شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 5)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 5)
المحتوى
وحيد عبدالمجيد ححجح
لانضمام مختلف الفئات الاجتماعية الى المقاومة, وصولاً الى شمولية مشاركة هذه الفئات في
الانتفاضة الكبرى, الامر الذي يؤكد الطابع الوطني العام للثورة الفلسطينية.
الاطار الاجتماعي التقليدي
حين بدأ الاسرائيليون احتلالهم للضفة الفلسطينية وقطاع غزةء كنتيجة لحرب حزيران يونيو)
9177 لم يكن الاطار الاجتماعي التقليدي يتيح مناخاً تاسباً لتصعيد المقاومة. سواء المسلّحة ى
المدنية. فعلى الرغم من ان الشعب الفلسطينيٍ في الضفة والقطاع واجه الاحتلال بالرفض التام, ال
ان الاطار الاجتماعي العام لم يكن ملائماً لدعم المقاومة المسلّحة التي نظمها بعض الفصائل
الفلسطينية, وفي مقدمها «فتح», امتداداً لخطها الثوري الذي بدأ في الاول من كانون الثاني ( يناير )
65 وللاطار الاجتماعي أهمية قصوى للمقاومة المسلّحة, لأنه يمثّل مصدر الدعم الحقيقي لهذه
المقاومة, والمجال الحيوي لحمايتها. فهو. بالنسبة الى الفدائيينء بمثابة «البحر بالنسبة الى السمك»
كما تقول عبارة ماوتسي تونغ الشهيرة. فلم يكن الكثير من العائلات التقليدية في الضفة بالاساس,2
وقطاع غزة ة أيضاً: ‎٠‏ على استعداد لتحمل اعباء المقاومة. خاصة بعد ان أبدت سلطات الاحتلال رغبتها
في الحفاظ لهذه العائلات على مواقعها وامتيازاتها. كما لم يكن ارباب هذه العائلات مهيأين للتصدي
للقوة المحتلةء لافتقادهم الى قيادة متماسكة على مستوى الاقليم كله. سواء في الضفة أو القطاع.
فكانت السياسة الاردنية تجاه الضفة:ء والى حد ما السياسة المصرية تجاه قطاع غزةء قبل العام
177 ,؛ تسعى الى قصر نفوذ ودور روّساء العائلات على مناطقهم فقط: وتحول دون تجاوزهم لهذه
الحدودء حتى لا تظهر قيادة وطنية للضفة. أو للقطاعء في الوقت الذي عملت على دمج مصالحهم في
النظام الاردني. ولذلك: تم تقسيم الضفة الى ثلاثة أقاليم ادارية (القدسء واريحاء ونابلس) وتفتيت
كل اقليم الى مقاطعات فرعية, مستقلة ذاتيا بسلطات محدودة وتتبع مباشرة وزارة الداخلية في
عمّان07).
ومع ذلك, فقد اتجهت هذه النخبة التقليدية الى تقديم نفسها كقيادة للحركة الوطنية, ويسعى
وجهاؤها الى تجاوز مناطقهم المحلية ليشمل نشاطهم الضفة بأسرهاء والى توحيد جهودهم لمواجهة
الاحتلال بالاساليب السلمية في الاساسء وهي الاساليب التي لجأت اليها هذه الطبقة تاريخياً في
مواجهة الاحتلال البريطاني والاستيطان الصهيوني. فيشير تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الى
ان «طبقة الوجهاء» لم تشارك في هذه الحركة مشاركة فاعلة؛ على الرغم من ادراكها الكامل للخطر
الذي تمثله الحركة الصهيونية والهجرة اليهودية على فلسطين. فقد اقتصر دورهاء عادة؛ على التحرك
الدبلوماسي الهادىء.
ويصف احد دارسي تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية التقسيم الاجتماعي العمل في صفوف هذه
الحركة بقوله: «كان الوجهاء يقومون بدور الدبلوماسيين, والطبقات الوسطى المتعلمة تقوم بدور
التعبير عن الرأي العام؛ بينما يقوم الفلاحون بدور المقاتلين الفعليين في المعركة ضد الوجود
الصهيوني»("). ومع ذلك أكد بعض المصادر ان عدداً من عناصر هذه الطبقة حملوا السلاح وقاتلوا
مع الفلاحينء في الثلاثينات والاريعينات» وفي مقدمهم الشهيد عبد القادر الحسينيء قائد جيش
الجهاد المقدس في حرب العام 54 015).
وقد اتخذ العمل الدبلوماسيء الذي مارسته هذه الطبقة شكلاً مؤسسياً لأول مرة العام ‎١5177‏
‏بتأسيس الهيئة العربية العليا من "” عضواً ينتمي ‎١8‏ منهم الى الارستقراطية المالكة
3 عون فلصطيفية العدد 151: نيسان ( ايريل ) 1945
تاريخ
أبريل ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)