شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 20)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 20)
- المحتوى
-
الشمولية الاجتماعية للانتفاضة...
مركز الثقل من القيادات التقليدية الى قيادات جديدة: معظمها من أصول اجتماعية مختلفة, هى: هل
تعنى هذه التغيّرات تجاوز النضال الفلسطيني: في المرحلة الراهنة, لطابعه, كحركة تحرر وطني»
ليصبح أقرب الى الشورة الاجتماعية ؟ والمعروف ان هذه القضية كانت مطروحة على الساحة
الفلسطينية منذ منتصف الستينات كقضية خلافية, وخاصة بين «فتح», من ناحية: والجبهتين,
الشعبية والديمقراطية: من ناحية أخرى!؛). فقد انطلقت «فتح» من ان الطبيعة الاستيطانية
للاستعمار الصهيوني وحّدت الشعب الفلسطيني في مواجهته. وجعلت الهدف الاول هى تحقيق
الاستقلال الوطنيء بما يعنيه ذلك من عدم جواز اثارة المسألة الاجتماعية قبل تحقيق تحقيق هذا الهدف.
فالشعب الفلسطينيء في مجموعه من وجهة نظر «فتح» متضرر من الاحتلال ويفتقر, في تشتتهء الى
المقوّمات الاساسية لأية ثورة اجتماعية. كما ان صراعه مع العدو هو صرا ع وجودب وبقاء لا صراعاً على
مبدأ اجتماعي بعينه تا الصراع تختفي المعارك الاجتماعية ويلتحم الشعب كله في جبهة
عريضة ضد دولة الاحتلال: وخاصة في ظل غياب التناقضات الاجتماعية الحادة بين فئات الشعب
الفلسطيني التي تجمعها مصلحة موحّدة في مواجهة الاحتلال الذي يضر بها جميعاً. لكن تركيز «فتح»
على أولوية التحرر الوطني لم يحل دون اقرارها بالعلاقة المصلحية التي تربط اسرائيل بالامبريالية
العالمية ويالقوى العربية التي ترتبط مصالحها بها. ومع ذلك؛ فقد ظلّت حريصة على التمييز بين
التناقض الرئيس والثانويء؛ وعلى عدم توسيع معسكر الخصم., كلما كان ذلك ممكناً بما يخدم
مصلحة الثورة.
وبهذا التصور, تمكّنت «فتح» من التواجد بين كل فئات الشعب الفلسطيني دون استثناء.
لكن في مواجهة هذا التصورء برزت اتجاهات يسارية تقوم على رفض الفصل بين النضال
التحرري الوطني والنضال الاجتماعي؛ فأكدت الجبهتان» الشعبية والديمقراطية؛ على ضرورة ان
تواكب الثورة الاجتماعية الثورة الوطنية» وعلى أهمية ان تتولّ الطبقات الثورية (العمال والفلاحون
بالاساس) قيادة مرحلة التحرر الوطنيء وذلك انطلاقاً من تصوّر مؤداه ان النضال الوطني مسألة
صراع طبقي. لكنهما لم تنفيا أهمية دوربقية الفئات الاجتماعية في الثورة, ولم ترفضا صيغة التحالف
او التنسيق في اطار جبهة عريضة معادية للاحتلال: تقوم على برنامج سياسي؛ لا على اتفاق عسكري.
لكن الملاحظ ان التصور الاولء الذي تبئته «فتح», ظل هو السائد في العمل الفلسطيني؛ حيث
تبئاه الميثاق الوطني الفلسطيني العام 1574. في مادته الثامنة: «ان المرحلة التي يعيشها الشعب
الفلسطيني هي مرحلة الكفاح الوطني لتحرير فلسطين. ولذلك: فان التناقضات بين القوى الوطنية
الفلسطينية هي من نوع التناقضات الثانوية التي يجب ان تتوقف لصالح التناقض الاساسي فيما
بين الصهيونية والاستعمار, من جهة: وبين الشعب العربي الفلسطينيء من جهة أخرى. وعلى هذا
الاساسء فان الجماهير الفلسطينية, سواء من كان منها في أرض الوطن أم في المهاجر, تشكلء,
منظمات وافراداً» جبهة وطنية واحدة تعمل لاسترداد فلسطين وتحريرها بالكفاح المسلّح»("').
وقد ظل هذا النهج هو المرشد للنضال الفلسطيني طوال السنوات العشرين الماضية؛ وبقي موجهاً
للانتفاضة؛ أيضاًء على الرغم مما أدت اليه التغيّرات الاجتماعية في الاراضي المحتلة من انهاء دور
القيادة التقليدية القديمة. فالواضح من العرض السابق ان القيادة الجديدة الصاعدة تحرص على
عدم معاداة الزعامات القديمة» بل وتتيح لها فرصاً للتفاعل مع الاوضاع المتغيرة» بل ولم يفتها الحفاظ
لها على نوع من الوجاهة. لكن الفخرية لا الفعلية. وهذا ما يفسرء أيضاً: محدودية العنف
العدد ,١197 نيسان ( ابريل ) 1145 لدُهُون طعطزية 18 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)