شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 39)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 39)
المحتوى
د. محمود محارب
للسكان فقطء مع الاحتفاظ بالسيادة اليهودية على الارض. وضمن رؤيته هذه؛ قام الليكود وحلقاؤه
من الاحزاب الصغيرة, مذ استلامهم السلطة العام 1577. بانشاء المستوطنات اليهودية في المناطق
الفلسطينية المكتظة بالفلسطينيين بالذات» في محاولة لخلق وقائع جديدة على الارض تش .تدريجياء
من ناحية:؛ الميزان الديموغرافي في تلك المناطق المكتظة بالقلسطينيين لصالح اليهود تمهيداً لضمّهاء
وتسعىء من ناحية اخرىء الى عرقلة برنامج حزب العمل الذي يبدي استعداده للتنازل عن تلك
المناطق المكتظة لصالح ملك الاردنء اذا ما تسلّم العمل دقّة الحكم» مرة اخرى.
وفي الوقت الذي دار صراع بين الاحزاب الاسرائيلية الصهيونية حول افضل السبل لحل
المعضلة التي تواجهها اسرائيل خلال اكثر من ‎٠١‏ عاماًء ؛ احتدم صراع متوانٍ بين المفكرين والكتاب
والخبراء الاسرائيليين حول الموضوع ذاته. وخلال العشرين سنة ونيّف من الأحتلال والمعضلة التي
نشأت بسببه؛ كتبت المئات من المقالات والدراسات والكتب الاسرائيلية التي عالجت هذه المعضلة من
جميع جواتبها وأثرت الفكر الصهيوني باتجاهات واقتراحات خطيرة للغاية» تذكّر بالحلول النهائية
التي اقترحها ونقذها النازيون بحق اليهود انفسهم ابّان تفشّي اللاسامية في اوروبا . وتماماً كما كان
مجرد وجوب اليهوب ومعيشتهم في المجتمعات الاوروبية يعتبر مشكلة المشاكل بالنسبة الى الجماعات
والقوى اللاسامية في اوروياء فان مجرد وجود الانسان العريي الفلسطيني في وطنه؛ مهما كانت
اتجاهاته السياسية والاجتماعية, ومهما كانت مهنته, وسواء أكان طفلاً اى عجوزاً: رجلا او امرأةء
هادئاً أو مقاوماً فقيراً او غنياً. يعتبر مشكلة خطيرة للمفكرين والمتخصصين الاسرائيليين ويعتقدون
بأنها تهدد اسرائيل: ويدعون الى التخلص منها. ويختلف هؤلاء على كيفية التخلص من هذه
«المشكلة». ويمكن تقسيمهم الى فئتين اساسيتين: الاولى تدعو الى الانسحابء او «الهرب»؛ من
المناطق الفلسطينية المحتله العام ‎:١971/‏ او من معظمهاء والثانية تدعى الى الاحتفاظ بهذه المناطق
المحتلة وتهجير الفلسطينيين» او معظمهم, الى الخارج.
ونظراً الى الضعف العربي الذي بات يضع اي مفكر اسرائيلي جدي يحذَّر من امكانية قيام قوة
عربية أى مجدار حديدي» عربي مواز ل «الجدار الحديدي» الاسرائيلي وقد يتفوق عليه في المستقبل
ما تحمله الشعوب العريية من طاقات وامكانيات مختزنةء موضع الاستخفاق؛ فان الفكر الصهيوني
الداعي الى طرد الفلسطينيين, او معظمهمء اخذ ينتعش ويتفشَّى في اوساط اسرائيلية وأسعة؛ ليمهّد
الطريق لضم هذه المناطق المحتلة الى اسرائيل. وممًا لا شك فيه انه لى تور «جدار حديدي» عربي,
لحوّل هذا النقاش الدائر في اسرائيل حول مسألة الطرد ليس الى ترف فكري محض فحسب. بل لما
ظهرت المطالبة بالطرد اصلا. ولكن لا كان الوضع على عكس ذلك تماماً » فان التيار الصهيوني الداعي
الى الضمّ اصبح يعتبر الوجود الفلسطيني في الاراضي المحتلة العائق شبه الوحيد امام ضمح هذه
المناطق واقامة ملكوت اسرائيل في «ارض - اسراكيل الغربية»» وبالتالي أخذ يضغط, بقوة, باتجاه
الطرب: ويكسب موقعاً بعد آخر في المجتمع الاسرائيلي واحزابه. فعقب حرب حزيران ( يونيى ) مباشرةء
نشط غلاة المتطرفين من المفكرين واصحاب الاختصاص الصهيونيين في مجابهة المعضلة مباشرة
وقدّموا حلول تبدى بسيطة؛ تدعو الى عدم الانسحاب من اي شبر من الاراضي الفلسطينية المحتلة
والعمل على التخلص من الفلسطينيين وطردهم الى الخارج. وقد نشروا افكارهم وبرامجهم في الصحف
والمجلات الاسرائيلية الصادرة باللفة العبرية» التي تجاويت؛ بدورهاء مع الهوس وروح الغطرسة التي
اصابت اسرائيل بعد حرب حزيران ( يوني ). ولا مجال, هناء لمتابعة جميع الآراء التي طرحت حول
المعضلة وطالبت بضمٌ المناطق المحتلة» وانما سيتمٌ الاكتفاء ببضعة نماذج عالجت الموضوع,
38 اين فلعطيؤية العدد 156. أيار ( مايى) ‎١545‏
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)