شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 114)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 193 (ص 114)
- المحتوى
-
شيزاف؛ موت البدوي الحقيقي الأخير
شيزاف مشكلة حمل الفتاة والولد (عواد) والشخص المعطي اسمه لعواد وتعيين رفائيل رئيساً للدير؛ كل ذلك يتم
في سبيل الحبكة والاثارة. والأنكى من ذلك هو انه يتمّ على حساب البدوي العربي الذي يحافظ على شرفه وعرضه
حتى الاستماتة!
وهكذاء اصبح عوّاد كبيراً؛ وصار يتعلم في مدربسة يهود ؛ وتزوّجت جميلة صالح الختيار؛ وظهر لنا فردج انه
جاسوس عند النصارى واليهود (ص .)١١١ وحاول النقيب اسماعيلء الذي يشتغل في المخابرات المصرية» ان
يستغل ما يعرفه فردج عن الدير, وما ومن فيه . وخاصة عن رفائيل.
هنا يبلغ التنميط والقولبة ذروتهما. فبعد تحقيق قصير مع فردج» يسمح النقيب اسماعيل له بالعودة من
حيث اتى. وعلى طريق العودة, يفكر فردج على النحو التالي: «انهم لا يحبوننا [المقصوب المصريين]: انهم يخافون؛
لأننا لسنا اسلاما مثلهم؛ ولأننا نحن بدو ولنا احترام الجبال خاصتنا واحترام مصيدة النمور؛ ولاننا تتديّرنا
الامور جيداً مع الاسرائيليين» (ص .)١١١ ان الشرخ الذي يفتعله شيزاف في فكر فردج. ما هو الآ الدليل
الصارخ على شكل التنميط والقولبة في روايتيه.
وتبدو ثعلبية فردج واضحة؛ء حين يعترف بأن «لرفائيل سذاجته الخاصة به. لقد رأى العالم واتى إلى هنا
ليسقط في كل مصيدة ينصبها له كل واحدء انا وجميلة وعوّاد واسماعيل» (ص .)١١١ ويغمز الكاتب شيزاف -
على لسان فردج ثانية الى الانتفاخ والغرور الاسرائيلي والاجواء العسكرية السائدة في البلاد: «لان الاسرائيليين
يعرفون ان ينتصروا في الحروب فقطء وفي السلام هم خسروا وعادوا الى تل ابيب وايلات وعاد المصريون» (ص
,.)١336
وفي النهاية, كموازاة مع القصة السابقة «نمر في الجبال». يعتبر فردج نفسه, هوالآخرء صيّاداً : «لأني اناء
ايضاًء اصطدت رفائيل مع جميلة ليعطوني عوّادا» (ص .)١55
عوديد
نطلا
الصحراء.: بالنسية الى عوديد , مغامرة ونزهة . فهويستغرب وضع ما بعد كامب ديفيد : «كل شيء كان بسيطا
جداً في هذه الجيال قبل ان يحضر السلام. بعض رجال ذوي رؤيا. سلام أعدٌ لتسهيل العلاقات. الحرب بالذات
اكثر سهولة: يوجد عدو ويوجد صديق. يوجد محبٌ ويوجد كاره. والآن: مع هذا السلام, اذهب واعرف من ضد
من ولماذا ؟» (ص .)١15! ولأن عوديد اطلع على حقيقة الحياة في الصحراءء فهو يعرف انه «هكذا في الصحراء.
ما من شيء ثابت: عدا الصخور والينابيع والجبال» (ص .)١١١ وما التغيير الجاري في الصحراءء بالنسبة الى
عوبيد » سوى تغيير شكلي؛ فهو يستطيع ان يتنرّه» وان يرى اصدقاءه؛ على الرغم من ان المخابرات المصرية تنتشر
هناك.
عواد
اما فردج وعواد قانهما يكنان كراهية للنقيب اسماعيلء الذي يطاردهما ويسألهما عن رفائيل: ويحبط
مسعى فردج الى تهريب حفيده عواد الى داخل اسرائيل ؛ ليصبح طيّاراً هناك. والنقيب اسماعيل يبحث عن حجر
ذي اشارات. وكل مطارداته تبوء بالفشل؛ اذ يُرمى الحجر في بحر ايلات. شخصية النقيب اسماعيل تبدو
مضحكة, وحتى هزلية ؛ امّا الشخصيات العربية البدوية الاخرىء فانها تنمّط وتقولب غاية التقولب؛ ففردج يطمح
لآن يكبر حفيده؛ وان يصير طيّاراً في سلاح الجو الاسرائيليء لكن النقيب ام را دائماً . ورفائيل بيدو
مشغولًا بعالمه الداخلي: وبكل ما حدث قبل ان يأتي الى هنا.
عن أبعاد حضور العربي في الروايتين
يرى مناحيم بيري (غلاف الكتاب) انه يمكن قراءة الروايتين كقسمين مقلويين. ومع ان التداخل كان بارزاً
بين احداث الروايتين, الآ اننا رأينا انه يجدر قراءة كل رواية على حدة. ففي القسم الاول - حسب تقسيم
العدد 197: نيسان ( ابريل ) 1189 لَمْهُونُ فلسطلفية ؟* 1١1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 193
- تاريخ
- أبريل ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10630 (4 views)