شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 75)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 75)
- المحتوى
-
د. قدري حفني ححطدحد
وللدين, وللحربء الخ. ولعل تلك النظرة النفسية الشاملة هي سير انبهار الدارسين بالتحليل النفسي,
وهي» أيضاًء مكمن خطورته؛ وسيب تناغمه وملاءمته لأهداف المخطط الصهيوني.
التحليل النفسي والصهيونية
لقد تصدّت مدريسة التحليل النفسي الفرويدي: يجسارة نادرة: لتفسير الحضارة البشرية: بكافة
أوجههاء البتاءة والهدّامة. على حد سواءء باعتبار ان تلك الأوجه جميعاً. انما هي استجابات
لصراعات نفسية عميقة تكمن في اغوار النفس الانسانية. يستوي في ذلك بناء السدّ العالي وقصف
هيروشيما بالقنبلة الذرية؛ ولا فرق في ذلك بين الصلاة والقتلء ولا بين نظم الشعر وإطلاق الرصاص»
ولا بين ممارسة الجنس ورياضة الملاكمة. فكل ذلك لا يعدو ان يكون صوراً متباينة» امّا للتعبير عن
تلك النزعات التدميرية الجنسية المفروسة بالوراثة في اغوار النفس الانسانية» وأمّا للتعبير عن
مخاولات التغلّب على تلك النزعات واعلائها .يل ان تلك المحاوا ت الاخيرة محكوم عليها بالقصورء حيث
«لا فائدة من محاولة التخلّص من ميول الناس العدوانية». وخلاصة القول, اذأء ان التركيب
السيكولوجي يصبح لدى مدرسة التحليل النفسي سبباً وأصلاً لكل ما عداه, بدلا من ان يكون نتاجاً
للظروف الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية والسياسية.
ولم يئل أصحاب التحليل النفسي جهداًء منذ قامت مدرستهم وحتى يومنا هذاء في تطبيق منهجهم
على مناحي الحياة وظواهرها كافة؛ بل وشخصياتها التاريخية أيضاً ٠ وحظات ظاهرة النازية بقدر كبير
من اجتهادات المحلّلين النفسيين, لتفسيرها وفقاً لمنطلقاتهم الفكرية. وترككزت جهودهم., في هذا الصددء
على ترسيخ ما يسمى بخاصية «معاداة السامية», وارجاعها الى خصائص تابتة عميقة؛ تميّر اليهود»
من ناحية؛ وتميّز غير اليهوب: من ناحية أخرى.
ولمايكن غريباًء والآمر كذلك. ان يجد الفكر الصهيوني ضالّته في الاختزالية السيكولوجية
الفرويدية. فتحت عباءتهاء وحدهاء يمكن التحدث برطانة علمية حديثة عن «سيكولوجية يهودية
واحدة» تمتد من العهد القديم الى القرن العشرين؛ وتضمٌء تحت جناحيهاء يهود الفلاشا ويهود
الحضارة المسيحية الاوروبية ويهود الحضارة الاسلامية الشرقية. فالكل يهوب؛ لهم نفس التكوين
السيكولوجي المتوارث عبر الاجيال» والذي لم تستطع آلاف السنين من الشتات ان تنال من جوهره
شيئاً. وتحت عباءة التحليل النفسي؛ وحدهاء يمكن التحدّث برطانة علمية جدَّابة عن الرفض العربي
للاحتلال الاسرائيي لاأرضء باعتباره «غيرة من الشقيق الاكثر تفوقاً وحضارة»: أى «محاولة للتنقيس
عن تلك العدوانية الكامنةء التي لا تجد لها متنفّساً في نظم التربية العربية السائدة», الخ.
فرويد والاتتماء الصهيوني
لسنا يصدد الخوض في حديث ساذج عن علم يهودي وآخر غير يهودي . فالعلم انجاز يشري ملك
للبشر جميعاً. اذا ما كان علماً بحق . ولسناء كذلك, بصدد التعرّض الى مدى عملية التحليل النفسي,
فمكان ذلك هو البحوث الاكاديمية العلمية المتخصصة. ولسناء أيضاًء ممّن ينكرون ان بضعة أفراد
من المحللين النفسيين قد اتخذوا مواقع عملية نضالية: بدرجة اى بأخرىء من أمثال فرائز فانون
وايريك فروم وفيلهام رايخ. ولكنهم؛ في النهاية» افراد لا يعبرون عن مؤَبسسة التحليل النفسي وأفكارها
الرسمية.
لقد نشا التحليل النفسيء تاريخياً. في نفس الحقبة التي تبلور فيها الفكر الصهيوني» حيث
”37 شيون فلسطيئية العدد 155 أيار ( مايى) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)