شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 7)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 7)
المحتوى
د. هيثم الكيلاني سب
فليس عنده ما يفقده تجاه الاحتلال؛ بعد ان سلبه هذا الاحتلال أرضه: ووطنه؛ وعمله, ومستقبله.
غير أن هذا التركيز الذي نسوقه على استمرارية الانتفاضة لا يعني اننا ازاء خاصّية حتميّة لا
انتكاس لها. ذلك إن عوامل الانقطاع في مسيرة الانتفاضة موجودة وكامنة, بعضها ذاتي» وبعضها
الآخر موضوعي. وقسم منها نحن مصدرهء وقسم ثان يأتي من العدو. وما تقدمه خارطة الانتفاضة,
في هذا اليوم, تجعل الغلبة لعوامل الديمومة على عوامل الانقطاعء أو الغياب.
ويمكن القول أن الانتفاضة تستطيع بلوغ غايتها عندما يتم في سياق استمراريتها انجاز
عمليتين:
الاولى: هي شل جهاز القمع الاسرائيلي في الارض المحتلة» بحيث يغدى القمع غير مجديء ويغدى
استنفاد طاقة الانتفاضة خارج اطار قدرة العدو.
والثانية: هي شرخ القيادة السياسية العسكرية الحاكمة في اسرائيل؛ وانضاج أزمتها الى الحدّ
الذي يصبح فيه تجاوز الازمة مشروطاً بالتسليم بمطالب الانتفاضة.
واذا ما أردنا أن نرصد الخطوط البيانية للمتغيّرات الظاهرةء اليوم» على الساحتين, الفلسطينية
والعربية, والساحات الاسرائيلية والاميركية والدولية» فاننا واجدون أن العمليتين اللتين أشرنا اليهما
لم تبلغاء بعدء غاياتهماء وان كانت المسيرة نحى تلك الغايات ناشطة وواضحة.
قشل جهاز القمع لا يزال غاية بعيدة: ذلك أن اسرائيل لا تزال تتجمّل تجميد شطر هام من
جيشها في ساحة الانتفاضة. غير ان صدمة نفسانية أخذت تهنّ بعض قادة الجيش وجنوده من
القوات الاحتياطية. وأجهزة الاعلام الاسرائيلية صوّرت ملامح من تلك الصدمة.
وتجدى الاشارة؛ هناء الى ان هذه الظاهرة, مع ضرورة أخذها بالاعتبار, لا يجوز أخذها قاعدة,
او تعميمها كمُسلّمة. ذلك ان الواقع اليومي الذي تشهده الارض المحتلة يقدّم فيضاً غنياً من الوقائع
والأدلة التي تثبت وحشية الجيش الاسرائيلي ولاانسانيّته.
فاذا انتقلناء الآن» الى العملية الثانية» وهي شرخ القيادة السياسية العسكرية واتضاج أزمتهاء
نجد ان أقصى ما بلغته تلك القيادة؛ على درب التسوية؛ لا يتجاوز دائرة الحكم الذاتي؛ وما يزيّن تلك
الدائرة من اضافات وتمويهات.
التورة الفريدة
تكاد الثورة الفلسطينية تكون فريدة في نوعها بين ثورات التحرّر الوطني في التاريخ المعاصر.
وتأتي فرادتها من خاصّيات اختصت بها دون غييها من ثورات التحرر الوطنيء وفي مقدمها تلك
الخاصية التي لازت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقها في مطلع العام 1576: وهي ان الثورة: بقيادة
منظمة التحرير الفلسطينية» نمت في خارج الارض المحتلة, أي انها لم تنم وتكبر على الارض ذاتها
حيث يوجد العدو. وهكذا كانت الثورة خارج حدوب الارض ال محتلة؛ لتكبر في «بيئة فلسطينية ‏ عربية»,
أي في الرحم القومي, ولتعمل للعودة الى أرضها. وما بين «التهجير» الواقع و«الحودة» المنشودة, قطعت
الثورة مسيرة عمرها ثلاثة وعشرون عاماًء وهي تناضل ما وبسعها النضالء الذي كانت خطوطه البيانية
تصعد الى الذروة حيناًء وتنخفض حيناً آخر, مرتبطة ومتأثرة بعوامل فلسطينية وعربية واسرائيلية
ودولية.
3 ون فللسطفية العدد 15.: أيار ( مايى) 1544
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18079 (3 views)