شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 64)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 64)
المحتوى
سح المازق الوجودي الاسرائيلي
مسألة «الشرعية» أكثر الحاحاً بشكل رئيس منذ العام 1571 عندما بدأت اسرائيل ممارسة سيطرتها
على عرب الضفة الفلسطينية, الأمر الذي آدَى الى ازدياد ميل النظام الاسرائيلي الى السقوط في هوّة
الرموز الدينية!*).
اذن؛ من المؤكد, بالنسبة الى اسرائيل» ان محصلة ‎2١‏ سنة من الصراع لاثبات «الشرعية»,
اقليمياً وتاريخياً وشعبياً ؛ ليست بالمحصلة التي تنبىء بأن ثمّة امكانية للقول ان المشروع الاسرائيلي
باق. 1
باق
هذه الدوّامة تشكّل المأزق الذي يقف خلف التخبّط السياسي في اسرائيل حالياً حول تخريجة
ممكنة للخلاص من عدم القدرة على صوغ . سياسة استراتيجية واضحة المعالم» حيث ان أول عقبة
تقف في مواجهة مثل هكذا صياغة انما تتمثّل في «الشرعية». فبعد انتصارات اسرائيل في حرب العام
/51. ويعد سياق من التهويل الوجودي القائم على مبدأ القوةء جاءت حرب العام 19177 لتضع
مقولة موشي دايان حول أن الحرب ستستمر اذا وصل الاسرائيليون الى قناة السويس موضع الحقيقة
المطلقة . فالنصر الدراماتيكي الحاسم في حرب العام ‎.١9717/‏ لم يود الى أرساء اسرائيل كحقيقة شرعية,
ولم يحول الموقف الداخلي الى موقف ايمان كلي بحقيقة الوجود» أى استمراريته.
في بحث في العيّنة, » أُجري العام 117/4 على مجموعة من المستوطنين ('): تم سؤالهم عن احتمالات
تحقيق العرب لاهد افهم المتمذلة في تدمير اسرائيل في المستقيل للنظرر إخلال ‎"٠‏ عاماً). كانت النتيجة
ان 4 بالمئة رأوا ان هذا الاحتمال مستحيلء بينما رأى ‎١5‏ بالمئة ان هذا الامر محتمل بنسبة عشرة
بالمئة الى ‎٠,١‏ بالمئة» كما رأى سبعة بالمئة منهم ان هذا الاحتمال يصل الى ‎٠‏ 6 بالمئة» فيما رأى ,4
بالمئة منهم ان الاحتمال المذكور قد يحدث بنسبة تزيد على ‎٠٠‏ بالمئة. كما ان هذه العيّنة المتمكلة
وسطياً ب ‎١‏ بالمئة رأت ان احتمال تدمير اسرائيل يتأتى من ان ن الوقت يعمل لصالح العرب. وعندما
يقارن الاستراتيجيون الاسرائيليون يجدون ان المتفائلين يعتقدون بأن الزمن يعمل لصالخ اثنئزا"
وان احتمال تدمير هذه الدولة سيضعف في المستقبل, بينما يرى المتشائمون ان احتمالات تدم
المجتمع الاسرائيلي تزداد مع مرور الزمنء وان ثمّة توازناً بين الاتجاهين. وهذا التوازن سينعكس
بطبيعة الاحوال على الاداء الشعبي» والعسكريء في المدى البعيدء اذا استمر الصراع في أشكاله
الدرامية السابقة
أكدت حرب العام 1571. على الرغم من نتائجها التي بدت لناء كعربء قاسية, وكأنها تجسيد
حي لاستراتيجية ناجحة: ان اسرائيل لا تمتلك أية استراتيجية بالمعنى السياسي للعمليات العسكرية
التي تقوم بها( . فالقرارات السياسية الأولية قد أنتهكت من قبل ما هى عسكري؛ حتى اننا نستطيع
القول ان اللحظات كانت مع حرب محدودة بهدف تخريج الازمة الخانقة. سياسياً نياً يكسكرياً. يعد
اغلاق المضائق وسحب القوات الدولية؛ التي رابطت في سيناء منذ العام ‎١557‏ أمّا النتيجة فقد
كانت حرباً غير محدودة تجاوزت كل حساب سياسيء وكلّفت اسرائيل ثمذاً لم يكن في واردها لى انها
كانت تخطط استراتيجياً:
‎١‏ كلفت هذه الحرب اسرائيل حرياً أخرى ومأزقاً سياسياً ‏ عسكرياً مستمراً حتى الوقت
الراهن.
‏- أوقعت اسرائيل في مأزق الوجود السكاني العربي الذي يهِدّد مقولة «الديمقراطية»
الاسرائيلية بوضعها في نهاياتها الطبيعية المكشوفة المتناقضة مع طبيعة انشاء الدولة ذاتها.
‏العدد 158 أيان ( مايى) 1184 لذي فلصطنية 38
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18079 (3 views)