شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 6)
- المحتوى
-
سل الانتفاضة وتأثيرها في الوضعين السياسي والاجتماعي في اسرائيل
تزال مستمرة: وليس هناك ما يشير الى قرب ايقافهاء أى انهائهاء مما يجعل الرأي العام الاسرائيلي
خاضعاً لتأثيراتها وما يمكن ان تفرزه من حقائق ونتائج جديدة. ثم ان الرأي العام الاسرائيلي يتحرك
بناء على مجمل تعاطي اسرائيل وفعالياتها المختلفة مع هذه الانتفاضة. والنتائج التي احدثتهاء ويمكن
أن تحدثهاء عبر مراحل متعددة.
على اية حال» ظل الجدل والنقاش السياسي مهيمناً على الدوائر الاسرائيلية» مما اوقع الرأي العام
الاسرائيلي في حالة من الارتباك والفوضى في ظل انعدام الرؤية الواضحة؛ وعدم القدرة على التمييز بين
الصواب والخطأ في ما يتعلق بمستقبل المناطق المحتلة من جهة؛ والصراع العربي - الصهيوني» من
جهة أخرى. فالجيل الذي نشا ابّان الاحتلال الاسرائيليء عقب حرب العام 19717 لا يسلّم بسهولة
بحقيقة ان المناطق المحتلة يمكن سلخها عن «أرض . اسرائيل التوارتية»: أى احداث اي تغييرات من
شأنها أن تمس المفاهيم التي تربّى عليهاء والواقع الذي وجده تجاه عينيه. والرأي العام الاسرائيلي»
بمجمله؛ لم يع؛ حتى الآن» عدم شرعية الاحتلال. وهذا ما خلص اليه يورام بيريء حين اشار الى أن
«الجمهور الاسرائيي ينقسم بين الذين يؤيدون ضمٌ المناطق [المحتلة] وبين الذين يفضلون
استخدامها كورقة مساومة في مفاوضات السلام. ولكن هؤلاء, واولئك: لا يزالون يعتبرون المكوث في
المناطق [المحتلة] في هذه الاثناء حتى المفاوضات, عملا محقاً واخلاقياً . وفقط نسبة مئوية معدودة
ربما أقل من خمسة بالمئة من السكان الاسرائيليين: تزعم ان مكوثنا اليوم في المناطق [المحتلة] غير
محق في الاساس...0(0).
وهكذ! يتضح ان الانقسام الاسرائيي لم يعد مجرد انقسام بين الاحزاب المتصارعة» خاصة بين
الحزبين الكبيرين» العمل والليكود, ولا صراعاً بين الحمائم والصقور د اخل حزب العمل بل تعدّى ذلك
ليتخذ طابعاً شمولياً سحب ذاته على المجتمع الاسرائيلي بشكل عام.
وحسب المعلّق الاسرائيلي مارك غيفن: يمكننا رصد اتجاهات الرأي العام الاسرائيلي ضمن
الخطوط التالية: الفئة الاولى تتكون من اسرائيليين يهربون من الواقع الى أمورهم الشخصية» تاركين
القضايا المصيرية لمن في يدهم القرار؛ والفتة الثانية هي «اليائسون الذين يعتقدون بأنه لا أمل في
التغييره؛ ويظنون أنه «من دون سلام سنبقى غارقين في حروب لا نهاية لها»؟ والفئة الثالثة هي «هؤلاء
الناس الذين يعرفون الهدف ويومنون بنهجهم... وتجدهم في الجناحين: الأيمن والايسرء وهم سائرون
على طريق تأجيج نار الكراهية بين الشعبين...»(3”
ولعل هذا الواقع بالذات ما جعل بعض الاسرائيليين الاكثر تبصراأ يشعرون بضرورة حدوث
«الصدمة» التي يمكن ان توقظ الرأي العام على حقائق اساسية ظل يتجاهلها بحكم استكانته
لطروحات الاحزاب وعدم رغبته في التغيير. وقد عبر زئيف شيف عن هذه الحقيقة؛ حين كتب: «كان
عليناء كما يبدى. أن نتعرض لهزة في المناطق [المحتلة] وفي علاقاتنا مع عرب اسرائيلء لكي نعرف ما
هي الاخطار والعيوب الكامنة في السيطرة على مليون ونصف المليون فلسطيتي, ولكي ندرك ان الوضع
الراهن المكرّس من شأنه ان يتحول الى لعنة»(").
لقد نجحت الانتفاضة في تعميق الهوّة داخل المجتمع الاسرائيلي. ولكن نجاحها لم يحقق
«الصحرة» المطلوية من أجل التغيسن على ما يبدى. لذلك؛ راحت الانتقادات تنصب على الاجهزة
والمؤسسات والجيش والحكومة لعدم قدرتها على ايقاف الانتقاضة. وهكذا نجد ان المؤسسة
العسكرية التي كانت تحظى بأوسع احترام لدى الجمهور الاسرائيليء اذ تالت في استطلاع
العدد :١51 تموز ( يوليى) 1584 لثثون فلسحلزية ك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)