شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 79)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 79)
- المحتوى
-
د. قدري حفئي سح
يجد مقاومات د اخلية شديدة تعوق اقترابه مني... ونحن لا غنى لناء اطلاقاًء عن رقاقنا الآريين كافة,
وال سقط التحليل النفسي ضحية لمعاداة السامية».
وعلى أي حالء ققد أخفق فرويد يد في الاحتفاظ بهذا الغطاء الذي كان يتمثل في يونغ؛ »والذي لم يلبث
ان انشق عن التيار الفرويدي واتخذ له نهجاً مستقلاً متميزاً . وواصل فرويد ورفاقه سعيهم نحو
غاياتهم التي تمذلت في تقديم الغطاء الفكري المناسب لتدعيم أفكار من نوع ان معاداة السامية
خاصية سيكولوجية ضارية الجذورهء وان لليهود من الخصائص السيكولوجية ما يميزهم عن بقية
البشرء الى آخر تلك الافكار التي تمثّل ركناً أساسياً من اركان القكر الصهيوني.
وكان طبيعياً والامر كذلك ان يجد المتأمل في سير حياة العديد من أقطاب حركة التحليل
النفسي ان الخيوط متداخلة متشابكة بين ممارستهم العملية للنشاط الصهيوني والتحليل النفسي.
فماكس ايتنفتون, مثلاًء وهى احد اعضاء القيادة السرية للتنظيم الفرويدي الصهيونيء قرّر في
أيلول ( سبتمبر) 1577.: ان يقادر المانيا الى فلسطينء حيث أقام هناك بقية حياتهء ونشأ
«الجمعية الفلسطينية للتحليل النفسي» التي ما زالت قائمة حتى الآن, بعد ان تغيّر اسمها طبعاً.
وقال المحلل النفسي سيدني بومر: «لم يكن انتقال اتينغتون الى اسرائيل مجرّد استجابة
لهرورات الحربء بل كان نتيجة طبيعية لميله. طول حياته؛ الى الصهيوتية». اما المحلل النفسي
الشهير. ارنست سيميلء والصديق الصدوق لماكس اتينغتون» فهى صاحب الكتاب المعروف
«اللعاداة للسامية مرض اجتماعي»» وقيه يرجع المشكلة اليهودية برمّتها الى اسباب نفسية
خالصة. ولقد بلغ من تقدير فرويد لسيميل انه اهدادء العام 191155.» ذلك الخاتم الشهير ذاته
الذي سبق ان اهدى مثله لاعضاء القيادة السرية للتنظيم قبل ذلك بسنوات طوال. اما سيفموند
برنفيلد, المحلّل النفسي الذي يزكيه فرويدء في خطابه المؤرخ في 1911/١/95 بقوله «... أنه
خْبين بإرز في التحليل النفسي. واعتبره واحداً من أقوى العقول بين تلامذتي واتباعي...»» فانه -
أي برنفيلد - هى نفسه ذلك العضى البارز في ا منظمات الصهيونية: الذي تبنى أفكار الفيلسوف
الصهيوني مارتن بوبس, وكيّس جانباً كبيراً من كتاباته النفسية لابراز خصائص الشعب اليهودي»
والدفاع عن فكرة «فلسطين كوطن قومي لليهود»؛ وكذلك الحال بالنسبة الى الطبيب والمطل
النفسي فيلكس دويتش, الذي كان؛ منذ شبابه. من أنشط اعضاء التنظيم الطلابي الصهيوني
في فييناء والذي التقى؛ في صفوف هذا التنظيمء بمارتن فرويد» ابن سيغموند فرويد؛ ومن خلال
لقائهماء عرف دويتش طريقه الى فرويد والفرويدية.
مقتضيات السياسة تسبق قواعد الحلم
ترى كيف أمكن لفرويد؛ وإتنظيمه الصهيوني السريء ان يحققا ما حققاه ؟ ان الامر لا يرجع»
فحسب, الى تلك العبقرية التي تميّز عقلية فرويد يد المنظمة؛ ولاء أيضاًء الى مجرد ذلك الحضور الغلاب
الذي ميّ شخصية فرويد. ان الامر انما يرجع الى قاعدة عملية أدركها فرويد والتزم بها دوماء شأنه
في ذلك شأن قائد أي تنظيم سياسي: «المعيار السياسي قبل المعيار العلمي». ووفقاً لتلك القاعدة
التنظيمية: قاتل فرويد من أجل ضممٌ يونغ الى الواجهة العلنية لقيادة حركة التحليل النفسيء وأشادء
علناً. بعبقريته العلمية ونفان بصيرته التحليلية؛ ولكنه أفضى الى رفاقه في قيادة التنظيم السري
بالمبرّرات الحقيقية لهذا الضمّ؛ وليس من بين تلك المبررات» التي ساقها فرويدء مجرّد اشارة» ولو من
بعيدء الى عبقرية يونغ العلمية. فهى- أي يونغ ليس سوى مسيحي آري «يلزمنا لتغطية
72# اعون فلسطزية العدد 154., أيان ( مايى) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)