شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 57)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 57)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري
الفلسطينية, لكي يؤكد هذا الفهم. فلا مجالء بعد ذلك للتحدث عن مناورة أردنية معيّنة في ما يتعلق
بقراراتها الخاصة بفك الارتباط بالضفة الفلسطينية.
خائمة
السؤال الذي يُطرح الآن هو كيف يمكن تقويم مسار العلاقات الاردنية الفلسطينية في مختلف
مراحلها ؟
وفي معرض الاجابة عنه؛ لعل أول ما يلاحظه المرء هو ان هذه العلاقات لم تنش في سياق طبيعي
بين كيانين راسخين؛ وان ثمّة محددات خارجية وباخلية فرضت ذاتها على المسارء فجعلته يراوح بين
صعود وهبوط. وجعلت طابعه العام هو التعامل من منطلق الشك وعدم الثقة؛ ويعيداً من الثقة والوئام
في معظم المراحل.
© بالنسبة الى المحدّدات الخارجية؛ وهي في حالتنا لها الاسبقية, يمكن الوقوف, بسهولة, عند
اشر العامل الاستعماري (البريطاني أساساً)ء ثم العامل الصصهيوني, » ومسار الصراع العربي -
الصهيوني بصفة عامة. فالعامل الاستعماري فرض عنصر الفرقة بين الاردن وفلسطينء متجاوزا
حقائق الجغرافيا والتاريخ والديمغرافيا. والعامل الصهيوني قاد الى ترسيخ الفرقة والشقاق وأحال
أجواء المنطقة الحاوية لفلسطين والاردن الى منطقة صراع ضروسء بكل ما حمله هذا الصراع من
سلبيات على المنطقة. اما المحدّدات الداخلية: فتمذّلت في انه؛ بمرور الوقتء تكرّست مصالح للعنصر
الاردني والعنصر الفلسطيني. فالعنصر الاردني: وفي ظل منطق القطرية الذي يحكم العلاقات العربية
عموماًء منذ الحرب العالمية الاولى. حرص على الحفاظ على شخصيته وتوطيد معالمها الجغرافية
والسياسية والسكانية ؛ وفي المقابل» كان على الجانب الفلسطيني» وبحكم المنطق الحاكم ذاته (القطرية
العربية), وبحكم رغبة الخصوم (الصهيوني أساساً) في افنائه جغرافياً وسياسياً وسكانياً. ان يسعى
الى الحفاظ على الذات؛ في رد فعل لما يدور من حوله . ومن هنا برزت مصالح للطرفين في اطار المصلحة
العربية العامة؛ في اطار مواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني.
لقد تفاعلت هذه المحددات بشكل مذهل. فالاستعمار أوجد الفرقة وغرس بذور الصراع في المنطقة
ووضع وثائقهماء ' ورتّب ما يتعلق بهما في ضوء مصالحه. ثم جاء مسار الصراع العربي - الصهيوني
لكي يوطد ويعمّق عنصر الفرقة؛ او التجزئة» ويعرّز الرغبة في الحفاظ على المصالح الذاتية. والملاحظ
ان مرور الزمن (عنصر الوقت) لم يخقّف من وطأة هذين المحددين» أي اثر العامل الاستعماء.ي واثر
مسار الصراع على العلاقات الاردنية الفلسطينية. وهنا يبرز سؤال تصعب الاجابة عنه في الوقت
الحاضرء ويتعلق بالصورة التي كان يمكن ان تكون عليها هذه العلاقات. فيما لو لم يقدّر لهذين
العاملين (المحدّدين) ان يتدخلا في المسيرة التاريخية للمشرق العربي ؟
وفي الوقت الحاضرء وفي الاجل المنظور مستقبلاً, من الملاحظء تماماًء ان الطرف الاردنى: وكما
هو معلن من خلال سلوكه؛ يراقب مسار القضية الفلسطينية في اطار اهتمامه بمسار الصراع العربي
- الصهيونيء وهو يولي عناية فائقة. في هذا الاطار. للمخاوف التي يثيرها المشروع الصهيوني
وطموحات اسرائيل التوسعية على وجوده الذاتيء وفي الوقت عينه؛ فان الاردن لا يغفل تطور العامل
الفلسطيني. ١
ومن المتوقع ان تواجه محاولة تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة على أرض الواقع بمعارضة
03 شين فلصطفية العدد :١155 نيسان ( ابريل ) 19144 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)