شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 96)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 96)
- المحتوى
-
سب السياسة الصهيونية لاقتلاع الفلسطينيين
«تنظيف الحدود: الطرد ونقل السكان». وهو عنوان الفصل الثامن. فقد اتبعت السلطات الاسرائيلية: في أعقاب
حرب العام 1544: سياسة ازالة القرى والمخيمات الفلسطينية الواقعة بمحاذاة الحدود الجديدة. وحسب
موريسء فان الجيش كان المبادر بتطبيق هذه السياسة: لاعتيارات عسكرية وأمنية؛ ثم سارت القيادة السياسية
في ركبه. وعلى الرقم من ان هذه المرحلة لم تشهد عمليات تهجير يضخامة المراحل السابقة, غير انه تخللها ترحيل
ما بين ٠١ و١7 ألف شخص. لم تكن الارقام كبيرة جداًء كالسابق, لكنها لا تقأل من مغزى الافعال الاسرائيلية,
المتمكّلة في احتلال وتدمير القرى وترحيل سكانها نقضاً لحالة وقف أطلاق النار, وذلك, من شريط حدودي بلغ
عرضه خمسة الى ١5 كيلومتراً. وكان أهل إقرت وكفربرعم من ضحايا هذه المرحلة؛ علماً بأن ابناء ترشيحا
رفضوا التحرّك مطلقاً ونجحوا في البقاءء فيما قام الجيش الاسرائيلي بحملات دهم مستمرة لقرى عديدة, بحثاً
عن اللاجئين «العائدين» لأجل طردهم الى خارج البلاد. اما الجنوب» فقد شهد الطرد الجماعي لسكان القالوجة
وعراق المنشية: على الرغم من اتفاق خطي اسرائيلي مع الجيش المصري يضمن «تامين المدنيين جميعاًء
باشخاصهم ومساكنهم وأملاكهم وممتلكاتهم الشخصية» (ص .)١54 بل وذهب الممثلون الاسرائيليون؛ بعد
هذا الانتهاك للهدنة؛ الى حد الزعم أن الفلسطينيين قد نزحوا «على الرغم من التطمينات والنداءات المتكررة».
ورافق ذلك طرد مستمر للبدى, الذين كانوا يتعرضون للتجميع, ثم اعادة الترحيل مرة تلو الاخرى. وبلغت سخرية
الواقع الفلسطيني ذروته في قيام السلطات الاسرائيلية بتشكيل هيئة رسمية تتولى شأن عمليات الترحيل» أطلقت
عليها لقب «لجنة نقل العرب من مكان الى مكان».
انتقل المؤلفء في الفصل التاسعء الى البحث في السياسة الاسرائيلية تجاه مسألة عودة اللاجئين» اى
تعويضهم, في أعقاب الحرب. وركز على محادثات لوزان التي نظمتها بعثة المصالحة لفلسطين, وألتي اعتقد بأنها
قدمت الفرصة الوحيدة: والفضلى» لاحلال السلام في الشرق الاوسط. وتألف جوهر مواقف الاطراف من القناعة
الغربية بأن اعادة جميع اللاجئين الى ديارهم أمر مستحيلء ومن القرار الاسرائيني الصارم بعدم استقبال
العائدين» ومن الاصرار العربي الرسمي على عدم استيعاب الفلسطينيين وضرورة اعادتهم الى وطنهم. فدارت
المفاوضات المباشرة» وغير المباشرة» خلال الشهور التالية. حول ايجاد حل وسط مقبول. وقد انطلق المسؤولون
الغربيون من القناعة بأنه يترتب على أسرائيل ان تعيد ٠ 5؟ ألف لاجىء على الأقل؛ وهو الامر الذي ظلت ترفضه.
ال أن الضغوط الدولية خلقت تمايزاً في الافكار د اخل القيادة الاسرائيلية» تجسّدء نهاية؛ بعرض قبول مئة
ألف عائد فلسطيني. وتضمّن ذلك الشيء الكثير من المرونة الدبلوماسية السطحية الزائقة, القصد منها فقط
تحويل الانظار وتخفيف الضغط على اسرائيل» لكن اعتبرته الادارة الاميركية بمثابة اقرار رسمي بميدأ اعادة
اللاجئين. غير ان اتصالات تنائية أجريت فيما بين اسرائيل» من جهة: وكل من الاردن ومصر والامم المتحدة
والولايات المتحدة ويريطانياء من جهة أخرى. وتمخّضت هذه الاتصالات عن مقترحات متنوعة» منها مشروع
الممثل الفلسطيني في لوزان محمد نمر الهواري, الذي اقترح عودة ٠٠١ ألف لاجىء, والاقتراح الاسرائيلي
بانتقال قطاع غزة وسكانه الى السيادة الاسرائيلية. وأكد موريس ان هذه الخطوة كانت ثمرة حساب سياسي
دقيق؛ اذ اعتقدت اسرائيل بأن مصر سترفض الاقتراح, مما يحمّلها اللائمة الدولية ويريح اسرائيل من الضغط.
وقد أصاب الحساب, وعادت الحكومة الاسرائيلية وعارضت الفكرة, لأنها اكتشفت ان عدد سكان القطاع أكبر
بكثير من تقديراتها الأولية. وهكذا تأرجحت القضية باستمرار دون حلء فيما أوحت اسرائيل الى الولايات المتحدة
بأنها تدرس» جدّياً. امكانية استقبال مئة ألف فلسطيني. انما أدَى انكشاف العروض المتبادلة: في الصحافة
المحلية» الى اثارة جدال حام أسرائيليء فانتهى الامر الى لا شيء. وفي مقابل ذلك انطلقت الدول العربية من
حقيقة عجزها الاقتصادي عن استيعاب المهجرين ومن رفضها للهزيمة؛ لتصرّ على ضرورة اعادة مضاعفة الرقم
المعروض. ونجحت أسرائيل؛ نهاية؛ بفضل مراوفتها وضعف الضغط الاميركيء في ارجاء وتبديد الموضوع.ء الى
ان خلقت امراً واقعاً جديداًء فضاعت الفرصة الاخيرة لتحقيق السلام؛ على حد تعبير موريس.
ختم المؤلف كتابه بمراجعة اتجاهات الاحداث والسياسات خلال مراحل النزاع العربي / الفلسطيني -
الاسرائيلي في 1541/ 1544. من أجل التوصّل الى استنتاجات نهائية حول أسباب الهجرة القلسطينية
العدد 1517, إذار ( مارس ) 1545 شُيُون فلسطنية 56 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)