضحاً
الفروقات بين قرية وأخرى؛ اذ تعرّض البعض للتهجير الكامل, بينما نجا البعض الآخر. وفسّر ذلك» جزئياًء بطبيعة
السكان وميولهم السياسية السابقة وانتماءاتهم الطائفية والمهنية؛ وجزئياًء أيضاًء بشخصية القادة الاسرائيليين
في كل محور. الآ انه أضاف بعداً آخرء هو العامل الاستراتيجي, الذي انعكس في السعي المتعمّد الى تفريغ وسط
البلاد بين تل ابيب والقدس كلياً من السكان العرب: حتى لو كانوا مسالمين.
شهدت بلدتا الرملة واللد نموذج الاسلوب الاسرائيلي في تلك المرحلة؛ أو على الاقل في مناطق معيّنة . وقد تولى
يغئال آلون قيادة الجبهة الوسطىء وأوكلت اليه مهمة الاستيلاء على البلدتين اللتين دافعت عنهما سرية اردنية.
هذاء وسبق الهجوم انسحاب القوة الاردنية الصغيرة بأوامر قائدها البريطاني غلوب باشاء وغارات برية وجوية
اسرائيلية عدة» وذلك بهدف اثارة الرعب وحمل المدنيين على الهرب قبل المعركة؛ فأوصت الاوامر الاسرائيلية
ب «تسهيل هروب النساء والمسنّين والاطفال من الرملة» ويجب اعتقال الذكور [الذين في سنّ الخدمة العسكرية]»
(ص ٠5 ؟). وكان تعداد السكان 50 الى 7٠١ ألفاً .ولم يستغرق احتلال اللدء في ؟١ تموز ( يوليى ) »يتأ طويلا.
حيث سيطر +٠ ٠ جندي عليها وباشروا مطاردة حفنة من المقاومين . واذاء ذلك الوضعء فزع المدنيون
ظلناً منهم ان العدو يق مجزرةء واحتشدوا على الشوارع, فأطلق عليهم الاسرائيليون النار لمدة سامتين تقريباً
مما أدى الى استشهاد حوالى 5" مدنياً وجرح المئات . وسارعت القيادة الاسرائيلية الى أصدار امر طرد الناجين
فوراً: وهى الامر الذي طبّقته أيضاً » على الرملة» فزحف آلاف المدنيين شرقاً. تاركين خلفهم الممتلكات وعشرات
الاطفال والمسدّين الذين قضوا جوعاً وعطشاً ومرضاً.
تقدّم هذه الحادثة المفجعة عبرة اضافية. فقد توجّه بعض الوزراء الاسرائيليين الى بن غوريون في اثناء
عملية اللد والرملة, معترضين على الطرد الجماعي» فناقشهم وتوصل معهم الى «حل وسط», دون ان يكشف لهم
عن انه هو نفسه الذي اصدر مر الترحيل اصلاً! ومهما كان الامر, فقد تكرّس هذا الاسلوب كسياسة عامة
طبقتها القوات الاسرائيلية خلال غالبية عملياتها اللاحقة؛ مثلاً خلال الهدنة الثانية» اذ لم يأبه الاسرائيليون
لوقف اطلاق النار بل نقذوا هجمات واسعة نظامية على مناطق عدة: شهدتء مجدد أ الطرد الجماعي القسري.
وقام سلاح الجىء في الوقت عينه؛ بقصف النازحين خلال سيرهم على الطرقات. وبلغ عدد الفلسطينيين المهجّرين
في تلك المرحلة الموّلة مئة ألف شخص.
تواصل الجهد الاسرائيلي لتفريغ أرض فلسطين من سكانها بوحشية متزايدة: خلال المرحلة الاخيرة من
الحرب وحتى الهدنة النهائية في التاسع من تشرين الثاني ( نوفمير ). واستمر توسيع رقعة السيطرة الاسرائيلية,
عبر الاستيلاء على الشريط الساحلي الجنوبيء وتلال الخليل وجوار القدس. والجليل الاعلىء ممّا أسفر عن تهجير
مئة ألف الى ألف فلسطيني اضافي. مرة أخرىء شرح موريس سير العمليات: موضحاً دور كل وحدة وقائد»
ومصير قرى عديدة بالاسم. وتكفي الاشارة الى مجرزة الدوايمة في منطقة الخليل: استولت عليها الكتيبة 44 في
9 تشرين الاول ( اكتوبر ). وحسب قول احد أعضاء حزب مبام قامت «بقتل ١١١ - 8١ عربء نساء وأطفال.
الاطفال قتلوا باسلوب كسر رؤوسهم بالعصي... وامر احد القادة مهندساً ان يضع امرآتين في داخل منزل
معين. .. ثم ينسفه على رأسيهما... قام أحد الجنود باغتصاب امرأة» ثم بقتلهاء (ص 557 -77؟). ولحقت ذلك
جرائم اخرى: مثلاٌ تكبيل 55 رجلل في صفصاف وأسقاطهم في بئر قبل قتلهم رمياً بالرصاص؛ واغتصاب ثلاثة
فساء وقتل أريع؛ حشر 54 شخصاً دآخل منزل في سعسع وتسفه. ودفعت الاجراءات الاسرائيلية» من قتل
وتهجير ونسفء بعض الاسرائيليين الى تشبيهها بالجرائم النازية؛ الا ان بن غوريون نجح في احتوائهم؛ عير
اصدار أوامر بفرض القيود على الوحدات العسكرية لمنعها من التصرّف بدون أوأمر منه.
ادى انتهاء القتال الرسمي بين الجيوش العربية والقوات الاسرائيلية الى افتتاح مرحلة جديدة, هي
5 نشؤون فلسطنية العدد 157, آذار ( مارس ) 1945 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22435 (3 views)