شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 14)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 14)
- المحتوى
-
ب الشمولية الاجتماعية للانتفاضة...
للقيادة الموحدة ان «على كل طالب جامعيء او طالب مدرسة ثانوية, او اعدادية, او ابتدائية: مواصلة
المساهمة في كل محل من سكناه... انتم الجسد الاقوىء وانتم الشريان النابض دائماً بين جماهير
شعبنا المتدفق ثورة عارمة ونضالاً شاملآً».
وهكذا انخرط الطلاب - الذين حملوا الجزء الاكبر من عبء المواجهة ضند سلطات الاحتلال قبل
الانتفاضة الكبرى في شكل جديد من أشكال المواجهة في مواقع سكناهمء متفاعلين مع مختلف
الفئات الاجتماعية التي تشاركهم النضال اليوميء في اطار شمولية اجتماعية غير مسبوقة.
فقد برز دور الطبقة الوسطى من خلال فاعلية الاضرابات التجارية بالاساس الى جانب
الاضرابات المهنية والحرفية المختلفة. وشملت الاضرابات التجارية جميع أنحاء الاراضي المحتلة: بما
في ذلك المدن التي ظلت تتميز بالرواج الاقتصادي النسبيء مثل بيت لحم ورام الله. فقد تحولت
المدينتان» اللتان طالما اعتبرهما الاسرائيليون نموذجاً للاستقرارء وخاصة لعدم وجود لاجئين من ابناء
الاراضي المحتلة العام ١14/ فيهماء الى مدينتين ملتهبتين, حيث اغلق التجارء الذين لم يشارك
معظمهم في المقاومة من قبلء متاجرهم, وضريوا مثالا في التضحية والاقدام؛ على الرغم من ضراوة
القمع الاسرائيي. كما التزم اصحاب المصانع والورش الوطنية بالاضراب العامء وبالمواعيد التي
حدّدتها القيادة الموحدة للاضراب الجزئي. ولم يكن اصحاب الشركات الخاصة المختلفة اقلّ التزاماً,
على هذا الصعيد؛ وكذلك المدرّسون الذين قام بعضهم بدور في محاولة تطوير نظام تعليمي بديل؛ بعد
غلق المدارس في الضفة: والمهنيين, وخاصة المحامين الذين نفذوا اضرابات عدّة, احتجاجاً على المحاكم
العسكرية والاحكام الجائرة, والاطباء: الذين يشارك الكثيرون منهم في تطوير شبكات جديدة آمنة
للرعاية الصحية في مختلف انحاء الاراضي المحتلة.
وظهرء أيضاًء دور ملاك الاراضي الذين يضيّق الاحتلال الخناق عليهم بشأن الحصول على
كميات كافية من مياه الري وفي ما يتعلق بالتسويق الافضل للمحصولات الزراعية. فساهم الكثيرون
منهم في توفير الغذاء اللازم للمناطق المحاصرةء من خلال اللجان التموينية» وفي توفير فرص عمل لبعض
من تركوا اعمالهم في المستوطنات, او داخل اسرائيلء او في الادارة المدنية في الضفة والقطاع.
وقام العمّال بدورهمء من خلال الالتزام بالاضرابات العامة والجزئية» سواء الذين يعملون في
الضفة والقطاع, او داخل اسرائيل. وظهر التفاهم كاملاً بين عمّال الضفة والقطاع واصحاب المصانع
والورش الوطنية. وقام العاملون في المستوطنات بانهاء أعمالهم فيها منذ بداية الانتفاضة. كما يلتزم
العاملون داخل اسرائيل بالاضرابات العامة» التزاماً كاملا .
وعلى هذا النحوء يمكن القول انه اذا كان شبان اللاجئين في المخيمات, والشباب عموماً. قد مثّلوا
الطليعة المتقدمة في انطلاقة الانتفاضة, فقد لحقت بهم مختلف الفئات الاجتماعية بسرعة, بدءأً من
الطبقة العاملة وحتى الشرائح العليا للطبقة الوسطى بل والقطاع الاكبر من بقايا الارستقراطية
القديمة.
وهذا الشمول الاجتماعي الذي تتميّز به الانتفاضة واضح.ء ايضاًء على صعيد الأجيال. فلم
تقتصر المشاركة فيها على الصبية والشباب من الجيل الجديد الذي قام بتفجيرهاء وانما شملت,
أيضاً ' الشيوخ والكهولء من ناحية؛ والاطفال من ناحية أخرى. فقد ضمت قوائم الشهداء والجرحى
والمصابين الكثيرين من الشيوخ والكهول فيما بين 6٠ و١٠ عاماً. فقد أدّت الانتفاضة الى تجاوزهم
لحالة الخوف وتأثرهم باقدام الجيل الجديد على المواجهة. ويظهر ذلك من متابعة اعمار
العدد 155ء نيسان ( ابريل ) ١5854 ششْونُ فلعسلزية 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22423 (3 views)