شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 19)
- المحتوى
-
وسمكنة», وتحتاج الى الكثير من الافكار الاضافية الجديدة» والايضاحات, التي يمكن ان تأتي في
سياق عملية الخطوة خطوة التي تعتمدها واشتطن, والتي تبدأ بالزحف قبل الوقوف على القدمين
والبدء في المشيءء على حدّ قول الناطقة بلسان الخارجية الاميركية: مارغريت توتويلر. وأوضحت
الولايات المتحدة الاميركية رغبتها في اجراء انتخابات سياسية في الضفة والقطاع «لتحريك الامور
قليلاً الى أمام». وصرّح بوش بأنه لا يعتمد ما تقدم به شامير من افكار سعى الى تسويقها داخل
الولايات المتحدة الاميركية وفي أوساط الرأي العام فيها؛ وانه لا بد من البحث في صيغة للانتخابات
تكون مقبولة من اسرائيل والفلسطينيين» اذا ما أريد لهذه العملية ان تسهم, فعلاً, في دفع عجلة
السلامء وتفعيل حوار سياسي ومفاوضات مثمرة بين الطرفين. غير ان واشنطن قرأت أفكار شامير
بصورة ايجابية» فاعتبرت اجراء انتخابات ينتج عنها وفد فلسطيني يفاوض على مرحلة انتقالية يجرى
خلالها اختبار امكان التعايش والتعاون بين اسراكيل والفلسطينيين في الضفة والقطاع تتبعها اتفاقية
دائمة, بمثابة اقرار اسرائيلي بربط المرحلة الانتقالية بمرحلة نهائية, مع الأخذ بالاعتبار اختلاف القهم
الفلسطيني للمرحلتين» الانتقالية والنهائية: على حدّ سواءء وكما سترى فيما بعد. وفي هذا الصددء
أكسد بوش ان شامير أعلن, خلال مباحثاته معه, التزامه التفاوض حول صيغة وضع نهائي يكون
مقبولاً من جميع الاطراف والطرف الفلسطيتي المقصود ضمن التزام شامير هو المفاوضون
المنتخبون وليس م.ت.ف. من جهته, أشار شامير الى ان الترتيبات الانتقالية نحو الحكم الذاتي
الفلسطينيين ليست نهائية؛ وانما ترتبط» مباشرة بعملية سياسية أوسع تشمل التفاوض والاتفاق على
اتفاقية الوضع النهائي للضفة والقطاع.
عندما أعطت واشنطن موافقتها الضمنية على أفكار شامير تفادت مواجهة محتملة مع اسرائيل
على أرضية الخلاف المبدئي بين الجانبين حول الموقف من الانسحاب من المناطق المحتلة. قواشخطن
تفضل مبادلة اسرائيل الأرض بالسلام؛ بينما تصرّ حكومة شامير على الاحتفاظ با مناطق المحتلة؛ كذلك
استبعدت واشنطن» من أي حوار راهن مع اسرائيل» موضوع المؤتمر الدولي الذي يتّفق الطرفان على
تجنبه: كل من زاويته (واشنطن ورؤيتها الخاصة الى شكل ودور ووظيفة المؤتمر الدوليء والتي 2
معروفة ؛ واسرائيل ورفضها أصللٌ للفكرة من أساسهاء على الأقل في ظل الحكومة الحالية) . وفي المقابل,
لم تش الادارة الاميركية الخروج من اللقاء بدون توافق ما يستند الى بعض أفكار شامير والتزاماته
أمام بوش وهي ان أفكار شامير تمل تقد تقدماً في الموقف الاسرائيلي الجامد . فلقد حصل بوش من شامير
على تعهّد محدّد «باحترام» الأخير لنتائج الانتخابات؛ واعتبر هذا أمراً هامًء لأنه في حكم المؤكد ان
تضع الانتخابات م.ت.ف. في المقدمة. ويقهم من ذلك ان واشنطن تجنّبت الضغط على شامير لقبول
التفاوض مباشرة مع م.ت.ف. وفضّات تركه يواجه بنفسه حقائق الانتخابات» ويمعنى آخر, مواجهة
م.ت.ف. في الداخل, بعد ان عمل شامير المستحيل على تفادي هذه المواجهة معها في الخارج ؛ وأخيراً
انتزع بوش من شامير مبدا يقوم على التعاطي مع كل الخيارات. وفسّرت ادارة بوش ذلك بأن
الانتخابات ليست مرحلة نهائية أوغاية بحدّ ذاتهاء وأعرب بوش عن التزامه العمل في هذا الاتجاه,
لكنه التزام بحاجة الى ترجمة كموقف رسمي أميركيء في نص صريح تقدمه واشنطن الى الطرف الآخر
المعني, أي مءت.ف . وهى ما لم يحدث بعد.
في المرحلة التالية لتحركها في المنطقة, من المتوقع ان تتوجه الادارة الاميركية الموم.ت.ف.
للحصول على موافقتها على نقاط سبق ان حصلت على موافقة شامير عليهاء وهي تبني بعض
الاجراءات التي من شأنها تخفيف حدّة التوتى في المناطق المحتلة, كتوجيه الانتفاضة للتخقيف
18 اوُون فلسطزية العدد 156: أياى ( مايي) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)