شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 76)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 76)
- المحتوى
-
سسب سيفموند فرويد والصهيونية
كان ثيودور هرتسل معاصراً لسيغموند فرويد الذي ولد قبله بسنوات أربع فحسبء وكان كلاهما من
يهود الحضارة الالمانية؛ أولتك اليهود الذين أفرزوا الفكر الصسهيوني والفكر الفرويدي في الوقت عينه
تقريبا.
وموقف فرويد من الصهيونية غني عن البيان. وهى موقف لا يتعارضء بحالء مع ما هى معروف
عنه من الحاد صريح؛ فالصهيونية؛ في النهاية؛ ليست سوى موقف فكري عنصري يقوم على التسليم
بتمايز اليهود عن غيرهمء وعداء هؤلاء الأغيار لهم وان حل تلك المشكلة لا يتأتى الا بتمسّك اليهود
بيهوديتهم» وتأكيد تمايزهم » ومقاومة أية مساعي لدمجهم في مجتمعاتهم الأصلية . وبالتائيء فان الحاد
فرويد لم يمنعه من تأكيد انتمائه الى اليهودية: والتزامه بالصهيونية؛ فكراً وتنظيماً . فلقد أنضم فرويد
الى جمعية «بناي بريث» (ابناء العهد) الصهيونية منذ العام 1846 أي وهى في سن التاسعة
والثلاثين؛ واستمرت عضويته فيها طوال 54 عاماً حتى وافته المنيّة. كما ظل مواظباً؛ لعدة سنوات,
على حضور اجتماعاتها نصف الشهرية: وفيها ألقى اولى محاضراته عن تفسير الاحلام. ولقد عرفت
له الجمعية الصهيونية فضله, فاحتفلت؛ في السادس من أيار ( مايى) 1517 بعيد ميلاده السيعين؛
وكان خطاب فرويد في هذه المناسبة بالغ الدلالة والوضوح» حيث ورد فيه: «... ان كونكم يهوداً لأمر
يوافقني كل الموافقة, لأذني نفسي يهودي... انني مدين بالفضل لطبيعتي اليهودية في ما أملك عن
صفتين مميزتين لم يكن في وسعيٍ الاستغناء عنهما حيال حياتي الشاقة. .. فاأنني يهودي» وجدت
نفسي خلوا من التحيزات التي ضللت غيري دون استخدام ملكاتهم الذهنية؛ وكيهودي» كنت مستعداً
للانضمام الى المعارضة وللتصرّق دون موافقة الاغلبية الساحقة. وهكذاء وجدت نفسي واحداً منكم:
اقوم بدوري في اهتماماتكم الانسانية والقومية وأكتسبت اصدقاء من بينكم: وحثثت الاصدقاء
القليلين الذين تبقوا لي على الانضمام اليكم...
ولعل تلك الكلمات ليست في حاجة الى تعليق. فالرطانة الصهيونية عن الخصائص اليهؤا
عن نفسهاء وكذلك الحديث عن الاهتمامات القومية للحركة الصهيونية؛ والسعي الى كسنب .
لها. وعلى أي حال, ققد كان هذا خطاباً عامأًء حرص فيه فرويد على الا يذكر «الصهيونية» صراحة؛
تاركاً اياها لقليل من فطنة القارىء. ويطبيعة الحال: فان مثل ذلك الحذر لم يكن له ميرر في خطابات
فرويد الشخصية التي كان يتبادلها مع زملائه وتلامذته ومريديه. ففي خطاب شخصي أرسل فرويد به
الى أحدى تلميذاته من المحللات النفسيات, وهي اشبياراين» بعد ان علم بأنها توشك على ان تضع
طفلً, كتب فرويد: «... وأود لى خرج الطفل ذكراً ان يصير صهيونياً متعصباً... اننا يهود» وسنظل
يهوداً... وسيبقى الآخرون, على استغلالهم لناء دون ان يفهموناء او يقدرونا حق التقدير». والخطاب
مؤرخ في آب (اغسطس) 151 وان كان نشره قد تأخر الى العام .١1945
ولعلنا نستطيع ان نكتفي بتلك النماذج للتدليل على انتماء فرويد الى الفكر الصهيونيء وارتباطه
بالتنظيمات الصهيونية. ولكن ذلك كله قد لا ينال من الرجل كعالم, بل كمؤسس لفرع من فروع العلم
نال من الشهرة والذيوع الشيء الكثير. وقد يبدى للبعض ان فكر الرجل لم يؤثر في علمه, وان استثمار
الصهيونية لعدد من الافكار الاساسية للتحليل النفسي كان محض مصادفة. فكثير من اليهوب بل
ومن غير اليهود استهواه الفكر الصهيوني. وكثير منهم ارتبط» بدرجة أى بأخرىء بالتنظيمات
الصهيونية . ومن بين هؤلاءء بطبيعة الحال» عدد من مشاهير العلماء في مختلف فروع المعرفة . وليس
من المنطق في شيء ان نرفض علمهم لمجرد انهم صهيونيونء قولًا أوفعلاً. ولكن الامر بالنسبة الى فرويد
كان مختلفاً تماماً. فهو لم يكن مجرد عالم يهودي ملحد ينتمي الى الفكر الصهيوني ويتعاطف
العدد 15, أيار ( مايى ) 1545 لشْرُون فلسطيزية ف - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)