شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 78)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 78)
المحتوى
حح سيفموند فرويد والصهيونية
مع فرويد, الذي استجاب له فوراً وبصورة ايجابية. .. وتتضح تفاصيل هذا الاقتراح: وكذلك طبيعة
استجابة فرويد له. ؛ في خطاب بعث فرويد به الى جونز يحمل تاريخ الاول من آب (اغسطس) 151,
أي بعد مرور أقل من شهر على بزوغ الفكرة؛ ذكر فيه: «... ان ما استولى على خيالي فوراً هو فكرتك
عن ' مجلس سري ' يتألف من خيرة رجالنا وأكثرهم استحقاقاً للثقة ‎٠‏ للقيام على امور التطورات
اللاحةة التحليل النفسي» وللدفاع عن القضية في مواجهة الاشخاص والاحداث بعد وفاتي. ٠.وقبل‏ كل
شيءء ينبغي أن تلتزم تلك اللجنة بالسرية المطلقة, سواء في ما يتعلق بوجودها اصلاً, او في ما يتعلق
بأعمالها. .. ومهما أتت به الايام المقبلة, ؛ فان القائد المقبل لحركة التحليل النفسي ينبغي ان يخرج من
بين هذه الحلقة الصغيرة المختارة من الرجال...». ولم يمض عام حتى عقدت تلك القيادة أول
اجتماعاتها في منزل فرويدء الذي اهدى لكل من اعضائها فصّاً أغريقياً قديماً من مجموعته, وقام
هؤلاء بتركيب هذا الفص على خاتم ذهبي» كان فرويد يلبس مثيلاً له . وحين أنضم أيتنغتون الى
القيادة, بعد عدة أعوام, أهدى فرويد اليه خاتماً مماثلاً كذاك.
تُرى ما الذي يدفع عاداً الى تشكيل قيادة سرية للمشتغلين بذلك العلم ؟ آلا يضفي ذلك طابعاً
سياسياً مريباً على القضية بأسرها ؟ وعلى أي حالء فان ايريك فروم» وهى من المحللين النفسيين
البارزين الذين اخرجوا حتى من اطار التنظيمي العلني لحركة التحليل النفسيء لا يتردد في أن يفرد,
في كتابه «رسالة سيغموند فرويد», فصلا بعنوان «الطابع شبه السياسي لحركة التحليل النفسي». بل
أنه يرى في هذا الكتاب «. .. أن فرويد كان يمكن ان يصبح قائداً اشتراكياً, أو قائداً لحركة ثقافية
أخلاقية؛ اى لأسباب أخرى؛ واحداً من قادة الحركة الصهيوزية».
ولقد كان فرويد» منذ البداية؛ على وعي بالطابع الصهيوني لحركة التحليل النفسي. ولذلك: فقد
كان حريصاًء دوماً؛ على ان تضم واجهة هذه الحركة وجوهاً غير يهودية؛ وحبذ| لولم تكن صصهيونية.
وقد صادف مسعاه النجاح حيناًء والفشل حيناً آخر. لقد نجح, مثلا؛ في المحافظة على ارفسنت حوئن
الملل النفسي والمسيحي الملحد والصهيوني المتعصّبء عضواً في القيادة السرية للتنظيم حتى النهاية:
ولكنه واجه اخفاقاً شديدأ في المحافظة على بقاء كارل يونغ, المحلل النفسي المسيحي في اطار الحركة,
على الرغم مما قدمه اليه من اغراءات وصلت حِدّ محاولة تنصييه خليفة له في قيادة الواجهة العلنية
لحركة التحليل النفسي.
وقد قررا ريك فروم؛ في هذا الصدد,ء انه؛ في المؤتمر الثاني لحركة التحليل النفسي الذي عقد في
نورمبرغ في آذار (مارس) ‎,4٠‏ أدرك فرويد ميزة توسيع الحركة الى ما هو أبعد من النطاق الضيّق
ليهود قيينا. وادرك»ء أيضاً: ان عليه اقناع زملائه من هؤلاء اليهود بوجهة نظرهء التي كان موّداها
أسناد بعض المناصب الرئيسة في الحركة الى غيرهم, » وفي مقدمهم يونع. «وحين نمي الى علم فرويد أن
بعضاً من زملائه يهود فيينا يعقدون اجتماعاً في الحجرة ة التي يشغلها شتيكل في الفندق لحق بهم
وادار معهم مناقشة حامية؛ كان جوهرها ابراز الجى المعادي الفظيع المحيط بهمء والحاجة الى غطاء
خارجي لواجهته. .. ثم قامء بصورة درامية: بخلع سترة ته قائلاً: ' أن اعدائي سوف يسعدهم رؤيتي
اتضوّر جوعاً ؛ انهم سوف ينزعون سترتي عن ظهري ' ».
ولعل احساس فرويد بحاجة تنظيمه الى غطاء يخفي جوهره الصهيوني يتضح في خطاب بعث به
الى كارل ابراهامء الذي أصبح واحداً من أعضاء القيادة السرية التنظيم» يحثه فيه على كسب مودة
يونغء وذلك في أيار ( مايى) 2 جاء فيه: «... ان يونغ» لكونه مسيحياً وابناً لقسيس,
العدد 155ء أيان ( مايى) 19435 ليون فلمطية اا
تاريخ
مايو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18079 (3 views)