شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 73)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 73)
- المحتوى
-
طلعت أحمد مسلّم سب
الدفاع المشترك في دور انعقاده التاسع (غير الاعتيادي) من السابع الى العاشر من كانون الاول
( ديسمبر) 1517 في مقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية, وما شملته من قرار بشأن دعم
الجبهة الاردنية» أي ان اجهزة الجامعة كانت توفّرت لديها الخبرة بما يكفي للتخطيط لمشاركة
الجيوش العربية في الصراع المسلّح.
وبمراجعة توصيات الامين العام المساعد العسكري الى الدورة الثانية عشرة العادية, في تشرين
الثاني ( نوفمبر) 141١ نجد, اولاً؛ انه قد اعتبر الجبهة الاردنية مؤهلة للاشتراك في القتال؛ في حين
انها حتى العام 191. لم تكن مستعدة لذلك؛ وان الرئيس المصريء الساداتء في ذلك الوقت, كان
يوافق على عدم اشتراك هذه الجبهة(*"). وانه ركز على التخطيط للدعم لقوات جوية لم تكن متيسرة,
مثل طائرات لايتننغ السعودية واف ٠ المغربية» وتجاهل وجود قوات دعم فعلية على الجبهة. ولم
يتصؤر الامكانات الحقيقية للدعم بالقوات البرية من السعودية وليبيا والجزائر والمغرب والكويت
وتونس, والقوات الفلسطينية. وقد تكرر هذا الخطاء ولكن بدرجة أقلء في قرارات مجلس الدفاع
المشتركء في الدورة الثالثة عشرة العادية: في ,١1417//١/7 حيث كان التخطيط للمساهمة بالقوات
الجوية أكثر من طاقة كل من العراق والسعودية والكويت والجزائر والمغرب» في حين ان تخطيطه
لمساهمة القوات البرية كان أقل من قدرات كل من العراق والسعودبية والكويت وليبيا والجزائر والمغرب
وتونس والثورة الفلسطينية. ولا يتحمل الامين العام مسؤولية هذا الخطأ وحده. حيث ان مجلس
الدفاع المشترك كان يضم وزراء خارجية ودفاع الدول التي وافقت على القرار؛ وليس هناك تفسير
رسمي لهذا التناقض؛ لذاء فانه يمكن استنتاج ان الاختلاف ناتج عن احد السببين التاليين» أو
كليهما هو الاغلب:
الأول: ان وزراء الدفاع للدول العربية يخشون كشف نقاط الضعف الموجودة في قواتهم, اما
خجلاً, وامّا خشية طمع الدول العربية المجاورة في استغلالهاء وامّا خوفاً من تسرّب المعلومات من طريق
بعض أعضاء المجلس الى قوى أجنبية . وكل هذه الاحتمالات غير مقبولة؛ اذ انها تنفي فكرة الدفاع
المشترك اصلاً. وتخلع عن القرارات ثوب الجدية.
الثاني: ان وزراء دفاع الدول العربية ورؤساءهم يعملون على تخفيض التزاماتهم بالاشتراك في
الحرب حتى لا يقعون في حرج عند الضرورة؛ معتمدين على انهم يستطيعونء في اثناء ادارة الصراع
المسلّح, ان يقدّموا امكاناتهم الحقيقية, وعندئذٍ يبدون على انهم اوفوا بالتزاماتهمء او زادوا عليهاء
بدلاً من ان يتهموا بالتقصير في تنفيذ التزاماتهم . واذا كان هذا الاسلوب ممكناً في ادارة العلاقات
الدبلوماسية» فانه» بالقطع, غير مناسب للتخطيط لصراع مسلّح, خاصة وان قرار مجلس الدفاع ذاته
في الدورة ذاتها ينص في ما يخص العمل المشترك. على «حشد جميع الامكانات العربية كفالة لقومية
المعركة وفاعليتهاء وان تؤدي كل دولة اداء تاماً دورها المحدّد» في دقة ووضوحء سياسياً واقتصادياً
وعسكرياً. حسب الاتفاق عليه( ؛) . ولاشك في ان ما شمله قرار المجلس من قوات كان أقل بكثير من
امكانات الدول العربية حينذاكء بدليل الحجم الذي تم اشتراكه فعلاً. واذا وضعنا في الاعتبار ان
الزمن لم يسمح للقوات بأن تصل في الوقت لفان عدن سا انه كان من الممكن اشراك
حجم أكبر من القواتء لو ان الصراع المسلّح قد استمر فترة أطول.
ويبدى ان هناك سبباً آخر لاختلاف التخطيط عن التنفيذ وهى ان القادة العرب لم يكونوا واثقين
من جدّية قرار الحرب والاتجاه اليها.
0 هون فلعطفية العدد :.١151 نيسان ( ابريل ) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)