شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 69)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 69)
- المحتوى
-
عمال شعييبي سدم
الوجودية الاسرائيلية. وفي قناعتنا ان النص يفضح نفسه في نهاية الثمانينات» من ناحية؛ ويقضح
نقسهه أيضاً: من خلال الاسقاط (6155ء2016م ) الذاتي الذي اعتمده الكاتب مستخدماً توليقة
تجمع بين ما هو خيالي خصب وبين المواد الواقعية. وتقوم عملية التحليل بشدٌّ المادة الواقعية المعتمدة
في المراجع والوقائع المستند اليهاء بحيث تغطي المطلب التخيّي؛ وبحيث تبدى الثقة الزائدة بالذات:
وكأن هذا التحليل التخيّلى مادة «حتمية» الحدوث. وعلى اعتبار ان ليس ثمّة حتمية للحدوث في زمن
اثبت ان الاحداث «احتمالية», فان السياق السابق للتحليل يؤكد لناء في مقدمته, أن ليس ثمّة تحليل
استراتيجي كُدّم في النص سالف الذكر.
فمن الواضح أنه يتصور الامور كما لو ان بمقدور اسرائيل القيام بأعمال كازالة الاردن: وتفتيت
سوريا والعراق ومصر ولبنان, واستعادة سيناء؛ وكما ل ان ليس ثمة اطراف أخرى في هذه المعادلات
الكبرى؛ وكما لى ان اسرائيل مطلقة التأثير والمقدرة ودون أي اعتبار لوجود الدول والشعوب والدول
العظمىء الخ. وتبدى الصورة أكثر مدعاة للتندّرء عندما أكد الكاتب ان هذه الامور في متناول يد
اسرائيل. وعندما عقد الكاتب المقارنة مع الصليبيين التي سبق ان تحدثنا عن الهاجس الذي تشكله
هذه التجربة التاريخية بالنسبة الى كل المطلعين على التاريخ؛ بدا في وضعية الاسقاط الذاتى: حيث
يزور حقيقة كون اسرائيلء كالصليبيين, غريبة عن المنطقة منذ البداية. وهنا يخرّج الكاتب رغبته في
أيجاد صورة «ذهنية» تبدو فيها اسرائيل حقيقة ازلية, ماضياً وحاضراً.
وعندما ذهب الى ضرورة توزيع السكان؛ بدت المسألة مدعاة الى مزيد من التندّر خاصة للعارف
بحقيقة الصراع النووي واحتمالاته في المنطقة؛ اذ اننا لو سآمنا بامكان استخدام السلاح النووي في
الصراع العربي - الاسرائيلي» وهذا أمر مستبعد, على الاقل في المدى المنظور, فان اقتراح توزيع
السكان لن يقدّم» أو يؤخر, شيئاً ف حقيقة ان هذا الصراع سيذهب بالكمٌ البشري على مساحة دائرة
تغطي فلسطين المحتلة فيما لى توفرت للعرب ١7 قنبلة نووية؛ في حين ستحتاج اسرائيل الى مئة قنبلة
ذووية لردع غالبية الوطن العربي99'). أي ان الاقتراح؛ سالف الذكر, بالتوذيع ليس أكثر من اظهار
شقوي لا معنى له على الارضء بأن التخطيط الاستراتيجي قائم على قدم وساق في اسرائيل للدخول
في عصر الصراع النووي مع العرب» وان هذا الصراع حتمي؛ وليس على اسرائيل الآ توزيع السكان.
وهي مرحلة درء النفس استراتيجياً. وعندما وصل الى استقلالية اسرائيل الاقتصادية؛ فان
المساعدات الاميركية لعام ١984 لاسرائيل: والتي وصلت الى خمسة مليارات دولا تكشف
اللااستراتيجية في هذا التحليل.
ببسيط العبارة, يظهر لنا النص السابق ذاته على انه مجرد «حلم» استراتيجي ليس الا فهو لا
يناقش الاحتمالات؛ انما يضع الامور في نصاب ما يجب على اسرائيل ان تفعله؛ مدّعياً بأنه أمر متيّسر
وبسيط بالنسبة اليها. وعليه, فان هذا النص يبدو انه نصّ اعلامي من النوع الذي يستهدف
التصدير الداخلي؛ والخارجي؛ وذلك بهدف اضفاء صورة غير دقيقة عن امكانات اسرائيل؛ ومدى
تأثيرها في الوعي واللاوعي الاسرائيلي» والعربي, على حد سواء. والحال, اننا لا نجد نصّاً يمكن ان
نطلق عليه نصا استراتيجياً بالمعنى السياسي والشمولي للكلمة. فحتى بعض النصوص التى تتعامل
مع الاحتمالات(2, فانها تنطلق من مسلّمة غير معتبرة على انها مسلّمة لدى الاستراتيجيين
الحقيقيين, وهي ان لدى اسرائيل القدرة الاكبر والحظ الأوفر في تأمين مسطزمات الاستمرارية. ولحل
نص اوري افنيري الذي اوردناه سالفاً يكاد يكون أكشر النصوص الاستراتيجية اعترافاً
بلااستراتيجية ما هى سائد. ويؤكد الحقيقة سالفة الذكر يهوشفاط هركابي, بقوله: «اذا لم يكن
384 شْيُون فلعطنية العدد 351 ايار ( مايى) 1345 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)