شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 33)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 33)
- المحتوى
-
د. نيبيل حيدري
لم تكن القاهرة لتنتظر «انصافا» لاستراتيجية الاحتواء التي تعتمدها بثبات. صحيح ان
الظروف تغيّرت كذلك النهجء كما الرجال في القاهرة, لكن الصحيح, أيضاً. وأكثرء ان الطرف العربي
الآخر (سوري يا) لم يحسن استخدام استراتيجية الاحتواء هذه» بل وظفها للاساءة الى !ا
مستحسناً عزلتها العربية: بل ولف هذه العزلة لمصلحة اسرائيل.
ولعلّ المنطقة التوفيقية المتوسطة بين الفهمين, المصري والسوريء اسلوب التسوية نفسه: اذا
كان صحيحاً وما زال قائماًء فان نمط التسوية المتمثلة في اتفاقيتي كامب ديفيد قد سبق القيادة
المصرية الحالية» وان بادرت: أيضاًء الى اتخاذ موقف صريح منه, حين اعلن مبارك: في الخريف الماضي»
«ان صيغة كامب ديفيد قد ماتت وانتهت الى الابد». فعلى الرغم من حدة اللهجة لاعلان النوايا
المتوجهة بالخطاب اليسمي نحو القاهرة؛ تتفق النوايا السورية مع نوايا القيادة المصرية حالياً. سواء
في نعي هاتين الاتفاقيتين للعالم العربي؛ أم في اصرار القاهرة على صيغة للحل في اطار مؤتمر دولي
يحضره فرقاء النزاع: عت فيهم م.ت.ف. كذلك بادرت القيادة المصرية الى اعلان نواياهاء مرة أخرى,
حين دعا مبارك؛ مع الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران» الى تشكيل لجنة تحضيرية تتولّى الاعداد
تمر الدولي.
واذا ما كانت مصرء خلال هذه الفترة. تحت دائرة الاختبار. فقد نجحت القاهرة في الامتحان
الذي خاضته وهي مكبّلة بمعاهدة صعبة مع العدى. وفي أكثر من مناسبة, امتنعت القاهرة عن اطلاق
العنان لمسيرة تطبيع العلاقات مع تل أبيب. وافلح مبارك: ايضاً؛ في الاحتفاظ بمكاسب السلام مع
العدو. ولم يفرّط بمحاسن التقارب المتواصل مع العرب» حين امتنع عن زيارة اسرائيل بربط ما بين هذه
وبين صدور نوايا معلنة عن الحكومة الاسرائيلية تتيح في المجال فرصة التفاؤل بامكان حدوث «تسوية
متوازنة».
وتواصل اعلان النوايا المصري مرحلة متقدمة في الالتزام العربي» حين اعترفت القاهرة بالدولة
الفلسطينية غداة الاعلان عنها ولدى اند لاع معركة «التأشيرة» الخاصة بعرفات». وقفت القاهرة موقفاً
اثار انتياه عواصم عربية تحفظت» ف الماضي» من الاعتراف بأن مصر تسير على الدرب العربي . أكثر
من ذلك, باتت القاهرة تمدّل طرفاً أساسياً في مثلثي المبادرة السوفياتية - الفرنسية والفرنسية -
المصرية؛ وكلاهما يشكّلان منطلق المؤتمر الدولي؛ ثم انها نشطت في ارساء اسس الحوار بين المنظمة
وواشنطن,ء بينما استضافت حواراً آخر بين 5-0 السوفياتي واسرائيل.
وبالطبع» لم يلق هذا النشاط المصري المستجد صدى ايجابياً. على الاطلاق: في ل
الاميركية: بل ان بينها من تحدث, جهاراًء عن ضرورة «اعادة مصر الى مكانها»؛ أي محاولة منعها من
لعب دور عربي تسعى اليه بحماس. وقد يكون لهذا النشاط المصري علاقة بامور يمكن لمسها في
واشنطن هذه الايام» منها تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية على مصر؛ فواشنطن لا تريد اعادة
جدولة الديون المصرية» بينما القاهرة في وضع مالي حرج للغاية؛ وتسريب ا معلومات» مؤخراًء عن قيام
مصر بانتاج الاسلحة الكيميائية يدخل» أيضاً. في سياق الضغط على القيادة المصرية؛ وريما تجد
القاهرة في هذه الضغوط مبرراً كافياً لفرملة توجهها نحو العرب؛ فلطالما قيل ان مشكلة هذه القيادة
انها «عقلانية أكثر مما يجب». والتاريخ ليس معملاً محايداً ل «المخططات العقلانية». كما ان تلاحق
الضغوط الاميركية قد لا يكون متوائماً مع اسلويها التدريجي. خصوصاً وانها أتت متزامنة مع
تصعيد عمّان لحملتها الدبلوماسية التوفيقية: الداعية الى الانتظار لاتاحة مزيد من الوقت
يفن يون فلسعطفية العدد 151١ء نيسان ( ابريل ) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)