شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 25)
- المحتوى
-
ربعي المدهون
ولكن لكل عملة وجهين كما يقولون. فاذا كان الوجه الاول للانتخابات يؤمن لاسرائيل بعض
الفكاك من مأزقهاء فان اسئلة كثيرة مطروحة؛ لن تكون الاجابة عنها من النوع السهلء ومنها ما اذا
كان بن أهارون؛ على سبيل المثال, يقصد عودة القوات الاسرائيلية الى احتلال المناطق بعد ان تكون
قد غادرتها تمشياً مع أصول اللعبة الانتخابية! ان اسرائيل تدرك انه لا يمكن لأية عملية انتخابية ان
تتم من دون حرية حركة للناخبين والمرشحين» والا فقدت أهمٌ شروطها وشريط اجرائها اصلاً والمتعاق
بها كممارسة ديمقراطية. وهذا يعني أن اسرائيل مضطرة الى ترك باب الحركة مفتوحاً للحملات
الانتخابية» التي سوف تحيل الضفة والقطاع الى مسرح لمهرجانات واحتفالات انتفاضية قوامها
تجمّعات وحشود وشعارات مما لا يستسيغه الاحتلال؛ ومن الجائز ان تأخذ هذه الحركة؛ في ظروف
الانتفاضة: شكل احتفالات الاستقلال» خصوصاً ان أي انتخابات لن تحصل على موافقة أي طرف
فلمسطيني ما لم ينسحب الجيش الاسرائيي الى خارج المدن والتجمّعات الرئيسة في البلاد؛ أي,
بصورة أوضحء سحب جميع أدواته الامنية» وتوفير مناخ لقيام ادارة ذاتية وطنية» حتى قبل ظهور
نتائج الانتخابات. وهي أمور لا يمكن لاسرائيل ان تتفاداها الا من معبرين: التسليم ل م.ت.ف.
بسلطتها على المناطق» بصورة أو بأخرىء وهي سلطة قائمة: في الواقع» غير انها مطوّقة بسياج الجنود
وف حالة اشتباك داكم معه؛ او تفويض قوات المراقبة الدولية لأن تصبح قوة فصلء تمهيداً للبحث في
صيغة الحل النهائي للمشكلة.
تدرك الاووساط الاسرائيلية صعوبة هذا المأزق وتعقيداته. لهذا تبدى معركة الشروط المتبادلة
الدائرة» حالياً بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية؛ حول الموقف من الانتخابات من أعقد معارك
الطرفين, اللذين يخوضان مفاوضات غير مباشرة من خلال معركة مباشرة. لهذه الاسباب تصرٌ حكومة
شامير على استبعاد م.ت.ف. وترفضء بقوة؛ أي شكل من أشكال الانسحاب. غير ان ذلك لا يزيد
موقفها ال تعقيدا. فخياراتها محدودة؛ فامًا الموافقة على اجراء انتخابات بشروط م.ت.ف. أو ما هى
أساسي منهاء على الأقل (انسحاب جزئي» ومراقبين دوليين)» وامّا سحب مقترحاتهاء واعلان فشلهاء
والعودة الى مأزقها عند درجة الصفر؛ وهنا قد تكون جميع الاحتمالات مفتوحة .
مصاعب الفلسطينيين
هذا لا يعني أن م.ت.ف. وعموم الفلس طيذيين هم في حالة راحة واسترخاء. فهم يواجهون,
بدورهم» عددأ من الصعوبات والعقبات» منها انه لن يكون هناك انسحاب اسرائيلي من المناطق
المحتلة, ما لم تقتنع غالبية الاسرائيليين بمزايا هذا الانسحاب؛ وأفضليته على الوضع الراهن؛ وهو
أمر لم يتحقق حتى الآن» ويتطلب تحقيقه المزيد من مراكمة انتصارات الانتفاضة ورفع مستوى
وفاعلية تفوقها على الاحتلال: واجيار العدى على دفع ثمن أعلى مما دفعه حتى الآنء مما ينشىء حالة
عامّة تستجيب» مرغمة» أو مقتنعة لخيار الانسحاب. هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى. فأن م.ت.ف.
لا تستطيع تجاهل الدعوة الى الانتخابات بما هي دعوة الى ممارسة الديمقراطية من منظار أوروبى
غربي وأميركي يجد غرابة في رفض ممارسة من هذا التوع. ويبدى ان الموقف الفلسطيني الرسمى
استوعب في تنظيمه رده على أفكار شامير الحساسية الاوروبية الاميركية: فجاء: في جوهره محافظلاً
على رغبة فلسطينية حقيقية في ممارسة العملية الانتخابية بصورة ديمقراطية كاملة. وذهب مصدر
فلسطينيء في القاهرة, الى التأكيد أن الفلسطينيين معنيين بممارسة هذا الحق الذي حرموا منه طويلا.
وأظهرت مواقف مسؤولين فلسطينيين ان رفضهم الانتخابات يتعلّق برفض الشروط الاسرائيلية
5 شْوُون فلسطنية العدد 154, ايار ( مايى) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)