شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 110)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 110)
- المحتوى
-
سل شيزاف؛ موت البدوي الحقيقي الأخير
جيد. حقيقى. ثمة فخر في القبض عليه. ولا طريقة أاخرى لاصطيادة» (ص .)١
راماد هو صلة الحاضر ما بين الماضي والمستقبل. هذه العلاقة بين الازمان هي التي تشكلٌ جوهر شخصية
رامان المؤ, 53 . ورأيه في أبيه, موسى عليء رأي حاد: 0 .باع بدويتة» (ص 0 . واأضاف: «أحياناء ارى به
بدويّاً حقيقياً. فقط عندما يخرج لمصافحة الناس من المستوطنة ارى انه لهم, وليس لي. لأنه. لأجل الصداقة
والراحة. ضحى بحرية الصحراء» (ص .)١15
فتهمة موسى. علي ببيع بداوته هي برهان على حفاظ ابنه راماد على بداوته. والمحك كما يبدو على طول
صفحات الرواية بالنسية الى راماد هى قدرة البدوي على محافظته على تراثه وعلى نقاء بداوته : «الآن يريدون
ان يأخذوا النتر مني نيبا . هذه حرب الآن . ولا يمكن انٍ لا ينتصر الجمل والنمر والولد واذا ايضاً علانه أذاما
هى ميزان العدل؛ ولا يمكن ار عجقل اليهود الى الصحراء هذا الميزان ويغتره . لذاء نرى ان شخصية راماد
هي شخصية رومانسية تعيش في حلم البداوة القديم» وهي تمثل اللاوعي والمثاليات ومركز شد عصب الرواية.
فلولا هذه الشخصية لبدت احداث الرواية باهتة. وحتى اللحظة الاخيرة, يظل راماد محتفظاً ببداوته واصالته
وتراثه - على نحو رومانسي - وهو يقود عائلته وجماله معه؛ الاسطورة تسير مبتعدة من الفساد والملاحقة, لكن
الطوفان يأتى ويغطى رامادء وتبقى الصحراء كما هى.
يونتان ؛ محاصرة راماد
يونتان شاب متحمّس احضره يغئال الى الصحراء. وهو يقوم بالحفاظ على القانون في مجال عمله: الحفاظ
على الطبيعة. حين يعلم بأن راماد ما زال يرعى ويربّي الجمال؛ يحاول مصادرة حرية راماد. فيونتان يعرف اشياء
كثيرة: «اخبرني موسى عليء البدوي, بأنه يوجد نبع لا يعرفه احدء عدا البدى. موسى علي وعائلته هم آخر البدو
هنا» (ض ١؟). ولا يخفي هذا الشاب حقيقة نفوره من العرب» فيقول: «اناء بالاساس, رجل ميد ان ولست رجل
كتب. رجل روائع, آشارات:» ماء؛ اعقاب حيوانات وبشر. البشر أحبّهم اقل. بالذات المتنزهين والبدو. ينزع
المتنزهون للضياع: ويظهر البدو دائماً في اماكن ممنوع دخولهاء مثل هذا التيس [المقصود راماد]. ليتركوا
الطبيعة لمن هو مسؤول عنها؛ عندئذء يمكن حراستها بهدوء» (ص 7”). راماد يريد ان يعيش حياته البدوية
بحرية» لكن الحرية مع مجيء اليهود - وأسرة حماية الطبيعة صارت محدّدة ونسبية. لذاء بدت المواجهة بين
راماد ويونتان مؤكدة. 7
موسى علي؛ التارجح بين عللين
شخصية موببسى علي شخصية مركزية ف الرواية . وأبنه راماد: الذي ولد له قِ نزوة من امراة (نمرة) لم
يتزوجها » يشكل القطب الاساسي الذي تدور حوله حياته . فهو يعتبر راماد «ولدي الوحيد الحقيقي . ريما لم يكن
ولدي بتاتاً ٠ مثلما ان اسحق هو ابو اليهود والنصارى ونحن ايضاً ٠ ولد ولد مثل يسوع » من الله وأمرأة . الآن
دورة» (ص .)3١ . فموسى علي ينتظر مقدم يونتان عدو ابنه: «واناء الآن؛ بدوي يهود . انتظر عدو ابني, الذي
سيأتي للاستفسار عن تفاصيلء ليبادر الى حربه. سأنكر. لا اعرف احداً. ساستغرب كثيراً» (ص .)5١
فراماد بالنسبة الى موسى علي؛ هو استمرار عنصر البداوة في الصحراء. ومطاردته تعني مطاردة البدوى
ويهجس موسى .علي بما يقلقه: «زمن طويل وانا انتظرء'حتى منذ ايام الاتراك: ومنذ ايام الانجلين: والآن في ايام
اليهوب. على الرغم من ان الوضع لم يكن معقداً مثل اليوم» تعامل الاتراك والانجليز معنا مثل غبار الريح: وثمة
لاشيء تستطيع فعله ضد الغبار. لكن يلزم عند اليهود ان تكون كل ذرة في مكانها» (ص 79). ومع أن نبرة
التنميط والقولبة عالية في هذه الفقرة» الا انها توحي بحقيقة العالم المتغيّر الذي يعيش فيه البدى الآن: «لا مزيد
من البدو في البلاد. حتى انهم لا يشعرون البدى بكيف جمعوا الريح والغبار وحوّلوهما الى طين جامد»
(ص7”7). والبدويء.بكل ما يحمله من حب للصحراء والحرية, يظهر في اعتراف موسى علي: «وفجأة: أَُخِدْتُ
العدد ١153 نيسان (. ابريل ) ١189 لَشُهُونُ فلصطلزية 1١8 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10630 (4 views)