شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 29)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 29)
المحتوى
د. محمود محارب
سيركين العام 1844 كتيّباً عنونه «المسألة اليهودية ودولة اليهوب الاشتراكية». أرسى هذا الكتيّب
الحجر الاساس لبلورة ما يطلق عليه «الصهيونية الاشتراكية» التي قدّر لها ان تقود الحركة
الصهيونية في مطلع الثلاثينات: وتنشىء» وتوسّع, الدولة اليهودية فيما بعد. في حديثه عن الوسائل التي
ينبغي اتباعها لتحقيق اهداف الصهيونية وانشاء دولة يهودية» اقترح سيركين؛ في كتيّبه المذكور
ترحيل العرب الفلسطينيين الى الدول المجاورة. فقد طالب الصهيونيين بالاتصال بالشعوب المضطهدة
الخاضعة لحكم الاتراك والتعاون معها للتحرر من نيرهم. وبعد التخلص من حكم الاتراك «يجرى
تبادل سكان بطرق سلمية؛ من خلال تقسيم البلاد على اسس قومية. وارض - اسرائيل غير المزدحمة
بالسكان: التي يشكل اليهود فيها حوالى عشرة بالمئة من سكانهاء يجب أن تفرغ لهم»(”)
شاطر جير بروخوف, القطب الآخر الذي بلور التيار الصهيوني اليساريء سيركين الرأي في
استهتاره بالفلسطينيين العرب وانكار حقوقهم القومية في فلسطين. ففي العام 219056 نشر بروخوف
أريع مقالات بعنوان «منهاجناء ساهمت في تطوير الاسس النظرية لما يطلق عليه «الصهيونية
الاشتراكية». وأن كان بروخوف لم يطالب بطب الفلسطينيين ‏ كما فعل زميله ‏ فانه استهتر بهم
«وغيّبهم» عن فلسطين وعن حقوقهم القومية فيها. فالفلسطينيون ‏ في اعتقاد بروخوف - «لن يقايهىا
المشروع الصهيوني», لانه «ينقصهم اي طابع اقتصادي وحضاري مستقل؛ وهم منة
ومفتتون... ولا يشكلون شعباً». علاوة على ذلك, فانهم «يكيّفون انفسهم بسهولة كبيرة, وسرعة مه مع
حضارة اكثر تقدماً من حضارتهم قد تأتي من الخارج». واستخلص بروخوف أن الفلسطينيين؛ مع
مرور الزمن» سينصهرون اقتصادياً وحضارياً في المستوطنيين الصهيونيين, وبالتالي لن تكون مشكلة
عربية داخل الدولة اليهودية العتيدة().
لقد اتفق جميع قادة الحركة الصهيونية ومفكريهاء وبخاصة في العقدين الاولين من القرن
العشرين على تجاهل الشعب القلسطينيء والاستهتار به. وبحقوقه القومية في وطنه. وبلغ هذا
التجاهل والاستهتار درجة اضطرت الاديب والمفكر اليهودي, اسحق ابشتاين, الى اطلاق صرخة
احتجاج اخرجته على اجماع بني قومه وعرّضته لهجوم ونقد لاذعين من قادة المستوطنيين
الصهيونيين. ففي العام ‎١101‏ كتب ابشتاين مقالة في احدى الصحف العبرية في فلسطين بعنوان
«المسألة المجهولة», انتقد فيهاء بشدة, سياسة وممارسات الحركة الصهيونية تجاه الفلسطينيين,
وخاصة وسائل اتتزاع الارض من الفلسطينيين وطردهم منها. ووه انتقاداً لاذعاً الى القيادة
الصهيونية التي «شغلت نفسها في مسائل علياه, بينما «مسآلة الشعب الموجود في فلسطينء بعمّاله
وفلاحيه وسادته الحقيقيينء لم نُك عملياًء ولا نظريأ»؛ وذلك لأن القادة الصهيونيين يتجاهلون انه
«يوجد في البلاد شعب كامل يتمسّك بها منذ مئات السنينء ولم يدر في خلده ان يغادرها اطلاقأ(2).
أشارت محاولة ابشتاين؛ غير المجدية: البحث عن الضمير المفقود وتحذيره للمستوطنين
الصهيونيين من مغبّة الاستهتار بالعرب» مما قد يؤدي الى نتائج وخيمة لا تحمد عقباهاء حفيظة
المستوطنين وسخطهم, خاصة وانه امتدح خصال العرب الحميدة. وتهافت للرد عليه كثير من الكتّابٍ
والقادة الصهيونيين» واعتبروا افكاره خطراً قومياًء واعلنواء مجدداًء تمسكهم بالاهداف الصهيونية
الرامية الى تكوين اغلبية يهودية ودوطن قومي» في فلسطين(“"). وفي خضم هذه الاجواء, قدّم آرثر
رويين, العام 1 15. على اثر زيارته لفلسطين. خطة الى اللجنة التنفيذية للحركة الصهيونية» اقترح
فيها تشكيل أغلبية يهودية في مناطق متعددة من فلسطينء ثم ريطها ببعضها بواسطة الاستيطان7).
58 هون فلسطيفية العدد 155. آيار ( مايى) 1945
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17771 (3 views)