شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 67)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 67)
- المحتوى
-
5
عماد شعيبي د
واشعال الحرائق في الغايات.
لذلك؛ فان اسرائيل» تعبث, الآن» بالاوراق السياسية على أمل اطالة الزمن» بهدف الوصول الى
حلّء عبر تحؤلات عالمية ومحلية واقليمية غير محدّدة المعالم» يمكن ان يقبل بوجود اسرائيل غير
صغيرة. هذه الرغبة الميتافيزيقية لا تذهب الى حدّ ايجاد محدّدات واضحة لذلك الفد «المطلوبي
والمأمول». ولهذاء فهي تعبث بالمتحولات السياسية الآنية» يهدف اطالة الوقت الضائع. ذلك ان العودة
الى ديناميكية ما للاحداث سوف لن تقدم الى اسرائيل ما ترغب فيه, لأن اسرائيل لم تستفد من
الاحداث الديناميكية؛ بل اننا نكاد نجزم كما سنرى لاحقاً ان اسرائيل تقتات من السكونية
(الستاتيك) السياسية؛ لأن الحالة الديناميكية للاحداث سرعان ما تفرز على السطح الواقعي والمعاشي
المباشر التناقضات البنيوية في التركيبة الاسرائيلية المؤلفة في المنطقة, هذه التناقضات التى تغطيها
اسرائيل بسكونية تعقبها «حركيات نبضيّة», أي أحداث مفاجئة وغير مستمرة لفترة طويلة . ولهذاء
فاسرائيل لا تخوض حروباً طويلة؛ ليس فقط لاعتباراتها السكانية والاقتصادية والتكتيكية المعروفة,
انما لسبب أهمٌ هى ان الحروب الطويلة سرعان ما تكشف عجز هذه الدولة الهجين عن تحمّلها وادائها
كما يجبء بل ان نظرية الردع والضريات الاستباقية؛ والخاطفة؛ الخ؛ ليست نظريات لعقيدة عسكرية
بالمعنى الاستراتيجي للامم» انما هي نظريات «تمرير مرحلة» ليس غير. كما أن اسرائيل لا تذهب
ب «السلام» الى أبعد الحدودء ولذلك, فهي لا تفاوض العرب مجتمعين: ولا تستتبع خطوة ما بخطوة
أخرىء ذلك انها تحتاج الى وقت طويل لقياس نتائج؛ أى امتصاص نتائج؛ هذه الخطوة الحركية. انها
ليست كما الامم المستقرة التي تستطيع التكيّف مع كل وضع دائم؛ أو مرحلي؛ فالتكيّف الاسرائيلي
رهن بالسكونية.
والسكونية المُعقبة بحركيات نيضية كما سمّيناها تؤمّن لاسرائيل تمرير المرحلة بالسكونية,
واقامة التعبئة السكانية فضلاًٌ عن التهويل لصوي 2 بالحركيات النبضيّة, سواء عبر الحروب
القصثيرة أو المفاجئة, أوعبر المشاريع التي تذهب الى حدّ تصوير اسرائيل وكأنها دولة «مجانين» يمكن
ان يتوقع منهم أي عمل مفاجىء: وذلك بهدف تعبئة الرأي العام العالمي لصالحهمء وردع العرب من
القيام بأية خطوة حركية بالمعنى الذي يتجاوز الحركية النبضيّة المعتمدة.
تحليل لنموذج من الحلم الاستراتيجي
ثمّة مجموعة كبيرة من النماذج التي تشكّل حلماً استراتيجياً وفق المفهوم الذي حدّدناه سابقاً.
ونحن لن نعرّج الى العبارة الشهيرة «دحدودك يا اسرائيل من النيل الى الفرات»؛ لأن الواقع والتحليل
الذي قدّمناه عن وضعية السكان اليهود انّما يعلن عن ان هذا الشعار لا يشكّل أكثر من حلم
استراتيجي.
والنصٌ الذي سنعتمده, هناء يبدى أنه يحاول ان يقدم رؤى بديلة وتخطيطات «استراتيجية»
تعتمد النص التحليلي تجاه الوطن العربي في الثمانينات. وها نحن ننهي الثمانينات من هذا القرن,
ويمكننا ان نكتفي بمقارنة سطحية بين النص المقترح ومسيرة الواقع. "
عنوان النص «استراتيجية لاسرائيل في الثمانينات», لصحافي وموظف سابق في وزارة الخارجية
الاسرائيلية, يدعى عوديد ينيون('). يبدأ الباحث مقدمة عمله موضحاً الهدف منه بالقول: «اننا
نعيش عصرأ جديداً في تاريخ البشرية؛ لا يشبه, مطلقاًء العصى الذي سبقه؛ كما وتختلف سماته
15 يون فلسطزية العدد 154: أيار ( مايى) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)