شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 49)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 49)
- المحتوى
-
محمد خالد الازهري
عنها في أي يوم.
" - طوال عقد الخمسينات» على وجه التقريب. لم تسيطر فكرة الكيان الفلسطيني 0
الذهن الفلسطيني على النحو القائم الآن: سواء أحدث ذلك نزول عند واقع تفجر الآمال الوحدوية في
ذلك العقد أو نزولا عند الشعور بالضعف والتشرذم» أو عدم وضوح رغبة عربية في احياء ذلك الكيان.
وعوضاً عن ذلكء يمكن تلمّس سيادة شعور فلسطيني بأهمية العمل العربي» كسبيل الى تحقيق
الاهدافء الى جانب شعور بأهمية العمل الفلسطيني المرتيط بالفعل العربي العام: في مواجهة واقع
ما بعد النكبة. ويمناسبة الاعداد للوحدة المصرية - السورية, انتعشت الآمال الفلسطينية في عمل
مثمر على الصعيد الكياني. ففي /١١/7١ 11017 قرّرت الهيئة العربية العلياء برئاسة المفتي أمين
الحسيني ,ولتي ل تتبن دوا قد انتهى, المطالبة باعتبار فلسطين, بحدودها الطبيعية فريقاً في
الاتحاد المزمع بين مصر وسوريا. وأبرقت الهيئة بطلبها الى الرئيسين: المصري جمال عبد الناصر
والسوري شكري القوتلي. ثم كرّرت الهيئة طلبها المذكور عقب اعلان قيام الوحدة» في شباط ( فبراير )
.5 غير انها لم تتلق ردَّأً يلتزم بشيء تجاه مطالبها("'). وقد فعل محمد عزة دروزة - الشخصية
الفلسطينية البارزة الشيء ذاته, حين أرسل الى جمال عبد الناصر, في 9” / 7/ :١155/ يلفت نظره الى
امكانية انشاء «جهاز خاص للشؤون الفلسطينية: يمكن ان يأخذ شكل وزارة:» او ادارة خاصة:, تابعة
لرئاسة دولة الوحدةء يعهد اليها بشؤون الفلسطينيين في سوريا وقطاع غزةء في كافة المجالات»("1).
وفي آذار (مارس) ,١151055 اتخذ دروزة اتجاهاً آخر حين رأى ان خير وسيلة لابراز الكيان
الفلسطيني هو قيام «جمهورية فلسطينية في قطاع غزة» تستند الى مقررات مؤتمر غزة المتخذة في
الاول من تشرين الاول ( اكتوير) 1148.ء بحيث تتحول حكومة عموم فلسطين الى «الجمهورية
العربية لعموم فلسطين». ورأى ان مصر هي الجديرة بالمبادرة لتحقيق هذا الهدف بصفتها القيّمة على
القطاع( "). كما دعا التيار الشيوعي في قطاع غزة؛ في مقالة لاحد أعضاء الحزب ( معين بسيسو )2
في صحيفة «الاهرام» القاهرية, الى قيام جمهورية فلسطينية منذ العام 157.
ومن المتوقع ان الافكار المذكورة كانت تدور في خلد قطاع واسع من الفلسطينيين» بعد قيام
الوحدة الحصرية السورية التي أنعشت آمالهم. وبخاصة عندما شبجّعت مصر قيام أول «مجلس
تشريعي » ٠ ومجلس تنفيذي» في قطاع غزةء وأعلنت «دسلتوعا » للقطاع في العام ,١55/ وهو ما تواكب
وقيام أول تنظيم متماسك في القطاع عرف ب «الاتحاد القومي الفلسطيني». على غرار الاتحاد القومي
العربي في اقليمي الوحدة, وذلك اثر مشاورات بين كمال رفعت ( من الضباط الاحرار ) وشخصيات
فلسطينية بارزة في القاهرة(١") . والواقع» انه لم يكن من المستحيل, فيما لو خلصت النوايا على
الصعيد العربيء النفخ في روح حكومة عموم فلسطين . ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث في ضوء الرفض
الاردني لهذه الحكومة باستمرار, والرغبة العربية. الدائمة ة في ابقائها شكلاً بلا مضمون. فحينما
أوصت لجنة خيراء من الجامعة العربية» في حزيران ( يونيى) ١191١ء بأنه «بدلًا من انشاء كيان
فلسطيني حديث, على الجامعة العربية ان تدعم حكومة عموم فلسطين, مادياً وسياسياً». رفضت
الاردن تلك الصيفة, الامر الذي جِمّدها. ومعلوم ان الاجماع هو شرط أساسي لمرور التوصيات
والقرارات في الجامعة العربية. وقد تكرّر الامر في تموز ( يوليو ) :١1577 عندما عارضت الاردن
توصية لجنة الخبراء بالدعوة الى تشجيع قيام جبهة وطنية لقيادة الشعب الفلسطيني7؟").
“ من ناحية أخرىء أفرد ميشاق الجامعة العريية لفلسطين ملحقاً خاصاًء معتبراً ان
4 هون فلسطفية العدد 157.ء نيسان ( ابريل ) 1١949 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)