شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 58)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 58)
- المحتوى
-
سلب الغلاقات السوفياتية الاسرائيلية
القرار الخاص بتقسيم فلسطين؛ ولتؤكد, بذلك, ان الشيء الهامّ بالنسبة الى الدبلوماسية السوفياتية
آنذاك: كان انهاء الانتداب البريطاني عن فلسطين بأية طريقة كانت. ومع ذلك؛ وبصرف النظر عن
مساألة تعاطف السوفيات مع القضية الصهيونية اى معارضتهم لها من الوجهة المبدئية» كان لا بد
للديلوماسية السوفياتية من ان تواصل رهانها الى نهايته. فقد أظهرت موسكو حماساً ملحوظاً في
تأبيدها للدولة اليهودية: بعد ان ساعدت على انشائها: وهكذاء فقد اعترض الاتحاد السوفياتي: بعد
اندلاع المعارك بين العرب واليهود في فلسطين؛ على مشروع قرار دولي يطالب القوات الصهيونية
بالانسحاب الى المناطق التي حدّدها لها قرار التقسيم بعد ان تخطْت هذه الحدود ؛ كذلك اعترض على
مهمة وسيط الامم المتحدة؛ الكونت برنادوت» واعتبر ان اقتراح الهدنة الذي قدّمه الوسيط الدولي
«شبّع الذين بدأوا بالعدوان على فلسطين»؛ كما عارض البحث في قضية اللاجئين الفلسطينيين في
المحافل الدولية» وخصوصاً داخل أجهزة الامم المتحدة: الا بعد ريطها بالبحث في قضية اللاجئين
اليهود في اورويا(").
المرحلة الثانية؛ خيبة الأمل
كشف مجرى الاحداث التي تتابعت على ساحة الشرق الاوسط, بعد قيام اسرائيل ان السياسة
التي اعتمدتها الزعامة الستالينية ازاء قضية المنطقة كانت تقوم على تقديرات خاطئة بصورة كلية.
وما لبثت أوراق الرهان السوفياتي على «الدولة الجديدة» ان بدآأت بالتساقط؛ ورقة في اثر ورقة. ففي
مجال الوضع. الداخليء جاءت نتائج انتخابات الكنيست الاسرائيلي الاولىء العام 1544. لتبين ان
اسرائيل ليسبت: ولن تكون» ذات توججّه اشتراكيء أو حتى ديموقراطي شعبيء كما كان قادة الكرملين
يأملون . وفي مجال السياسة الخارجية؛ كان انحياز اسرائيل الى جانب الاميركيين في حرب كوريا العام
6٠ بمثابة الضيربة القوية التي مُّنيت بها حسابات موسكو وتقديراتها لحقيقة الوضع في اسرائيل,
حيث تأكد لقادة الاتحاد السوفياتي» بالمحسوسء ان اسرائيل لم تخيّب آمالهم في انها لم توفّر لهم
موطىء قدم في منطقة الشرق الاوسط وحسبء بل انها باشرت بممارسة دورها كموقع متقدّم يعمل في
خدمة مصالح الدول الغربية. لكن السيئء في الآمر, بالنسبة الى الدبلوماسسية السوفياتية» ان تصدّ ع
الوهم الذي بنته حول الدون الاسرائيلي في المنطقة ترافق مع شعور منغص بأن سياسة دعم اسرائيل
فرضت على موسكو دفع ضريبة سياسية مزدوجة؛ فمن ناحية أولىء أدَى قيام اسرائيل الى تحريك
المشاعر «القومية» عند اليهود السوفيات, وهي الظاهرة التي تقاطعت مع مطالبة اسرائيلية مستمرة
بتوفير تسهيلات أكبر وأكبر من اجل السماح ليهود الاتحاد السوفياتي ودول أوروبا الشرقية بالهجرة
الى اسرائيل؛ ومن ناحية أخرىء انعكس دعم الاتحاد السوفياتي لاسرائيل: بشكل مباشرء على حركة
الاحزاب الشيوعية المحلية؛ التي وجدت نفسهاء داخل المنطقة العربية: محاصرة وسط موجة عارمة
من العداء الشعبي الموجّه ضد السوفيات وحلفائهم» وهى ما سهّل على الحكومات القائمة تنظيم
حملاتها المعادية للشيوعيين» حيث «أدّت المعادلة التبسيطية التي ساوح بين الشيوعية والصهيونية
الى نتيجتين أساسيتين» هما عزلة الاحزاب الشيوعية المحلية, وضعفها»(") ظ |
وفكذاء فقد بدأت غلاقات موسنكو وتل.- أبيب»:منذ أوائل الخمسينات: تداخل مزحلة مد وجزر
عكست وجود تخوّل جوهري في نظرة الاتحاد السوفياتي تجاه اسرائيل: فعان الرغم من ان العلاقات
بين الجانبين تلقّت؛ العام 6 119: دفعة الى أمام عندما تمّ رفع درجة التمثيل الدبلوماسي فيما بينهما
من مستوئ المفنوضية: الى مستوى: السفارة» الا-ان هذه الخطوة جاءت في أعقاب: أزمة عاصفة - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 195
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)