شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 6)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 6)
المحتوى
ب الانتفاضة في إطارها الاستراتيجي
كيف سيكون الحسم.
وحتى نضع الامر في نصابه, نعود الى استراتيجية الفقير في الانتفاضة؛ والتي جوهرها الحركة
الدائمة, في كل مكان وكل زمان» حتى يضطر العدى الى ان يكون موجود ا د اثماًء في كل مكان وكل زمان .
هذا هو عامل الديمومة الذي أشرنا اليه» وفيه تتفتّح شرايين استنزاف العدو وتهدر طاقاته. ولقد أثبتت
وقائع ثورات التحرير الوطني ان الجبروت وقواته المسلّحة هي التي تتعب وتنهك في نهاية المطاف؛ وان
التصر سيكون لمن صبر وصابر. وجعل الصراع ضد العدرٌ سجالاً لا تهدا الحركة فيه دون حساب
الخسائر والارباح. تلك هي استراتيجية الفقي, في مواجهة استراتيجية الجبروت.
ان مخرجات الصراع بين استراتيجية الفقير أي الانتفاضة؛ وبين استراتيجية الجبروت» أي
قرة الاحتلال الاسرائيي. يصعب تحديدها بالحسم في مواضع المواجهة, وانما هي نسيج عناصر
معقّدة عدّة, أولها ذلك السجال في ساحات الصراع التي حددتها الانتفاضة في مرحلتها الراهنة,
وثانيها التنظيم الشعبي الذي يغذَّي السجال بالاطارات المناضلة المنضبطة, وثالثها التعبئة المادية
التي تمدّ الانتفاضة بنسغ الحياة اليومية حتى تعيش لتقاتل؛ ورابعها القيادة التي لا تغيب عن
الهدف ولا تفيّهء والقادرة على التعامل مع ميزان القوى في كل زمان ومكان.
وحتى تدوم الانتفاضة فاعلة الى يوم بلوغها هدفهاء لا بدٌ لها من ان تحقق مبدأ الكفاية الذاتية,
ويخاصة في المواد الاولية. ويستند هذا المبدأ الى ما تتمتع به أية حركة نضال شعبية من ابداع
وقدرات خلاقة منتجة؛ فتودّر لنفسها عوامل الديمومة» ويخاصة في حالة ضمور العلاقة مع الخارج؛
ونقص الوارداتء وشم شرايين الاتصال والامداد والتموين.
وعلى هذاء لا مندوحة من ان توقّر القيادات المسؤولة للانتفاضة عامل المناعة ضمد الزوال. فان
تطلّبت الظروف الاتكماش والضمورء حتى الغياب الموقت» فان عوامل الانطلاق ثانية ينبغي ان تكون
كامنة متحفزة. 0
ومن عوامل الديمومة ان تكون لدى قيادة الانتفاضة رؤية ادراكية للذات؛ ولقدرات الذات؛ ونا
ليست الذات قادرة عليه؛ وللعدى وقدراته, وما هو ليس بقادر عليه وللقدرات العربية؛ والعالم
ومعطياته. ويخاصة ميزان القوى, فهو الاساسء وهى المعيار وهى الذي يقدّم ويؤخْر» ويطوي وينشئ
والهدف, دائماًء هو تغيير هذا الميزان, حتى تشال كفة العدى شيئاً فشيئاء وترجح كفة الانتفاضة,
ان المنهل الث الذي تستمد منه الانتفاضة طاقتها على الديمومة يتجِسّد في ارادة رفض
الاحتلال, وفي تجارب المقاومة على مدى عقدين ونيّف من السنينء التي أفرزت بنى تنظيمية د اخلية؛
حاولت اسرائيل مراراً» اكتشافها وتحطيمها. كما تستمد الانتفاضة استمراريتها من النسيج البشري
الذي يكوّنها؛ فقد انتقل جسم النضال من الفئات الوسطى الى الفئات الشعبية؛ ومن جيل الكهول الى
جيل الشباب.
وهذا الانتقال في جسم النضال وفّر للانتفاضة عامل الجدية والاستمرارية. فجيل الشباب» وقد
حاصرته ظروف الاحتلال والطرد والسجن والاعتقال والقتل لم يعد له ما يقعله سوى البطالة ومحنتها
ونتاكجها. وقد أدَى ذلكء كلّهء الى ان يصبح هذا الجيل؛ الذي ولد في ظل الاحتلال: وشكل أكثر من
‎٠‏ بالمثة من فلسطينيي الارض ال محتلة, متفرغاً للانتفاضة: مهما طال زمنها واشتدت معاناتها.
العدد 6 15. آيان ( مايىو) 1184 نشْيُين فلسطيزية 0
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)