شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 97)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 97)
- المحتوى
-
د. يزيد صايغ ست
وحقيقة النوايا والدوافع الاسرائيلية فاستنتج, اولاًء ان «مشكلة اللاجئين الفلسطينيين كانت وليدة الحرب»:
وليس التخطيط؛ سواء أكان التخطيط يهودياً أم عربياً» (ص +28)؛ أن اعتبر موريس ان الاعتبارات العسكرية
هي التي دفعت الاسرائيليينء بداية؛ الى تهجير السكان؛ وان انهيار المعنويات الفلسطينية يسبب الخلل الذاتي
و«ذهنية الهرب» التي خلقتها المجازر الصهيونية قد ساهمء بقوة» في تشجيع الرحيل الجماعي. وأكد المؤلف عدم
وجود خطة مركزية لتهجير جميع الفلسطينيين حتى نيسان (أبريل) 1١954 ؛ علماً بآنه نشأت قناعة صهيونية
عامة بأهمية ذلك» وبضرورة عدم السماح بعودتهم؛ وتجسّدت بعد تموز ( يوليى ) بعمليات عسكرية؛ قصدها
الصريح طرد الآهلين. وخلص الى أن مزيجاً من العوامل قد حكم الذهنية الاسرائيلية» من جهة؛ وساهم في تشجيع
الهجرة لدى الفلسطينيين: من جهة أخرىء وليس عامل وحيد أوحد بأية حالة.
أثار هذا الكتاب مجموعتين ركيستين من الملاحظات, السلبية والايجابية. ويصعب الاتفاق مع استنتاجات
المؤلف حول حدود النوايا العداكية والتهجيرية المتعمدة الصهيونية الاسرائيلية: بذريعة استناده الى حقيقة عدم
العتور على تصريح رسمي صريع؛ في الوثائق الداخلية: يطالب بالطرد الجماعي كسياسة رئيسة مركزية. ولكن هذا
الاستنتاج يصطدم بثلاث مسائل؛ اولاها ان غالبية القرارات الخطيرة التي تضمّنت ارتكاب الجرائم السيايسة
في التاريخ لم تكن مدونة في وثائق رسمية, بل جاءت تدريجياً وضمنياً. وثانيتهاء ألا وهي امتناع المؤلف عن
استخدام المصادر الشفوية, والتي كان بامكانها ان تؤكد ماءهوخائب عن الوثائق المكتوبة, وي هذا روى الكاتب
الاسرائيلي بيرقس كيدرون مثالاء مشيراً الى أسلوب بن - غوريون الدائم بعدم تسجيل رغباته خطيّاً من أجل
تفادي اللوم لاحقاً: «قفي احدى المناسبات, سأله اسحق رابين ماذا يفعل بسكان قرى عديدة تم احتلالها
مؤخراً ؟ فأشار بن - غوريون بيده الى ضرورة طردهم الى الشرق»؛ وفعل الجيش ذلك دون ان يبقى دليل تاريخي
على دور رئيس الوزراء. وهذه الحادثة نقلها رابين في مذكراته بداية؛ ثم حذفهاء الى ان أعلن عنها كيدرون الذي
حرّر المخطوطة. والشالثة؛ وقوع موريس في فخ من صنعه؛ اذ استعرض الاحداث التي اصابت المجتمع
الفلسطيني بشكل مجرّاء حيث قسّعها حسب المراحل الزمنية, وأيضاً حسب المنطقة الجغرافية؛ بحيث تضيع
قدرة القارىء (والكاتب) على قهم أثر كل حدث على الاحداث الاخرىء؛ لأنه تم فصلها أصطناعياً . ونتج عن ذلك
تشديد مبالغ به على عوامل معيّنة أدَت الى الهجرة الفلسطينية, كدور النخبة المحلية؛ وتقليل حقيقة الوقع المعنوي
السلبي الهائل للمجازر الاسرائيلية. ويتضح ما سبق؛ مثلاً عند وصف احداث حيفا؛ اذ درس المؤلف النزوح
الكبير والهلع الجماعي دون اعتبار كاف لاثر مجزرة دير ياسين قبل أيام.
يستنتج القاريء الفلسطيني ان هناك عوامل وأبعاداً عديدة اضافية لم يأخذها في الحسبان سابقاً ويحق
له الاستنتاج أيضاً؛ ان القيادة الصهيونية أدركت؛ في وقت أبكر ويشمولية أكبرممًا أدركها موريسء ان ما تقوم
به هو أكثر بكثير من مجرد عمليات عسكرية متفرقة بنتائج تهجيرية «صدفة»؛ ان كانت تلك القيادة تنظر إلى
الوضع العام وإلى مجمل الاعمال المتفرقة لترى وجهتها الاجمالية؛ فكان لا بد لها من أن تدرك» تماماًء ماذا
تصنعه يدأها. ولكن, في المقابل» حسّد هذ! الكتاب مساهمة هامة في تصحيح السجل التاريخي المشوّه. وهي
محاولة جريئة من قبل كاتب اسرائيلي. وقد قدّم موريس مادة ثمينة من الارشيف الصهيونى الاسرائيلى» تيدّد
خرافات وأكاذيب عتيدة. وبذلك, يلقي المؤلف قفاز التحدي أمام الفلسطينيين كي يقوموا هم بدراسة وتسجيل
تاريخهم الخاص. فما زالت هناك اسئلة عديدة حول دور الفئات الفلسطينية المختلفة, وحول استجابة كل فئة
ومنطقة وقرية للخطر الصهيوني الدائم. ولم يقم الفلسطينيون حقيقة؛ حتى الآن؛ بدرس مكامن القوة والضعف
التي ظهرت خلال تلك الحقبة المأساوية؛ ولم يسجلوا الحقائق ووجهة النظر كما رآها الجانب الفلسطينى. ولن
تتم الاجابة عن الثغرات اى الاخطاء في رواية موريس في غياب جهد تأريخي فلسطيني ممائل. 1
د. يزيد صاية
51 َمْيُون فلسطزية العدد 157 آذان ( مارس ) 19484 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)