شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 8)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 8)
المحتوى
حب الانتفاضة في إطارها الاستراتيجي
ولقد جاءت الانتفاضة لتخط بدء مرحلة جديدة في حياة الثورة؛ حينما شطبت هذا التناقض بين
«الهجرة» الواقعة و«العودة» المنشودة» فوصلت. بالثورةء الداخل بالخارج» ومحت الحدود بينهماء
واثبتت وحدة الشعب الفلسطيني الموزّع بين الارض المحتلة والشتات؛ بمثل ما رسّخت وحدة نضاله
وأهدافه. وأكدت: في الوقت ذاته: وحدة قيادته. كما أثبتت ان أرض فلسطين هي الميدان الرئيس
والطبيعي للصدام مع العدى. وحينما عادت الامور الى طبيعتهاء توافرت الشروط الكافية واللازمة للعمل
التحرري النضالي. وكان بديهياً ان تحرز الانتفاضة مكاسبء طالما انها تولد وتعيش في بيئتها
الطبيعية.
وكانت. الثورة, طوال مدة هجرتها القسرية, مرّت بتجارب قاسية؛ امتزجت فيها قومية المعركة
بمسؤولية الشعب الفلسطيني وقيادته في تحرير الوطن المحتل. وقد أبرزت تلك التجارب غلبة منطق
الدولة على منطق الثورة في أغلب الاحيان. ذلك ان منطق الدولة يعتمد نظريات توازن القوى» ومنطق
الثورة يستند الى ارادة تغيير ميزان القوى: من خلال استخدام امكانات وتفجير طاقات لا تقدر الآ
الثورة على استخدامها وتفجيرها وتوظيفها لاحداث ذلك التغيير. ولقد وعت القوى الفلسطينية هذه
المقولة بعد سنوات طويلة من التجارب وا معاناة.
غير ان الثورة الفلسطينية محكومة بعلاقة قومية لافكاك لها منها. وقد أدّى منطق الدولة وقومية
القضية الى نشوء تناقضات شدّت حركة التحرير الفلسطينية الى قطبين جد متباعدين» احدهما يؤدي
الى انكماش الحركة وضياع حقها في القرار. وثانيهما يجعل الحركة قطرية.
ولسنا نظن ان حركة التحرير الفلسطينية ترضى لنفسها بأن تتحلق حول احد هذين القطبين. ولنا
ان نتطلع الى قدرة الحركة على الارتفاع بالطابع القومي للثورة الى الحد الذي يكشف تلك العلاقة
العضوية بين قطرية الثورة وقوميتهاء ويزيل هذا التناقض الذي يخِلٌ بطبيعة الأمور ومقتضيات التاريخ
والواقع .
وثمّة ملاحظة يجدر الانتباه اليهاء هي انه لا يجوز اجتزاء الانتفاضة الحالية من سياق أشكال ,
النضال القلسطيني في الارض المحتلة؛ وبخاصة منذ ما بعد حرب العام ‎.١1585‏ فالانتفاضة الحالية
هي الوليدة الشرعية لحلقات سبقتها شغلت: بخاصة: الأعوام الثلاثة التي سبقت الانتفاضة. سوى
ان الحلقة الراهنة تميّزت عمّا سبقها من حلقات: بتواصل الداخل بالخارج» وبوحدة القيادة في
الداخلء ومركزية القيادة العامة في الخارج: وبشمولية الشعب في الارض ال محتلة؛ وعمق الوحدة
والمشاعر بين شطري فلسطين؛ المغتصب العام ‎١548‏ والمحتل العام 1551
ولقد أخذت الانتفاضة هذا الطابع المميّن لأنها محكومة بجدلية الكمّ والكيف. فقد أدّت تراكمات
الاحتلال الاسرائيي الى خلق كيف جديد هوردة فعل لتلك التراكمات . وقد تجسّد ذلك الكيف الجديد
في الانتفاضة» التي أخذت, بدورهاء تفرز تراكمات كمّية تنعكس على التورة الفلسطينية ذ اتهاء والعدو
نفسهء جيشاً وكياناً. وتقضي جدلية الكمّ والكيف ان تولد هذه التراكمات كيفاً جديداً يجسّد تفاعلاته
على الساحاتء الفلسطينية والعربية والاسرائيلية والدولية.
ولأن هذه التراكمات قد تحققتء فان الانتفاضة استطاعت اسقاط الفكرة القائلة ان الشعب
الفلسطيني في الداخل غير قادر على القيام بعمل ثوري ضد الاحتلال. ولا أجانب الحقيقة اذا قلت
ان هذه الفكرة استقرت, حينأًء في بعض صفوف القيادات الفلسطينية والعربية» منذ هزيمة
العدد 154 أيان ( مايى) 1585 هون فلصطزية 37
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)