شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 17)
- المحتوى
-
وحيد عبدالمجيد سح
الرقص ومصففي الشعر والمصورين والخياطين والفرق الموسيقية . كما انخفضت مهور الزواج التي
كانت باهظة؛ وغدت أقرب الى ان تكون رمزية. فعلى سبيل المثالء اتفق الاهالي في مدينة نابلس والقرى
والمخيمات المجاورة لها على تخفيض مهور الزواج ج الى ٠٠١ دينار اردنيء بعد ان كان المهر يصل الى
آلف دينارا 7"), وذلك خفضاً للنفقات, لتوجيهها الى المقاومة» من ناحية. وتشجيعاً على الزواج
والانجابء من ناحية أخرى. وفي الوقت عينه, انحسرت ظاهرة الطلاق بشكل غير مسبوق» وتقأّصت
الجرائم» بل واختفت في معظم الاحوال» بعد ان كانت نسبتها عالية الى حد ما قبل الانتفاضة؛ بسبب
عدم اهتمام سلطة 00 بالأمن الداخليء؛ بل وسعيها الى خلق الحزازات والعداءات الصغيرة بين
العائلات. فضلاً عن تأثيرات الاحتكاك بالمجتمع السفلي في اسرائيل.
كما آدّت الانتفاضة 11 تدعيم قيم التضامن الاجتماعي» لتصل الى أرقى تعبير عنها على نحو
يعكس الوحدة المصيرية للشعبء حيث يصبح الشهيد ابن المخيم كله والمدينة جميعها والشعب بأسره»
وكذلك المصاب والمعتقل. ويكاد لا يخلو نداءء من نداءات القيادة الموحدة, من توجيه لزيارة الجرحى
والمعتقلين واسر الشهداءء بل ان نداءات منفصلة خصصت لهذه الفئات وسمّيت باسمائهاء عرفاناً
وتقديراً لأهمية الدور الذي قامت به. ويكاد تشييع الشهيد الى مثواه ان يتحوّل الى مهرجان وطني»
1 والى عرسء تجلجل فيه الاناشيد الوطنية 0 مثل «بالروح» بالدمء نفديك يا شهيد»؛ وديا ام
الشهيد زغردي» .كل الشباب اولادك»(2).
وهكذا يمكن القول ان قيماً ايجابية برت خلال العام الاول للانتفاضة مصاحبة لنمط الحياة
الجديد الذي يتسم بالتضحية التي تفرضها حدّة المواجهة مع الاحتلال. ويذلك تكون الانتفاضة قد
أعادت تشكيل بناء القيّم الاجتماعية في اتجاه خلق الانسان الفلسطيني من جديد» ليس بمعنى انه
كان بعيداً من هذه القيم والاخلاقيات الثورية, وانما بمعنى ترسيخ هذه القيّم؛ من خلال الممارسة
اليومية المتصلة.
نهاية القيادة التقليدية
وهكذا ادّت مشاركة مختلف الفئات الاجتماعية في الانتفاضة الكبرى؛ على هذا النحوء الى تعزيز
مركن ودور النخبة الجديدة المرتبطة بمنظمة التحرير الفلسطينية» والتي تتولّ قيادة الانتفاضة
بالتنسيق مع المنظمة من خلال القيادة الوطنية الموحّدة للانتفاضة. ولذلك, يمكن القولء ان الانتفاضة
تعتبير آخر «محطة» في عملية تحول النفوذ السياسي من النخية التقليدية القديمة («الوجهاء»
واعوا: نهم) الى القيادة الجديدة, بما أدت اليه من استئصال ما بقي لدى هذه النخية من نفوذ. فقد
فقدت القيادات التقليدية آخر قدرة على السيطرة على الاحداث في ظل الانتفاضة:؛ التي خلقت بناء
تنظيمياً جديداً تقوبه القيادات الشابة. سواء القادمة من الاصول الاجتماعية نفسها اومن اصول
اجتماعية مغايرة: وهو البناء الذي استطاع ان يفرض نفسه بديلاً من الادارة الاسرائيلية التي يعمل
معظم القيادات التقليدية في اطارها(؟").
لكن الملاحظ ان قيادة الانتفاضة حرصت على عدم البدء بمعاداة القيادات التقليدية» وانما
سعت. على العكسء الى اجتذابها الى مجرى النضال الوطنيء باستثناء العناصر المعروفة بعمالتها
الصريحة لسلطات الاحتلال. ففي معظم الاحيان» عندما تقوم اللجان الشعبية بعزل مختار القرية
مثلاًء فانها تبقيه رئيساً شرفياً لهاء في الوقت الذي تنتقل السلطة الحقيقية الى هذه اللجان: التي يصير
لها القرار في ما يتعلق بشنؤون الحياة اليومية(''). وحتى عندما يكون مختار القرية معروفاً
11 ُوْونَ فلسطيزية . العدد 197ء نيسان ( أبريل ) ١948 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22428 (3 views)