شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 103)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 194 (ص 103)
- المحتوى
-
د. نيبيل حيدري
لتطور التزام اليهود الاميركيين باسرائيل .وفي المنظور نفسه» طرح تيفنان نشاط زعماء اليهود في الولايات المتحدة
لصالح اسرائيل باعتباره نشاطاً انيثق من اعتقادهم بأن العرب سوف يجنحون الى مسالمة اسرائيل وعقد الصلح
معها «متى رأوا أن الولايات المتحدة تقف وراء أسرائيلء وتدعمهاء وتجعل منها دولة منيعة».
ففي مرحلة التأسيسء لمس زعماء اليهود الاميركيين «انحيازاً» من جانب وزارة الخارجية الاميركية الى
العرب» وان هذا الانحياز اتضح: بصورة فاقعة؛ في «عجز» الرئيس الاميركي هاري ترومان عن التغلب على مقاومة
وزارة الخارجية لمحاولات الاستجابة لما ظل زعماء اليهود الاميركيين يوجهونه من نداءات لتحويل اكبر قدر ممكن
من العون الخارجي الاميركي الى اسرائيل. من هناء كان الاسرائيليون بحاجة الى مجموعة قوية من الاصدقاء
داخل الكونغرس الاميركي. ليقدموا مشروعات قوانين «توازن» ما رآه اليهود الاميركيون من انحياز الخارجية
الاميركية الى صف العرب. الامر, اذأًء كما صوّره تيفنان, بدأ كجهد يهودي اميركي لمساعدة أولئك «المساكين»
هناك في أسرائيل» وشرع اليهود الاميركيون في تنفيذه من طريق مجموعة من الاصدقاء في الكونغرس.
بعد ذلك؛ تمثّل نجاح اللوبي اليهودي في ارساء تقليد مزايدة مرشحي الحزبين؛ الجمهوري والديمقراطي»
في صيف العام 1197: على أعلان التأييد لاسرائيل, والتأييد القوي مع جهودها «الانسانية» المتمثلة في توفير
وطن لليهوب «المشردين والمضطهدين»» والحرص على تأمين «السلام» في منطقة الشرق الاوسطء من خلال توجهات
السياسة الخارجية الاميركية.
غير أن خيبة اللوبي أليهودي, في ذلك العام» لم تكن في الحسبان. فقد دخل البيت الابيض الرئيس دوايت
آيزتهاور الذي لم يكن مديناً بشيء لاي جماعة ضغطذات مصالح د اخلية او مصالح متعلقة بالسياسة الخارجية.
ولهذا اختط الرئيس الاميركي سياسة «ودودة غير منحازة» تجاه العرب والاسرائيليين: على حد سواء. وكان يدقعه
الى ذلك هاجسان: النفط العربي: وشبح التغلغل السوفياتي في المنطقة.
وفي تتبعه لمراحل العملية التي اوصلت اللوبي اليهودي الاميركي الى وضعه المهيمن الراهن, سلَط تيفنان
الضوء على «المجلس الصهيوني الاميركي للشؤون العامة» الذي تأسّس العام 5 156. «وكان ذلك في مرحلة غريبة
؛ الحباة السياسية الاميركية: التحم ابّانها الكونغرس في معركة مدوية مع وزارة الخارجية»: ومارست اسرائيل»
لها؛ عمليات الارهاب الدموي ضد قرية قبية الفلسطينية والخارات الانتقامية على الحدود: والعدوان على
الاراظق المصرية, في الوقت الذي ذل اللوبي اليهودي يتأوه من «انحيان» الادارة الاميركية ضد اسرائيل «الصغيرة
المسكينة الديمقراطية المحاصرة». وذكر تيفنان «ان المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية كانوا يسمعون ذلك
الكلام من اللوبي اليهودي؛ ويقرأون تقارير السقارات الاميركية من المنطقة العربية» فيعضّون شفاههم
بأسنانهم حتى تدمى» (ص .)0١- 5١
روى المؤلفء في الفصل الثاني, الكيفية التي وصل فيها جون كنيدي الى سدّة الرئاسة في البيت الابيض.
وهناء ايضاًء بمساعدة اللوبي اليهودي. الذي هياء في حفل اقيم في نيويورك؛ فرصة ذهبية لمرشح الحزب
الديمقراطي ان يحصلء من ذلك الحقل؛ على تبرّعات بلغت نصف مليون دولار لتمويل حملته في معركة انتخابات
الرئاسة. أكثر من ذلك؛ فان كنيدي حصلء في الانتخابات, التي أجريت في تشرين الثاني ( نوفمير) 1570: على
٠ في المئة من أصوات الناخبين اليهود (ص 57 -54).
وأوحى؛ ضمناً, دون ان يقولها صريحة؛ أن مطالبة كنيدي بعودة الراغبين من اللاجئين الفلسطينيين الى
ديارهم» ريما كانت السبب في مقتله. واستذكرء في هذا السياق» كيف استشاط بن - غوريون غضباً ازاء هذا
الموقفء وقام بتوجيه ررسالة الى السفير الاسرائيلي لدى واشنطن؛ مع تعليمات مشدّدة بتعميم فحواها على قادة
المنظمات اليهودية» جاء فيها أن اسرائيل «سوف تعتبر خطة اعادة توطين اللاجئين هذه خطراً على بقائهاء افظع
من كل المخاطر التي يمثلها الديكتاتوريون والملوك العرب؛ وكل الجيوش العربية؛ وكل صواريخ عبد الناصي, بل
وكل طائرات الميغ السوفياتية؛ وعليهء فان أسرائيل سوف تحارب هذه الخطة الى آخر رجل». وذكر تيفنان ان اقدام
كنيدي على تلك الزلّة كانت مثالا كلاسيكياً على المنزلق الخطير الذي يمكن أن ينساق اليه أي رئيس
15244 شؤُون فلسطيزية العدد 155 أيار ( مايى) : 1١] - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 194
- تاريخ
- مايو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6867 (5 views)