شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 74)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 74)
المحتوى
سيفموند فرويد والصهيونية
د. قدري حفني
ان بوّاباتنا الشرقية لم تعد تحول؛ منذ سنوات» دون دخول الاسرائيليين الى بلادناء خاصة اذا
ما كانوا من العلماء. وما أكثر علماء التحليل النفسي في اسرائيل. وآلاف من طلابنا يدرسون التحطيل
النفسي» فيتبهرون به ايّما انيهار. وقد لا يتاح لهم, دائماًء من يبصّرهم بابعاد القكر الصهيوني»
واستثماره للتحليل النفسيء فدّاً وفلسفة ومؤسسة:؛ لبلوغ غايات الصهيرنية.
ولقد سبق ان حاولت التنبيه الى خطورة ما يطرحه الفكر الفرويدي من تفسير حضاري» وذلك منذ
ثلاثة وعشرون عاماً في مجلة «المجلة» القاهرية (كانون الاول ‏ ديسمير 1935). ولم تمض سنوات
قليلة بعد ذلك: حتى استوقفتني محاولة اقدم عليها أحد المحللين النفسيين المصريين استهدقت تفسير
موقف الشعب المصري من نكسة العام 15717, تفسيراً نفسياً يعتمد على مقولة «اللاشعور» وغيرها
من مفاهيم التحليل النفسي. وقد تناولت تلك المحاولة بالنقد في مقالة نشرتها آنذاك مجلة «الفكر
المعاصر» القاهرية؛ في شباط ( فبراير ) ‎.1937١‏ واقتصرت محاولاتي للتنبيه والتحذير بعد ذلك على
طرح قضايا الفكر الصهيوني والشخصية الاسرائيلية» خلال محاضراتي في الجامعة. غير :انه وقد
تصاعد المدّ الصهيوني من حولناء وانتشرت, مع تصاعده؛ دعاوى وأدعاءات التحليل النفبي في تفسير
الصراع العربي ‏ الاسرائيلي؛ فقد أاصبحت صيحة التحذير العامة واجبة, ولم تعد الجهود الذردية في
هذا المجال بكافية.
الارض الحتلة جوهر الصراع
ليس من شك في ان جوهر الصراع العربي - الاسرائيلي يتمثّل في الارضء أرضنا الفلسطينية
والعربية التي احتلتها اسرائيل. وعلى قضية احتلال هذه الارض - وهي قضية مادية ملموسة ‏ تقوم:
وتتعددء أوجه الصراع الأخرى كافة, السياسية والاقتصادية والعسكرية والسكانية؛ وكذلك النفسية.
ولقد سعى الفكر الصهيوني وما زال يسعىء الى تمييع قضية الاحتلال هذه ودفعها بعيداً من
مكانتهاء باعتبارها البؤرة الرئيسة للصراع. واحد البدائل الرئيسة التي يطرحها الفكر الصهيوني
لذلك الجوهر المادي الملموس للصراع العربي ‏ الاسرائيلي؛ هو تصويره كما لو كان صراعاً نفسياً في
جوهره. ومن ثمْء فان كل ما نشهده, ونعايشه؛ من معاناة واحتلال وقتال وشهداء؛ ليس سوى نتائج
ومظاهر لذلك الصراع النفسي؛ وما الارض واحتلالها ومقاومة ذلك الاحتلال الا ذرائع تتخفى وراءها
ديناميات صراع نفسي عميق الجذور. ولقد وجد هذا الطرح الصهيوني ضالّته في فكرة واحدة من
مدارس علم النفس المعاصر, ‎٠‏ هي مدرسة التحليل النفسي ‎٠»‏ وألتي تكاد أن تنفرب؛: من بين مدارس علم
النفس جميعاً. باقدامها على طرح تصوّر نفمي شامل للتاريخ؛ وللحضارة, وللفن: وللمرض»
العدد 155: أيار ( مايى ) 1544 لَتُوُون فلسطيزية 7
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)