شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 66)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 66)
المحتوى
ب المازق الوجودي الاسرائيلي
فان الطلب المثير للجدلء والمتّصل بتحقيق ' الحقوق التاريخية ' ضمن حدود أرض - اسرائيل: لم
يُقدم» أبدا؛ من قبل مؤيديه باعتبايه هدقاً طاهراً » أو حتى كامناًء لحرب الايام الستة؛ لكنه جاء نتيجة
محتملة للامر الواقع الذي فرض نفسه على الاحداث فيما بعده(١).‏
ولا ندّعي» بطبيعة الحال؛ بأن اسرائيل لا تملك مخططات بالمعنى السياسي. لكننا نميّذ بين
المخططات التي تتعامل مع الظواهر السياسية الآنية وبين المخططات شبه الاستراتيجية؛ وبين
المخططات الاستراتيجية. فالمغططات التي تتعامل مع الظواهر السياسية الآنية تبدى لذا متوافرة.
ومثال على ذلك دخول اسرائيل على خط المشكلة اللبنائية, التي تجلّت في ظواهر مختلفة, منهاء على
سبيل المثال» حرب العام ‎١9817‏ ؛ وكذلك دخولها على خط الحرب الخليجية: وان بشكل غير مباشس الخ.
أمّا المخططات شبه الاستراتيجية؛ فهي المخططات التي جرّبتها اسرائيل في سياستها تجاه
الطوق المحيط بالوطن العربي. وهي شبه استراتيجية؛ لأنها محاولات لا تستند الى ثوايت, انما تدخل
في اطار اللعبة الاقليمية والدولية» وهي لعبة احتمالية بدرجة كبيرة» وتتعرّض لجملة تحؤّلات واهتزازات
وتباينات تبعدها من التخطيط الاستراتيجي. ونستطيع ان نجمل السياسة المخابراتية الاسرائيلية في
العالم, وفي الوطن العربي؛ تحت بند ما هو شبه استراتيجي؛ ذلك انها تجمع ما هى آني مع ما هو
استراتيجي » لكن نسبة الآني تبقى الاكثر تأثيراً فجِلٌ المشاريع المقدمة للتنفيذ.
وعموماً. فان المغططات الاستراتيجية تحتاج الى الاعتماد على وزن بشري قارّي؛ ووزن
اقتصادي عالمي, وقدرة على العمل العسكري الحاسم, وهي القدرة التي لا تستخدم بالضرورة, حيث
تترك: بسبب الردع الذي تخلقه؛ للسياسة الدور الحاسم للفعل الذي احتاجته الدول قديماً للقوى
العسكرية لتحقيقه. وهنا تتجلى مقولة كلاوزفيتز الشهيرة «الحرب امتداد للسياسة:؛ وان بوسائل
أخرى»؛ حيث تنقلب في العصر الحاضر الى السياسة بديل مركب لما كانت الحروب والسياسة مجتمعة
تقوم به. 00
ويمراجعة ما سبق نستطيع القول ان هذه المبدئيات لا توفّر لاسرائيل «القدرة المبدئية» على
ممارسة تخطيط استراتيجي. فكل ما سبق تلخّصه عملية التراكم التاريخي المفتقدة سابقاً؛ وغير
المتوقعة لاحقاً بالنسبة الى النموذج الاسرائيلي.
وعليهء فان اسرائيل لم تستطع؛ منذ انشائهاء ان تقدم اكثر من الهرب الى أمام, وذلك عبر الهاء
داخلي ودراماٍ عسكرية وعدوانية لا تعرف حدوداً ودون مخابراتي يزداد في العالم. فالمازق الوجودي
لاسرائيل يتمئل في المسافة الحقيقية القائمة بين المشروع في صيغته الايديولوجية النظرية والمشروع
في واقعه الحقيقي . وقذه المسافة هي التي تجعل المشكلة تتوضّع في ان التعبئة البشرية والطاقة
الكبرى التي بذلت لاقامة هذا المشروع لم تستطع ان تتجاوز الحقائق التاريخية. ان أيسط الامور
التي تؤكد ذلك ان اسرائيل عندما قفزت قفزتها المعروفة في حرب العام 19717., قد تصوّرت انها
استطاعت ان تفرض وجودها على الجميع؛ فاستهترت بالقوانين الدولية» وبالمنظمات الدولية,
وبالاعراف السائدة؛ ولكنهاء وبعد أكثر من عشرين عاماًء وجدت انّْها لم تنجز شيئاً وان المصيبة لا
تكمن في الانفجار الديمغرافي في قطاع غزة والضفة الفلسطينية فحسبء انما تتعدى ذلك لتطاول من
تسميهم «عرب اسرائيل» الذين لم تطبّعهم مسيرة ‎+٠‏ سنة تحت الاحتلال المطلق. هؤّلاء العرب الذين
يصل عددهم؛ وفقاً لاحصاء العام 1541» ما يقارب ‎59٠‏ ألف مواطنء أي ما نسبته ‎١5,7‏ بالمئة من
عدد سكان اسرائيل59): قد شاركوا في معركة الانتقاضة بأشكال مختلفة: منها الاضراب
العدد 154. أيار ( مايى ) 1945 فين فلسطيزية 516
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)