شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 19)
- المحتوى
-
وحيد عبدالمجيد طح
قراهم: برئّاسة ضباط اسرائيليينء على الرغم من تعرّضهم لقطع المياه عن قراهم(").
والملاحظ ان قيادة الانتفاضة حرصت على ان يكون استخدام العنف موجهاً: بالاساس, الى فئة
العملاء الكبار ويعد استتفاد وسائل الامتناع والضغط المتاحة مع اعطاء فرصة كافية للتوبة. ولم
يستخدم العنف بالنسبة الى العملاء الصغار. الا ضد بعض رموزهم الهامّة, وان كان الغضب
الجماهيري قد أنتج بعض الحوادث التي استخدم فيها العنف ضد بعض العملاء الصغار دون
كما ابدت القيادة قدراً ملحوظاً من التسامح مع بعض العاملين في الادارة المدنية الاسرائيلية
الذين لم يستقيلواء او الذين تراجعوا عن الاستقالة, وخاصة اولئك الذين لم يمكن توفير عمل بديل
لهمء والذين لا يعملون في أجهزة قمعية» او حيوية, للسلطة المحتلة.
اما فئّة العملاء الكبارء فقد تعرّضت اباقع مختلفة من استخدام العنفء مثل القاء الزجاجات
الحارقة.والطعن بالسكاكين وحرق السيارات. كما قامت الفرق الضاربة: احياناً. باعتقال بعض
العملاء للتحقيق معهم حتى يعترفوا بجرمهم ويبدوا استعدادأً للتوبة. فتطوف بهم ارجاء المواقع التي
ينتمون اليها ليعرفهم جميع السكان قبل اخذهم الى المسجدء او الكنيسة, وفقاً لانتمائهم الديني»
لاعلان التوبة. اما الذين يرفضون الاعتراف والتوية؛ على الرغم من ثبوت خيانتهم بشكل قاطع,؛ فيتمٌ
اعدامهم.
كما ان هناك حالات تبدو قليلة لتصفية بعض عناصر فئّة العملاء الكبار في سياق العنف
الجماهيري ودون تخطيط مسبق. وابرز مثال على هذه الحالات ما حدث في بلدة قباطية» في الاول من
آذار (مارس) 154+ عندما أطلق احد العملاء النار على تظاهرة ترفع شعارات تُدينه. فقتل طفلاً في
الرابعة من عمره وأصاب أكثر من عشرة بجراحء» فحاصر الاهالي بيته وقتلوه وعلّقوا جثته على عمود
كهرياء. وكانت هذه احدى الحالات القليلة للاعدام الثوري دون محاكمة.ء تقوم بها احدى اللجان
الشعبية المكلّفة بذلك92').
لكن حتى في هذه الحالات» فالواضح كما يظهر من المثال المذكور ان عملية مواجهة عملاء
الاحتلال تأخذ طايعاً جماهيرياً أكثر من طابع الاغتيال الفردي الذي تدل 1 المتوفرة على ندرته؛
وهذا مؤّشر ايجابي يبشّر بوجود وعي بأهمية عدم المغالاة في هذه العملية, حتى لا تثير نزاعات عائلية,
اى قبلية, أو طائفية يمكن ان تؤثر في الشمولية الاجتماعية للانتفاضة. ولذلك, فلم يقتل سوى ١8
عميلاً فقط خلال الشهور التسعة الاولى للانتفاضة. وفقاً للبيانات المتوفرة. ويعكس ذلك وجود نزعة
للافادة من الخبرات السلبية لثورة العام ١177 الفلسطينية . فخلال تلك الثورة» بدأت عمليات اغتيال
بعض عملاء البريطانيين, لكنها لم تلبث ان اتسعت لتدخل في اطار الفوضىء وتتجه الى تصفية
حسابات غير ميدئية ة احياناً مما أذّى الى اثارة نزاعات اجتماعية عديدة.
ومن هنا أهمية الوعى الذى أبدته قيادة الانتفاضة: خلال عامها الاول» بأبعاد هذه العملية التي
ينبغي الافادة فيها من التجربة الثورية الصينية البالغة الثراء في مجال التعامل مع العملاء. حيث
كانت التصفية قاصرة على الرموز الكبيرة فقط, بعد ان رفع القائد ماو تسي تونغ شعار التثقيف هو
العقوبة «الذي جرت على أساس أوسع عملية اعادة بناء فكري في تاريخ الثورات الوطنية المعاصرة».
حركة تحرر وطني أم ثورة اجتماعية ؟
السؤال الهامٌ الذي تشيره التغيّرات الاجتماعية في الاراضي المحتلة, والتي قادت الى انتقال
18 شْيْين فلسطفهة العدد 1937, نيسان ( ابريل ) 1١945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)